مما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في التعزية «إن لله ما أخذ? وله ما أعطى? وكل شيء عنده بأجل مسمى فاصبر واحتسب».. وواجب تقديم العزاء يكون قبل الدفن وبعده ولا وقت ولا مكان محدد له.
بدأنا بما روي عن صفوة الخلق محمد صلى الله عليه وسلم بعد درس دنيوي حط أمامنا بشكل مأساوي تمثل في حادث اليخت الذي راح ضحيته عبدالله نايف العويهان وأفراد عائلته داعين المولى عز شأنه أن يرحمهم ويغفر لهم.
وبعده بيوم خبر حادث راح ضحيته أحبة لنا على طريق السالمي... بعد يوم كنا نناقش الأمور الدنيوية في مواقع التواصل الاجتماعي ولا نعلم ما تخفيه الأيام ورحم الله جميع موتى المسلمين وغفر الله لهم وألهم ذويهم الصبر والسلوان.
تتعدد أسباب الموت.. هنا في الكويت بين حادث مؤلم وحريق وموت مفاجئ وبعد مرض عضال أو خطأ طبي قاتل وفي حلب يموت الأطفال من شدة البرد.
تخيل الفرق.. في سورية يموت الأطفال من شدة البرد ونحن ننعم بكل وسائل الراحة والرفاهية... وغيرنا يخيم الحزن عليه بعد خبر وفاة والبعض الآخر يلهو في ملذات الدنيا!
أليس من بين قومنا رجل رشيد.. رجل يعلم أن الموت حق وهو آت ولا مجال للتسويف والإسراف بمحاسبة كل من تسول له نفسه.
كلنا من دون استثناء خطائين ونلاحظ ضرباً من تحت الحزام? وتجاذبات سياسية? وتكتيكات بعضها تفوح منها رائحة الخبث حتى على المستوى القريب... أشبه بالمثل العربي «الأقارب عقارب» حيث معظم الضربات/الطعن/التخوين يأتيك من أقرب الناس وهو أمر واقع يحتاج إلى توعية من قبل المعنيين.
القصد هنا? أن بين الفرح والحزن درس ينبغي على كل عاقل أن يستوعبه? لا تفرح في ضربة أو بهتان أو أي نوع من الافتراءات التي اقترفتها بحق شخص آخر سواء كان قريباً أم بعيداً.. ولا تفرح بمكسب زائل أتى بطريقة غير أخلاقية فالحزن والحساب أمامك حينما يأتي الأجل.
كثير من أحبتنا يذهب إلى المقبرة وهو حزين على فراق صديق أو حبيب... ولا يدري أن مصيره إلى تلك الحفرة الصغيرة ليقف بعدها أمام رب عادل لا يخفى عليه قول أو عمل اقترفه عباده في حياتهم وتسبب فيهم بظلم شديد وقع على ذلك الشخص المجني عليه الغائب لكن تذكروا قوله تعالى «إن ربك لبالمرصاد».
ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن... فلنتعلم من مفاهيم القيادة وحسن الأخلاق في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم? فقد جاء في الأثر أن رجل شتم خالد بن الوليد فالتفت إليه وقال «هي صحيفتك أملأها بما شئت»؟
مما تقدم? نعلم أن دورة الحياة فيها المحزن والمفرح ونبقى نحن أمام المعادلة الربانية فلا شيء يستحق السلوكيات الاجتماعية الخاطئة التي نهى الشرع عنها.. فكل ما تقوم به مسجل: عارف كيف!
أنبه نفسي وأنبه أحبتي من رجال ونساء أفرادا كانوا أو مسؤولين كباراً وصغاراً وحتى الشخصيات الاعتبارية إلى خطورة ما يبدر منا بدفع من الشيطان الذي نستعيذ بالله منه في كل صلاة: فهل من متعظ؟.. الله المستعان.
[email protected]Twitter: @Terki_ALazmi