إجلاء شرق حلب والفوعة... إنجاز تركي - روسي

هل تقبل أميركا بأن تخرج من اللعبة السياسية السورية؟

تصغير
تكبير
انتهت مشكلة إجلاء المسلّحين والمدنيين من شرق حلب بعد تَعثُّرٍ سُجل في الساعات الـ48 الماضية حين اعترضت قواتٌ تابعة لـ «أحرار الشام» باصات خضراء متجهة الى مدينتيْ فوعة وكفريا المحاصرتيْن وأحرقتها مسجلةً خرقاً عالجتْه اتصالاتٌ تركية مكثفة.

ووصلت حافلات تقلّ المدنيين والمسلحين الخارجين من شرق حلب الى مناطق سيطرة المسلحين في الراشدين اربعة، وكذلك وصلتْ الحافلات التي تضم 1200 مدني مصاب او بحاجة الى عناية طبية من الفوعة وكفريا الى معبر جبرين ونقلوا منه الى المستشفيات.

وهكذا استطاعت تركيا وروسيا - من دون الحاجة الى اي تدخل اميركي واوروبي - حلّ عقدة مهمة في الحرب السورية بما أثبت، رغم بعض التعقيدات - سيطرة الطرفين على الارض وإمكان فرض ما كان شبه مستحيل رغم تواجد اكثر من 100 تنظيم مسلح جهادي ومعارض من جهة ودمشق وحلفائها من جهة اخرى.

وهذا إن دلّ على شيء، فهو يدلّ على ان بإمكان الطرفين التركي والروسي إنجاز أكثر من إخراج مدنيين ومسلّحين من جيبٍ او مدينة محاصَرة. وهذا لا يعني ان الحرب على وشك الانتهاء، بل ان معارك اخرى وشرسة تنتظر الساحة السورية مع اطلالة السنة الجديدة بسبب تَعدُّد المشارب بين التنظيمات المسلحة، وايضاً لأن أميركا لم تقل كلمتها الأخيرة، ومن الارجح ألا تقبل بأمرٍ واقع تفرضه روسيا وتركيا في سورية.

كل هذا يتعلّق بموقف الرئيس الجديد دونالد ترامب وقراره بوقف دعم المعارضة المسلّحة، وبتوجيه ضربات سلاح الطيران الاميركي نحو الرقة - عاصمة تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) والتناغم مع روسيا في ضرب الجهاديين من «القاعدة» (تحت مسمى جيش الفتح).

الا ان الرئيس باراك اوباما قال قبل ايام قليلة انه «لا يزال رئيساً وان ادارته تتخذ القرارات» حتى انتهاء مدة حكمه. هل هذا يعني ان اوباما لديه النية لعرقلة الخطط التركية - الروسية؟

حتى ولو كان لأميركا سيطرة على جزء صغير من الشمال الشرقي السوري في مناطق انتشار الاكراد في منطقة الحسكة، فان إدارة اوباما لن تستطيع إحداث تغيير يُذكر في أسابيعها الأربعة الأخيرة. حتى ولو أرادت ذلك لان القوات التابعة لها على أرض المعركة من جهة الأكراد غير قادرة على التحرك نحو الرقة في الاسابيع المقبلة. وكذلك، فإن القوات التي درّبتْها وكالة الاستخبارات الاميركية (سي اي اي) والتي تعمل مع الجهاديين والمعارضة، لا وزن لها أمام أعداد القوات الجهادية التي تتبع القاعدة (فتح الشام) وتلك التابعة لتركيا (احرار الشام ونور الدين الزنكي).

ولهذا فان الساحة السورية أمام تَوازُن روسي - تركي مستقبلي سيسعى اليه الطرفان لإثبات توجه استراتيجي يفرض التركي والروسي على ساحة سورية كمنطلق، الا انه يهدف الى فرض معادلة استراتيجية أوسع من الدائرة السورية اذا استطاع الطرفان إنهاء الصراع السوري خلال الأشهر او السنة المقبلة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي