بريطانيا تقطع التزاماً أكثر استمرارية بأمن الخليج في الأجل الطويل

سمو الأمير: الأحداث الدولية أثبتت صلابة العلاقة مع المملكة المتحدة باعتبارها حليفاً تاريخياً

تصغير
تكبير
نستذكر بكل التقدير الدور البارز الذي قامت وتقوم به بريطانيا في دعم أمن الكويت من الأخطار

حمد بن عيسى: اعتماد الآليات المناسبة لاستمرار التعاون بما يوثّق العلاقات الاستراتيجية مع المملكة المتحدة

تيريزا ماي: إيران تمثل تهديداً على المنطقة بشكل عام وعلى دول الخليج بشكل خاص

استثمار أكثر من 3 مليارات جنيه للإنفاق الدفاعي في المنطقة على مدى 10 سنوات

صباح الخالد: وضع بريطانيا أمن المنطقة ضمن أولوياتها يعكس حرصها على تعزيز التعاون مع دول الخليج
كونا- شدد صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، على عمق ومتانة العلاقات الخليجية-البريطانية، والبعد الاستراتيجي لتلك العلاقة.

وقال سمو الأمير في كلمة أمام اجتماع قادة دول مجلس التعاون الخليجي ورئيسة وزراء المملكة المتحدة تيريزا ماي، في اطار اعمال الدورة الـ37 للمجلس الاعلى لمجلس التعاون في مملكة البحرين، ان الأحداث الدولية أثبتت عمق وصلابة العلاقة مع المملكة المتحدة، باعتبارها حليفاً تاريخياً، عبر الدور الكبير الذي تلعبه في إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة.


وفي ما يلي نص كلمة صاحب السمو الأمير:

«بسم الله الرحمن الرحيم،

جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة،

معالي تيريزا ماي رئيسة وزراء المملكة المتحدة الصديقة،

أصحاب الجلالة والسمو،

أصحاب المعالي والسعادة،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يسرني بداية أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير، إلى أخي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، على استضافته لهذه القمة المهمة مع حليف استراتيجي نرتبط به بعلاقات تاريخية وروابط عميقة، ومصالح استراتيجية، في وقت نشهد فيه تحديات سياسية واقتصادية وأمنية، تتطلب التشاور والتنسيق، للوصول إلى رؤية مشتركة نتمكن من خلالها من مواجهة تلك التحديات.

كما يسرني أن أجدد الترحيب بمعالي السيدة تيريزا ماي رئيسة وزراء المملكة المتحدة، مشيدا في هذا الصدد بما تضمنته كلمة جلالة الملك الاستهلالية من عبارات، عكست عمق ومتانة العلاقات الخليجية-البريطانية والبعد الاستراتيجي لتلك العلاقة.

لقد أثبتت الأحداث الدولية عمق وصلابة العلاقة مع المملكة المتحدة باعتبارها حليفاً تاريخياً، عبر الدور الكبير الذي تلعبه في إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة، وتأتي هذه القمة اليوم لتضيف أبعاداً أخرى إلى هذه العلاقة، للانطلاق بها إلى آفاق أرحب تعكس عمقها وتجذرها، استكمالا لسلسلة اللقاءات التي تعقد على كافة المستويات بين مجلس التعاون وبريطانيا، حيث يتواصل العمل المشترك بين مجلس التعاون والمملكة المتحدة، من خلال الحوار الاستراتيجي على مستوى وزراء الخارجية، والذي يشكل امتداداً للجهود المبذولة لتنسيق المواقف حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، والذي انبثقت عنه خطة العمل المشترك التي نسعى إلى توسيع نطاقها وتمديد إطارها الزمني.

أصحاب الجلالة والسمو،

تعتز بلادي الكويت بعلاقات الصداقة التاريخية الراسخة والمتميزة مع المملكة المتحدة، والتي بدأت منذ قرون مضت، كان سعينا المشترك فيها متواصلا، لتوطيدها وتعزيزها في كافة مجالاتها السياسية والاقتصادية والاستثمارية والعسكرية والثقافية.

واستذكر هنا بكل التقدير، الدور البارز الذي قامت وتقوم به بريطانيا في دعم أمن دولة الكويت من الأخطار التي واجهتها، وصولا إلى دورها التاريخي وجهودها في تحرير دولة الكويت من الغزو والاحتلال الغاشمين.

إن اعتزازنا بهذه العلاقات الوطيدة يدفعنا إلى العمل وبكل جهد لتعزيزها، وإيجاد السبل الكفيلة التي تفتح آفاقاً جديدة تضيف أبعاداً أخرى لهذه العلاقة المتميزة، فكان التوجه لتشكيل لجنة مشتركة تضم القطاعات كافة ذات العلاقة في البلدين، استطاعت خلال السنوات الأربع الماضية من تحقيق خطوات مهمة في طريق الانطلاق بهذه العلاقات، بما يعزز التواصل بين الشعبين الصديقين، ويضاعف من الشراكة الاستراتيجية بين بلدينا وسيستمر هذا العمل لنضمن بلوغ الأهداف التي نسعى إليها، ونصون بها العلاقات الاستراتيجية التي تربط بلدينا الصديقين.

وفي الختام أجدد الترحيب بمعالي السيدة تيريزا ماي، متمنيا لأعمال اجتماعنا كل التوفيق والسداد.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

من جانبه، أعرب العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى في كلمته، عن تطلعه الى ان تثمر مباحثات دول الخليج وبريطانيا عن آفاق أرحب من التعاون، نستشرف من خلالها طبيعة ومتطلبات مرحلة العمل المقبلة بين الجانبين، لنصل إلى اتفاقات وقرارات نوعية جديدة للبناء على ما تم إنجازه. واشار الى اهمية تبادل المرئيات والخبرات للوصول الى مستويات أكثر تقدما في المجالات كافة، لاسيما السياسية والدفاعية والأمنية والاقتصادية.

وتقدم بالشكر الى رئيسة وزراء المملكة المتحدة على حضورها الاجتماع المهم، في أول زيارة رسمية لها للمنطقة كضيفة شرف في القمة، مؤكدا انها تحمل دلالات بالغة الأهمية لتقوية مسيرة التعاون التاريخية العريقة التي تجمع المملكة المتحدة بدول مجلس التعاون لأكثر من 200 عام. ودعا الى التركيز على تطوير الشراكة بين القطاعين العام والخاص، واستثمار الفرص الكبيرة والواعدة، من خلال خطة عمل محددة وواضحة، تعتمد الآليات المناسبة لاستمرارية التشاور والتعاون والتنسيق، وبما يوثق من علاقاتنا الاستراتيجية مع المملكة المتحدة.

تيريزا ماي

من جهتها، أكدت رئيسة الوزراء البريطانية، ان هذا اللقاء الخليجي - البريطاني يأتي في وقت يواجه فيه العالم الكثير من التحديات السياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية.

وشددت ماي في كلمتها امام قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودولة رئيسة الوزراء البريطانية، على هامش قمة دول مجلس التعاون الـ 37 على ضرورة مواجهة المخاطر «المتزايدة» التي تواجه الامن المشترك.

وقالت ان «آفة الارهاب تخطت الحدود الدولية وباتت تهدد شعوبنا ما يتطلب منا العمل المشترك لمواجهة التطورات والتغيرات التي يشهدها العالم وتحقيق تطلعات شعوبنا للعيش برفاهية وامن واستقرار».

واكدت ماي ان الامن الخليجي يشكل اهمية قصوى لبريطانيا، موضحة ان «الدول الخليجية لن تجد شريكا ملتزما اكثر منا في مواجهة الارهاب الذي لا يستهدف امن الخليجي فحسب بل الامن الاوروبي ايضا».

واشادت بالتعاون البريطاني - السعودي المشترك في مكافحة الارهاب، مؤكدة «ان المعلومات التي تلقتها بريطانيا من الجانب السعودي أدت الى انقاذ المئات من الارواح من الابرياء في بريطانيا».

واوضحت ان بريطانيا تتطلع بعد خروجها من الاتحاد الاوروبي الى بناء علاقات دولية جديدة، لاسيما مع الدول الصديقة ومنها دول الخليج التي ترتبط معها بعلاقات صداقة قديمة ومتجذرة.

واعربت عن اعتزازها بوجودها في المنامة، متبعة خطى امير ويلز للاحتفال بعلاقات دامت مدى قرنين بين المملكة المتحدة والبحرين.

وشددت رئيسة وزراء بريطانيا على ضرورة مواجهة الدول التي تغذي الارهاب في المنطقة لاستئصال جذوره.

وخاطبت ماي القمة بالقول، إن بريطانيا تريد «أن تقطع التزاما أكثر استمرارية واستقرارا بأمن الخليج في الأجل الطويل» كما تريد استثمار أكثر من ثلاثة مليارات جنيه إسترليني في إنفاق دفاعي في المنطقة على مدى السنوات العشر المقبلة. وقالت للمجلس «أمن الخليج هو أمننا».

واشارت الى التهديد الذي تمثله ايران على المنطقة بشكل عام وعلى دول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص، داعية الى وضع حد لتدخلاتها في كل من لبنان والعراق واليمن وسورية وكذلك في الشأن الداخلي لدول الخليج.

واكدت ضرورة تعزيز العلاقات الدفاعية والانسانية والامنية للتعامل مع الازمات، داعية الى انشاء مجموعة عمل مشتركة لمكافحة الارهاب وامن الحدود، فضلا عن اقامة حوار حول الامن المشترك لتبادل المعلومات ورصد اي مخطط ارهابي خارجي.

واكدت ماي حرص بلادها على ايجاد الحلول لهذه القضية، واقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل لتحقيق الامن والسلام في المنطقة العربية.

وفي الجانب الاقتصادي رأت ماي ان ازدهار دول مجلس التعاون الخليجي يعد من ازدهار بريطانيا، موضحة ان حجم التبادل التجاري بين الجانبين في العام 2015 تخطى حاجز 30 مليار جنيه استرليني.

صباح الخالد

من جانبه، قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، إن ما تم بحثه والتوصل إليه في القمة الخليجية-البريطانية يعزز مفهوم الامن المشترك كون بريطانيا شريكاً استراتيجياً وتاريخياً لدول مجلس التعاون.

وقال الشيخ صباح الخالد لوكالة الانباء الكويتية، عقب اختتام اعمال الدورة الـ37 للمجلس الاعلى والقمة الخليجية البريطانية، ان مشاركة رئسية وزراء المملكة المتحدة، اضافة للقمة الخليجية-البريطانية، مضيفا ان هذه القمة تحظى باهتمام خاص، لاسيما وان المملكة المتحدة شريك تاريخي مع دول مجلس التعاون.

وأوضح أن «وضع بريطانيا أمن المنطقة ضمن أولوياتها يعكس حرصها على تعزيز التعاون مع دول الخليج في المجالات الامنية والعسكرية والمالية والاستثمارية والثقافية».

واشار من جانب آخر الى نتائج اعمال الدورة الـ37 لقمة مجلس التعاون التي تمثل اضافة مهمة لمسيرة التعاون الخليجي المشترك، مشددا على ان كلمة سمو امير البلاد حددت مسارات التعاون الخليجي المشترك في ما يتعلق بالقضايا الاقليمية والدولية.

واكد في ختام تصريحه ان محصلة القمتين تصب في مصلحة مسيرة التعاون الخليجي المشترك.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي