أثر السينما على الأطفال (1)

تصغير
تكبير
يعتبر أدب الاطفال من اهم العناصر تأثيرا على شخصية الطفل، خصوصا اذا كان هذا الادب يقدم للاطفال في صورة جذابة عبر فيلم سينمائي او مسرحية او مسلسل تلفزيوني او اذاعي او مجلة مصورة، ولكل عصر اسلوبه المميز في جذب الاطفال.

وكانت السينما احد اهم تلك المجالات التي أثرت على تفكير الطفل، كما انها قدمت له ذلك التأثير في قالب ممتع خصوصا عندما قدمت بعض الافلام الموجهة للاطفال او الموجهة لكافة افراد الاسرة مع اضافة مميزة وهي مشاركة الممثل الطفل، الذي يلعب دور البطولة في تلك الافلام السينمائية، فأشار الكثير من التربويين والاعلاميين الى خطورة آثار السينما والاعلام، وكل ما يقدم للطفل بشكل عام على الطفل العادي فما بالك بالطفل الذي يشارك في تلك الاعمال السينمائية.

وقد قام بعض المخرجين باللجوء الى اشراك طفل في فيلم سينمائي، وكان هناك تخوف كبير من عدم نجاح التجربة الا ان ردة الفعل الايجابية كانت ناجحة بصورة لم يتوقعها أحد لا المؤلف ولا المخرج ولا المنتج ولا النقاد، ولكن الجمهور له رأي فصل في ذلك فهو لا ينظر الى الامور من خلال رؤية فنية او نقدية او نظرية ما، بل هو يتفاعل مع كل ما هو جميل وجديد مفيد.

وكانت هناك تجارب كثيرة لتقديم الاطفال ليس بهدف المشاركة فقط في بعض الافلام السينمائية، ولكن تم تقديم اكثر من طفل كممثل بدور البطولة في عمل سينمائي وصلت تكلفته الى ملايين الدولارات، الامر الذي جعل المنتج يكلف المخرج ليركز في تعامله مع الممثل الطفل من حيث شرح الدور الذي سيقوم به وابعاد كل كلمة وكل خطوة يقدمها في الفيلم.

ولعل الكوميديا هي اقرب الاساليب لجذب الجمهور بكافة فئاته العمرية من الكبار والصغار في الوقت نفسه، ومن اجل تحقيق النجاح في ذلك الجذب الفني فان الكوميديا استطاعت ان تكون قالبا محببا للكثير من الناس.

وفي كل مرحلة زمنية توجد انماط من تقديم أدب الاطفال ففي السبعينات كانت هناك مسرحيات مميزة للاطفال منها مسرحية السندباد البحري في الكويت، وفي الثمانينات قدمت مؤسسة البرمج المشترك لدول مجلس التعاون الخليجي برنامج تربوي يحمل اسم «افتح يا سمسم»، وفي التسعينات كانت هناك مسرحيات كثيرة موجهة للطفل، وفي الالفية الثانية جاءت نوعية الافلام السينمائية بتقنية «الاينميشن» التي حققت نجاحات مذهلة على مستوى العالم وحققت معها ارباحا مالية ضخمة لم يكن يحلم بها لا شركة الانتاج ولا المخرج والامثلة كثيرة خاصة على مستوى العالم.

وعلى مستوى العالم كانت هناك اعمال سينمائية مميزة مثل فيلم «طرزان»، حيث يشارك فيه ممثل طفل بشكل رئيس الى ان يكبر ويكون محور ارتكاز احداث الفيلم، و«دراجون» اي التنين والبطل هو طفل تعرض والديه لحادث فقام التنين بتربيته ورعايته،وقد لاقت تلك الافلام نجاحات هائلة على الصعيد المادي والمعنوي.

ولكن هناك دائما ضريبة تدفع من قبل تلك النجاحات خصوصا من قبل الطفل الممثل الذي يلقى رواجا في الوسط الاجتماعي والفني والاعلامي مما يجعل العواقب وخيمة في بقية سنوات عمره، وكلما كبر ازدادت مأساته التي قد تدفعه الى الهاوية ان لم يجد من يقدم له يد العون وينقذه.

* كاتب وفنان تشكيلي كويتي
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي