العفويون وسيّئو الظن

تصغير
تكبير
في هذا الزمن المليء بالمتكلفين واصحاب الأقنعة قد نصادف بعض الاشخاص العفويين الذين قد يعتبرهم البعض بسطاء... هؤلاء الذين تضعهم عفويتهم احيانا في مواقف حرجة او ربما في مواضع التهمة... لكنهم لا يتغيرون ولدت العفوية معهم ولن يحسنوا تبديلها مهما جار عليهم سيئو الظن

فتحية للعفويين الذين يمارسون عفويتهم في الحياة وعلى مواقع التواصل وفي كل مكان... بقولهم وتصرفاتهم لا يلومون أحدا على شيء ولا يتقولون على أحد ولا يعترضون على أحد حتى وإن قصدهم البعض بسوء لا ينتبهون له عكس سيئي الظن الذين أصبحوا كالأفخاخ من حولنا يتربصون لنا على هفوة ليمسكوا بنا اما عتبا او محاضرات او اعتراضات على ما ظنوه يمسهم ان في كلامنا او في سلوكنا دون ان يكون لدينا نية في ذلك... ساعد الله تلك الفئة الظالمة من الناس التي تراقب عن كثب وتحلل أقاويل الغير ومنشوراتهم وتعتبر نفسها هي المستهدفة في كل تصرف وتبدأ الانتقادات اللاذعة.

يعيش العفويون حياة ملؤها الرواق والهدوء كونهم لا يشغلون بالهم بما لا يعنيهم كل ما يهمهم أن يكونوا كما هم أما سيئو الظن فانهم يعيشون حياة ملؤها التوتر والعصبية اضافة الى حالات الاكتئاب والعزلة، كونهم يظنون بالقريب قبل البعيد ويشككون بمحبة الناس لهم. وأغلب سيئي الظن يؤمنون بالحسد دون حدود ويرجعون سبب انتكاساتهم بالحياة للعين التي لا تكون موجودة بنظرهم الا في وجوه العفويين الذين يمسون ويصبحون على اطمئنان لا يكترثون بالحساد كونهم لا يحسدون أحدا ولا يراقبون حياة احد كما يفعل سيئو الظن سواء في الحياة الواقعية او الافتراضية.

فما أصعب أن تنتقد على تصرف قمت به أو كلمة نطقت بها دون أن تقصد إيذاء أحد تبدأ ألسنة البعض بالحياكة والتحليل لما قلت او فعلت ..ألسنة هي كأيدي السارقين لكن لم يحل فيها القطع ليرتاح المجتمع من بث سمومها في كل اتجاه.

رسول الرحمة كان يقول «خير الناس أعذرهم للناس» او بما معناه ان نختلق لأخينا سبعين عذرا قبل ان نصدر فيه الحكم فيا ليتنا نكف عن انتقاد من لم يتسبب بايذائنا مباشرة ونترك تحليل النوايا للخالق، فهو الذي يحاسب على النوايا وهو الذي أخبرنا أن «بعض الظن إثم» لكن البعض يصرون أن يعيشوا في اوهامهم المريضة القاتلة ونحن في المقابل نصر على أن نعيش عفويتنا النقية الناصعة.

عيشوا عفويتكم... لا تكترثوا لسوء ظنهم.

‏?* كاتبة لبنانية
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي