هناك العديد من الأمور التي تقوم بأدائها لكنك تُفاجأ بأن ما أقدمت عليه قد زاد الأمور تعقيداً.... أو ربما قد زادها سوءاً...
قد يكون ما قمت به يتمثل بكلام أو حركة لها دلالاتها أو فعلها...
تتذكر جيداً أنك أقدمت على هذا الفعل وأنت مقتنع أن ما ستقوم به هو الصحيح...
قد يكون من حولك نبهك للخطأ الذي ستقع فيه...
قد يكون حاول التدخل ومنعك بالقوة لكنك أصررت على رأيك وكانت النتائج مخيبة للآمال أو كارثية عليك وعلى من حولك أحياناً...
لنستمع لقصة جاسم صاحبنا العزيز...
جاسم يمتك قميصاً...
أم جاسم هي من قامت بحياكة هذا القميص، وحسب الرواية التي يرويها جاسم نقلاً عن أمه أن كل سيدات الحي (الفريج) قد ساعدنها في صناعة هذا القميص...
ساعدتها أم سلطان وأم عباس وأم حسين وأم عصام وأم عماد...
كان قميصا مميزاً...
ذا نسيج فاخر...
في أحد الأيام لاحظ جاسم أن هناك خيطاً من نسيج قميصه قد انسل خيط منه.... أو لنقل إن هذا الخيط خرج من مكانه...
مسكه جاسم وبدأ يلاعبه بأصابعه...
شاهدته زوجته...
بادرته قائلة... لا تسحبه... فسوف تخرب القميص...
تركه مكانه ولم يطلب منها أن تعلمه كيف يتصرف...
حاولت زوجته أن تشرح له... لكنه تركها وخرج...
ذهب لأمه...
هناك شاهدت أمه الخيط.... انتابها الاندهاش لأنها هي من قامت بنسج هذا القميص.... شرحت لجاسم كيف يمكنه تصليح الوضع دون أن يتلف القميص...
للأسف كان جاسم ممسكاً بهاتفه ولم ينتبه لما قالت...
خرج من بيت أمه واتجه للديوانية...
هناك نصحه البعض بسحب الخيط لأن شكله يؤثر على شكل القميص...
استمع لكلام بعض رواد الديوانية...
ما إن سحب الخيط حتى انفلتت كل خيوط القميص وانسلت الخيوط واحدة تلو الأخرى...
إن نسيجنا الاجتماعي صنعه كما يقول أبو جاسم المخلصون من الأجداد والآباء وهم يقدمون لنا النصيحة تتلوها النصيحة لكيفية الحفاظ عليه.... وهناك من هدفه تدمير هذا النسيج الرائع عبثاً...
فهل سنستمع لنصائح الأجداد و الآباء... أم سندمر هذا النسيج بأيدينا؟