مجاميع من العزّاب «يعالجون» مشاكلهم على طريقة «آخر الدواء الكي»
... رحّلونا!
نعلم أننا رقم كبير ونستنزف الكثير من الأموال المصروفة على الخدمات لكن من أتى بنا كويتيون... ومن ترك كثيرين منا على قارعة الطرق كويتيون
لسنا من يتسبب بزحمة المرور ولا نأخذ سرير مستشفى من أمام كويتي
حضرنا كي نودع الحاجة في بلادنا وتركنا وراءنا أمهات وزوجات وأبناء يأملون
هل بنيتم لنا مدنا عمالية فيها من الخدمات ما يكرم الحياة البشرية ورفضنا؟
ننتظر من مجلس الأمة والحكومة الجديدين الكثير من الحلول... نكون ممتنين إن كانت في صالح بقائنا... ولن نمانع إن كان «قرار الرحمة» أن نرحل... سنرحل
لسنا من يتسبب بزحمة المرور ولا نأخذ سرير مستشفى من أمام كويتي
حضرنا كي نودع الحاجة في بلادنا وتركنا وراءنا أمهات وزوجات وأبناء يأملون
هل بنيتم لنا مدنا عمالية فيها من الخدمات ما يكرم الحياة البشرية ورفضنا؟
ننتظر من مجلس الأمة والحكومة الجديدين الكثير من الحلول... نكون ممتنين إن كانت في صالح بقائنا... ولن نمانع إن كان «قرار الرحمة» أن نرحل... سنرحل
رحّلونا...كانت كلمة البداية والنهاية. هم العزاب على وجه التحديد الذين غصّت بهم الكويت، وغصّ المسؤولون عن إيجاد الحلول لمشاكلهم.
في أكثر من جلسة على «ضفاف» المقاهي، في أكثر من منطقة، بين خيطان والسالمية وأماكن أخرى، كانت اللقاءات «المرتب لها» من طرف واحد وعنوانها «الاحتكاك بالعزاب» والتعرف على «طموحاتهم» وتطلعاتهم بعدما طفح الكيل بالتهم الموجهة لهم، بأن غالبيتهم من العمالة الهامشية، الذين من الممكن الاستغناء عنهم وترحيلهم من حيث أتوا، استنادا الى جملة من القرارات المتخذة في حق العزاب، في كافة مناطق الكويت، شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، وإخلائهم من مناطق السكن الخاص والنموذجي الى مدن العزاب التي لم تكتمل بعد، علّ الأمور تنصلح، ويكون الحال أفضل، وربما تسلك التوصيات الكثيرة بتعديل الخلل في التركيبة السكانية على الطريق الصحيح، بحيث لن يكون هناك خلل، بـ«كوتا» للجاليات أو من دونها، والأهم من ذلك أنه يكون قد تم التخلص من «أصل» المشكلة، والمعني به هنا في المقام الأول والأخير، العزّاب أولا، والعمالة الهامشية الى حد كبير.
وعلى أنفاس «النراجيل» المعبقة بنكهات النيكوتين، والمطعمة بمذاق التفاح والخوخ والمشمش وسوى ذلك، وفوق ذلك، العابقة بأنفاس الألم والحزن والحيرة، المشحونة بالهم، ليس سواه الى حد البؤس، دار الحديث حول هموم العزاب على ألسنة العزاب، مع اشتراط عدم التصوير وعدم ذكر الأسماء الصريحة، حرصا على بقايا أمل بفرصة عمل أطول، فلكل من المشكو في حقه والشاكي في الوقت نفسه قصة، على طريق الهجرة من الوطن، وترك الأهل الى حيث «الفرص الواعدة» بعمل كثير وخير وفير، قبل أن تأتي «الصدمة» فيتحول الامل ألما والتفاؤل تشاؤما، الى حد أن طريق العودة باتت غير سالكة، كيف والأم والزوجة والابن والإبنة في الوطن علّقوا آمالا كبارا على أن يتغير نمط المعيشة، فيودعون الفقر الى غير رجعة، ويقبرون الحاجة غير مأسوف عليها.
باللغة التي يفهمونها، وغير العصية على الفهم، ومن مصطفى الى شعبان ومحمود ومحمد وطه والقائمة تطول، تعدد الكلام وتنوع، غير أن الجميع في الهم، مجاميع عزابية بالكاد تجد قوت يومها.
والأمر الملفت أن العزاب لم يكونوا غرباء عما «يحاك» لهم، فقد «تثقفوا» كثيرا من خلال مطالعة الصحف وقراءة الأخبار، والاستماع الى بقية وسائل الاعلام. هم موقنون أن هناك خللا ما في التركيبة السكانية، ومدركون أن هناك خططا كثيرة طُبخت وتطبخ للعزاب، من باب الدعوة الى التنظيم، ويعلمون الكثير الكثير عن القرارات المتخذة في هذا المجال، والأبلغ من ذلك انهم يحاجونك استنادا الى ما قرأوه في الصحف عن نواب ووزراء وقيادات امنية، الى درجة انهم يذكّرونك بالتفصيل بما أعلنه أكثر من مسؤول، فهم قرأوا تصريحاتهم أكثر من مرة في «الراي» أو سواها في صحف أخرى، تصب في التوجه ذاته، وهو الشكوى من مشاكل العزاب.
هم يقرّون بضخامة عدد الوافدين، ويعتقدون أن كثيرا من المشاكل المحكي عنها حقيقة وليست من نسج الخيال، ويعترفون بالضغط الكبير الذي يشكله الوافدون، والعزاب من ضمنهم على الخدمات العامة ومستواها، ويستنزفون الكثير من اموال الدولة المنصرفة على هذه الخدمات، لكنهم قبل كل ذلك يأملون أن تصل صرختهم ونداؤهم وصوتهم الى المعنيين وذوي الشأن، علّها تكون جزءا من علامة فارقة، قد تصوّب الامور، ببقائهم أو بترحيلهم لا فرق.
وتركنا المجال للعزّاب ورسائلهم برسم المسؤولين ليتساءلوا:
ألم تفكروا يوما أن من يأتي بنا كويتيون، وإن شئتم أن تسموهم تجار إقامات فهذا شأنكم، والكل يتنصل من مسؤوليته عن مشاكل العزاب، وزارة الاسكان لا علاقة لها ووزارة الداخلية تطارد المخالفين ولا شأن لها بمخالفات أصحاب السكن، والبلدية تقطع الكهرباء، وإن تقدم صاحب العقار بشكوى يربحها، ونحن مضطرون للسكن حتى ولو في «أقفاص حيوانات» رأيناها سكنا لبشر مثلنا على صدر صفحات الصحف، فهل بنيتم لنا مدنا عمالية أو مدنا للعزاب وأمنتم لها كل مستلزمات المعيشة الانسانية بما يحفظ إنسانيتنا ورفضنا؟
ويسترسلون: تتحدثون كثيرا عن تعديل الاختلال في التركيبة السكانية، فهل لو وضعتم «كوتا» لكل جنسية لكنا نحن او كثيرون منا هنا، والأمر ينطبق على جاليات أخرى كثيرة. تتهمون العزاب بانهم وراء كل المشاكل من لحظة حضورهم الى لحظة ترحيلهم، نحن بتنا المسؤولين عن زحمة الشوارع، وامتلاء الأسرة في المستشفيات واستهلاك كل المرافق العامة، فيما نحن نتمنى أو كثيرون منا يتمنون أن يستنشقوا الهواء على قدر إمكاناتهم ، في أي مكان.
أعيدوا حساباتكم وحاسبوا تجار الإقامات قبل أن تحاسبونا، ونفذوا التوصيات التي لا تزال محل أخذ ورد. 12 توصية وربما 16، وطبقوا «الكوتا» وابنوا لنا المستشفيات التي وعدتم بها، وعندها لن ترونا نعكر مزاج المواطن الكويتي في مناطق السكن الخاص، ولا نأخذ دوره في المستشفى أو المستوصف، ولا نزاحمه على الطرقات، وإن لم تستطيعوا ذلك، لكم نقول رحّلونا، وعزاؤنا أن كثيرين منا يعملون أو يبحثون عن عمل، زوروا المصانع لتجدوا أننا هناك، وانظروا الى الجسور لتشاهدوا قاماتنا التعبة ووجوهنا الكالحة.
إن كان وجودنا يسبب الكثير من المشاكل فلن نعتب عليكم لو أطلقتم علينا «قرار الرحمة» بترحيلنا، لكن هل يعني هذا أنكم تكونون قد بنيتم مدن العزاب عبثا، أو أقمتم المستشفيات للوافدين من دون نزلاء، أو أنكم، وهذا الاهم، تكونون قد قضيتم على ظاهرة تجارة الإقامات ووضعتم تجارها حيث يجب أن يكونوا؟
نستبشر بمجلس الأمة الجديد، وبالحكومة الجديدة، أن تكون التركيبة السكانية بكل ما فيها من اختلال أمام ناظري الأعضاء والوزراء، ليترجموا التوصيات الى وقائع، نحن موقنون انها ستنصفنا أيا كانت، خصوصا وأنها تتعلق بقضية وطن، لا نريد أن نكون ضيوفا ثقالا على أبنائه، أو زائرين غير مرغوب فيهم . نكون ممتنين إن كانت الحلول الموضوعة في صالح بقائنا، ولن نغضب إن كان «قرار الرحمة» أن نرحل...سنرحل.
نرحل كي لا تغضبوا. نرحل لتسعدوا. فقط قرروا ونحن عند الطلب.
في أكثر من جلسة على «ضفاف» المقاهي، في أكثر من منطقة، بين خيطان والسالمية وأماكن أخرى، كانت اللقاءات «المرتب لها» من طرف واحد وعنوانها «الاحتكاك بالعزاب» والتعرف على «طموحاتهم» وتطلعاتهم بعدما طفح الكيل بالتهم الموجهة لهم، بأن غالبيتهم من العمالة الهامشية، الذين من الممكن الاستغناء عنهم وترحيلهم من حيث أتوا، استنادا الى جملة من القرارات المتخذة في حق العزاب، في كافة مناطق الكويت، شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، وإخلائهم من مناطق السكن الخاص والنموذجي الى مدن العزاب التي لم تكتمل بعد، علّ الأمور تنصلح، ويكون الحال أفضل، وربما تسلك التوصيات الكثيرة بتعديل الخلل في التركيبة السكانية على الطريق الصحيح، بحيث لن يكون هناك خلل، بـ«كوتا» للجاليات أو من دونها، والأهم من ذلك أنه يكون قد تم التخلص من «أصل» المشكلة، والمعني به هنا في المقام الأول والأخير، العزّاب أولا، والعمالة الهامشية الى حد كبير.
وعلى أنفاس «النراجيل» المعبقة بنكهات النيكوتين، والمطعمة بمذاق التفاح والخوخ والمشمش وسوى ذلك، وفوق ذلك، العابقة بأنفاس الألم والحزن والحيرة، المشحونة بالهم، ليس سواه الى حد البؤس، دار الحديث حول هموم العزاب على ألسنة العزاب، مع اشتراط عدم التصوير وعدم ذكر الأسماء الصريحة، حرصا على بقايا أمل بفرصة عمل أطول، فلكل من المشكو في حقه والشاكي في الوقت نفسه قصة، على طريق الهجرة من الوطن، وترك الأهل الى حيث «الفرص الواعدة» بعمل كثير وخير وفير، قبل أن تأتي «الصدمة» فيتحول الامل ألما والتفاؤل تشاؤما، الى حد أن طريق العودة باتت غير سالكة، كيف والأم والزوجة والابن والإبنة في الوطن علّقوا آمالا كبارا على أن يتغير نمط المعيشة، فيودعون الفقر الى غير رجعة، ويقبرون الحاجة غير مأسوف عليها.
باللغة التي يفهمونها، وغير العصية على الفهم، ومن مصطفى الى شعبان ومحمود ومحمد وطه والقائمة تطول، تعدد الكلام وتنوع، غير أن الجميع في الهم، مجاميع عزابية بالكاد تجد قوت يومها.
والأمر الملفت أن العزاب لم يكونوا غرباء عما «يحاك» لهم، فقد «تثقفوا» كثيرا من خلال مطالعة الصحف وقراءة الأخبار، والاستماع الى بقية وسائل الاعلام. هم موقنون أن هناك خللا ما في التركيبة السكانية، ومدركون أن هناك خططا كثيرة طُبخت وتطبخ للعزاب، من باب الدعوة الى التنظيم، ويعلمون الكثير الكثير عن القرارات المتخذة في هذا المجال، والأبلغ من ذلك انهم يحاجونك استنادا الى ما قرأوه في الصحف عن نواب ووزراء وقيادات امنية، الى درجة انهم يذكّرونك بالتفصيل بما أعلنه أكثر من مسؤول، فهم قرأوا تصريحاتهم أكثر من مرة في «الراي» أو سواها في صحف أخرى، تصب في التوجه ذاته، وهو الشكوى من مشاكل العزاب.
هم يقرّون بضخامة عدد الوافدين، ويعتقدون أن كثيرا من المشاكل المحكي عنها حقيقة وليست من نسج الخيال، ويعترفون بالضغط الكبير الذي يشكله الوافدون، والعزاب من ضمنهم على الخدمات العامة ومستواها، ويستنزفون الكثير من اموال الدولة المنصرفة على هذه الخدمات، لكنهم قبل كل ذلك يأملون أن تصل صرختهم ونداؤهم وصوتهم الى المعنيين وذوي الشأن، علّها تكون جزءا من علامة فارقة، قد تصوّب الامور، ببقائهم أو بترحيلهم لا فرق.
وتركنا المجال للعزّاب ورسائلهم برسم المسؤولين ليتساءلوا:
ألم تفكروا يوما أن من يأتي بنا كويتيون، وإن شئتم أن تسموهم تجار إقامات فهذا شأنكم، والكل يتنصل من مسؤوليته عن مشاكل العزاب، وزارة الاسكان لا علاقة لها ووزارة الداخلية تطارد المخالفين ولا شأن لها بمخالفات أصحاب السكن، والبلدية تقطع الكهرباء، وإن تقدم صاحب العقار بشكوى يربحها، ونحن مضطرون للسكن حتى ولو في «أقفاص حيوانات» رأيناها سكنا لبشر مثلنا على صدر صفحات الصحف، فهل بنيتم لنا مدنا عمالية أو مدنا للعزاب وأمنتم لها كل مستلزمات المعيشة الانسانية بما يحفظ إنسانيتنا ورفضنا؟
ويسترسلون: تتحدثون كثيرا عن تعديل الاختلال في التركيبة السكانية، فهل لو وضعتم «كوتا» لكل جنسية لكنا نحن او كثيرون منا هنا، والأمر ينطبق على جاليات أخرى كثيرة. تتهمون العزاب بانهم وراء كل المشاكل من لحظة حضورهم الى لحظة ترحيلهم، نحن بتنا المسؤولين عن زحمة الشوارع، وامتلاء الأسرة في المستشفيات واستهلاك كل المرافق العامة، فيما نحن نتمنى أو كثيرون منا يتمنون أن يستنشقوا الهواء على قدر إمكاناتهم ، في أي مكان.
أعيدوا حساباتكم وحاسبوا تجار الإقامات قبل أن تحاسبونا، ونفذوا التوصيات التي لا تزال محل أخذ ورد. 12 توصية وربما 16، وطبقوا «الكوتا» وابنوا لنا المستشفيات التي وعدتم بها، وعندها لن ترونا نعكر مزاج المواطن الكويتي في مناطق السكن الخاص، ولا نأخذ دوره في المستشفى أو المستوصف، ولا نزاحمه على الطرقات، وإن لم تستطيعوا ذلك، لكم نقول رحّلونا، وعزاؤنا أن كثيرين منا يعملون أو يبحثون عن عمل، زوروا المصانع لتجدوا أننا هناك، وانظروا الى الجسور لتشاهدوا قاماتنا التعبة ووجوهنا الكالحة.
إن كان وجودنا يسبب الكثير من المشاكل فلن نعتب عليكم لو أطلقتم علينا «قرار الرحمة» بترحيلنا، لكن هل يعني هذا أنكم تكونون قد بنيتم مدن العزاب عبثا، أو أقمتم المستشفيات للوافدين من دون نزلاء، أو أنكم، وهذا الاهم، تكونون قد قضيتم على ظاهرة تجارة الإقامات ووضعتم تجارها حيث يجب أن يكونوا؟
نستبشر بمجلس الأمة الجديد، وبالحكومة الجديدة، أن تكون التركيبة السكانية بكل ما فيها من اختلال أمام ناظري الأعضاء والوزراء، ليترجموا التوصيات الى وقائع، نحن موقنون انها ستنصفنا أيا كانت، خصوصا وأنها تتعلق بقضية وطن، لا نريد أن نكون ضيوفا ثقالا على أبنائه، أو زائرين غير مرغوب فيهم . نكون ممتنين إن كانت الحلول الموضوعة في صالح بقائنا، ولن نغضب إن كان «قرار الرحمة» أن نرحل...سنرحل.
نرحل كي لا تغضبوا. نرحل لتسعدوا. فقط قرروا ونحن عند الطلب.