شقيقان اجتمعا على «الاحترافية»... ولكن

تصغير
تكبير
قد يكون 2017 عاماً حاسماً لتحديد المستقبل في مجتمع رياضي تسوده فوضى عارمة
اللاعب عبدالعزيز المشعان، والمدرب محمد المشعان... شقيقان «محترفان» في كرة القدم الكويتية.

«الهواية» في الرياضة الكويتية، زد عليها سوء العقلية الادارية المحلية التي لا تقدر عقليتهما الاحترافية، كلها عوامل تحارب نبوغهما.

عبدالعزيز... لاعب تخلى عن كل شيء في حياته من أجل رسم مستقبل مع «المستديرة الساحرة». حرم نفسه من بناء مستقبل علمي من أجل أن يستثمر موهبته في سبيل تأمين حياته.

محمد... مدرب وجد أن شهادته العلمية في طب الاسنان ليست نهاية المطاف أو الحلم الذي عاش من أجله، بل وظيفة إنسانية لا تختصر الحياة التي يتطلع إليها.

«زيزو» اللاعب كما يحب أن يلقبوه ومنذ نشأته في ميادين نادي القادسية، لم يتأقلم مع هواة اللعبة من الاداريين واللاعبين. رفض واقع الحال بعد أن صدمه محيطه. أراد تطبيق الاحتراف على نفسه، في التمارين وفي نظامه الغذائي، ومواعيد نومه واستيقاظه. كل ذلك لم يكن كافياً لتفجير مواهبه أمام واقع مرير يعيشه يومياً.

شقيقه الدكتور ظهر فجأة مع المدرب الروماني ايوان مارين مساعداً أثناء قيادة الأخير لفريق الكويت. لم يكن أحد في الساحة الكروية يعرفه.

لكن مارين وبكل تأكيد مارين يعرف جيداً من هو محمد، ولا شك في أن فترة النجاح التي عاشها المدرب مع «العميد» كان فيها لـ «الدكتور» دور فعال.

«زيزو» رفض المسافة والسور والباب والحارس، وهرب من واقع محلي غير مأسوف عليه الى العالم الآخر بحثاً عن تجربة احترافية حقيقية قد تعوضه عن آلام ومآسي الهواية.

ربما كانت التجربة التي خاضها مع نادي رويال موسكرون البلجيكي غير موفقة بعدما اصطدم بمماطلة الاتحاد الكويتي في منحه بطاقة التسجيل، زد عليها بعد ذلك عدم صرف مستحقاته المالية لمدة ثلاثة لأشهر من الفريق البلجيكي.

لم ييأس بل عاد مجدداً الى بيته الثاني القادسية وكان عنوان الانتصارات، والخيار الأول في كل تشكيلات المنتخب. رغب في طرق باب الاحتراف الخارجي مرة أخرى، فكان له ما أراد مع نادي بريبرام السلوفاكي لمدة موسمين، كاد أن يلتحق بعدها ذلك بمونبيلييه الفرنسي العريق.

مسيرة احترافية حقيقية عاشها «زيزو» مع كرة القدم، وقد أراد تحقيق النجاح في وسط رياضي لا يريد النجاح، لكنه تحمل ثقل العراقيل التي واجهته من أجل تحقيق حلم عاش من أجله.

الامر لا يختلف كثيراً عن شقيقه طبيب الاسنان محمد الذي أعلنها صراحة: كرة القدم أهم من عملي كدكتور.

هي شغفه وولعه الاول، اما عمله كطبيب فلن يثنيه عن متابعة مشواره في عالم التدريب.

تجربته الاحترافية جعلته مادة في تقرير للـ beIN SPORTS تكشّف فيه طموحه ورغبته في الجمع بين الدراسة العلمية والدراسة الكروية.

محمد المشعان فرض نفسه على الجميع كمدرب محترف يعرف كل كبيرة وصغيرة في هذا المجال الصعب.

خاض تجارب تدريبية عدة مع أندية أوروبية مثل أتلتيكو مدريد الاسباني، ولم يتردد المدرب السابق لـ «الأزرق» التونسي نبيل معلول في اختياره مساعداً له بعد أول لقاء له معه في الدوحة، عندما أرسله الاتحاد للاجتماع به، فقد انبهر به معلول وأدرك بأنه كنز تدريبي مدفون.

عبدالعزيز ومحمد ما زالا ضائعين في وسط رياضي تسوده المحسوبية والواسطات على الرغم من موهبتهما الواضحة في «المستطيل الاخضر».

«زيزو» يعاني كثيراً من الاهمال المتعمد من قبل الجهازين الاداري والفني للقادسية، فيما تخشى الأندية الكبيرة التعاقد مع الطبيب محمد خوفاً من صراحته وصرامته واحترافيته في العمل.

يبدو أن «زيزو» والطبيب استسلما للواقع المرير في الرياضة الكويتية والذي لا يقدر الاحترافية الحقيقية في العمل. قد يكون 2017 عاماً حاسماً لهما في تحديد مستقبلهما في مجتمع رياضي تسوده فوضى عارمة ومحسوبية قلّ نظيرها.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي