ارفع القبعة وارفعها مراراً، فقد راحت السكرة وجاءت الفكرة في حقل التعليم والتربية بعد طلب وزارة التربية من ديوان الخدمة المدنية تحديد «ساعات عمل الحوامل» الذي أحدث خللا في المنظومة التربوية!
خلاص... انتهت مشاكل التعليم وأصبح حل تدني مستواه قريبا. إننا نبحث عن «حمل» من نوع آخر؟
لا تذكر لي الأسباب ولا تعدد لي المطالبات وتبرر القصور... نحن من نشتكي من «مولود» يعاني الأمرين ولم يخرج من رحم الإصلاح.
هم يبحثون عن تخفيض ساعات العمل للمعلمات الحوامل ونحن نتحدث عن قضايا كلها تختصر المسافة نحو الإصلاح المنتظر فور خروج المولود الجديد.
لنا «حنين» بجينات مختلفة لم تحتفظ به «الأرحام»... إنه في عقول قد شابها ما شابها وهي تبحث عن مخرج ملائم لعل البلد يتنفس الصعداء.
مجموعة الـ 26 تبحث «الرئاسة» والجموع عيونهم شاخصة إلى ما ستؤول إليه الأيام المقبلة. نعم إنها حبلى بالمفاجآت؟
ولا تأتي لي في الغد وتكرر تمخض الجبل فولد فأرا... ولا تكرر تبريرا مشابها لتبرير الخلل في المنظومة الإدارية بأن سببه يعود لغياب «الحوامل»!
نحن السبب في كل شيء. أصبحت كل شيء بالمحاصصة والمحسوبية و«الواسطة» حتى الأفكار الإصلاحية قبولها من عدمه يعود لمستوى الارتياح فقط.
يقول أحد الزملاء، يا أخي تفشى الفساد، وتكررت مظاهر الحسد حتى صرنا نبحث عن الأمل المتبقي في مولود جديد، لعل وعسى أن نستبشر خيرا في القادم من الأيام. قد تكون نظرة صاحبي تشاؤمية، وهو غير ملام حسب ما نتابعه من إرهاصات الزمن الحديث الذي لم يترك مجالا للعقول النيرة التي احتبست الأفكار الطيبة والحس الوطني المطلوب المجال في عملية الإصلاح.
إنها «جينات» من نوع مختلف. جينات يطلق على مولودها «العهد الجديد». عهد يبدأ من حسن الإختيار للرئيس وأعضاء الحكومة وحسن إختيار لأسباب تدني مستوى التعليم بعيدا عن مشكلة «ساعات الحوامل»!
عهد «يعطي الخباز خبزه لو أكل نصه». عهد يجعل المفاضلة بين المرشحين مبنية على معايير الكفاءة. إنها ثقافة لا يفهمها إلا من جمع بين العلم والمعرفة والخبرة والنزاهة، وأظن إن هذه العوامل وإن قيل عنها أكثر مما قيل عن مالك والخمر، تبقى محبوسة «حامل» ولم تعلن عن ولادتها الظروف.
التغيير يبدأ من كل مواطن شريف. مواطن في موقع «فرد من المجتمع» أو مسؤول أو مثقف أو وضع في موقع لا يليق به ولا يسمح للمواطن أو المسؤول أو غيره بالتعبير عن الأفكار الصالحة الأخلاقية الحس والسبب جذوره تبدأ من إقصاء غير مفهوم النوايا باستثناء قاعدة «هذا أبيه... هذا ما أبيه»، وهو عنوان لمرحلة اجهضت على كلمة الكفاءات وأصابتها في مقتل عند الاختيار.
إذا كنا حتى في اختيارنا للنواب والوزراء والقياديين لم نعير حاجة الوطن الملحة للكفاءات? فهل نعتقد بأننا سنقضي على مشاكلنا التي نواجهها يوميا من «حصى متطاير»? تأخر في تنفيذ المشاريع وتدني مستوى التعليم والتطبب وغلاء الأسعار و«العجز الاكتواري»... إلخ؟ لا أعتقد ذلك... والله المستعان.
[email protected]Twitter: @Terki_ALazmi