نماذج فنية مختلفة لكبار وناشئين تحت سقف واحد
«معرض الخريف»... في متحف «سرسق» التاريخي
التاريخ مع الأعمال الفنية
من أعمال المعرض
ميريال قهوجي: المعرض يواكب تطور الفن واستخدامه للوسائط الحديثة
يتزامن معرض الخريف الثاني والثلاثون في متحف «سرسق» مع موعد دائم للفن في هذا القصر التاريخي. وتتناسب ما توحي به أجواؤه من مناخاتٍ إبداعية مع كل ما شهده هذا الصرح الثقافي من احتفاليات ومناسبات على حياة بانيه ومالكه الأول الكونت نقولا سرسق وفي الفترة التي تلت وهْبه له إلى بلدية بيروت ليكون متحفاً للفنون الحديثة.
هو معرض الخريف؛ عُرفٌ قديم تَوارثه مَن تَناوبوا على إدارة المتحف وتنفيذ الأنشطة فيه منذ افتتاحه في العام 1961، وهو عاد في نوفمبر الماضي إلى الخريطة الثقافية في لبنان بعد انقطاع دام منذ العام 2012 بسبب أعمال إعادة تأهيل المتحف.
وهذه المناسبة الفنية لا تتطابق بالضرورة مع خريف بيروت عموماً والجميزة خصوصاً. فالطقس البارد في الخارج يناقض الحميمية التي تبثها الأعمال والتي تسري بين جدران الطبقة السفلية الثانية من المبنى الأبيض القديم، ولا سيما أن الألوان التي تغشى ما تبقى من أشجار العاصمة في هذا الوقت من السنة لا تشي بالضرورة باحتفالية الأشكال والألوان والخطوط التي تجعل من هذا المعرض محطة استثنائية تَجمع نماذج فنية مختلفة تحت سقف واحد.
لجنة التحكيم الجديدة، والتي ستختلف بدءاً من هذا العام أسماؤها «تماماً» بين نسخة وأخرى من هذا المعرض، انتقت لهذه السنة 52 عملاً من أصل 322 ملفاً تَقدم بها فنانون ناشئون ومكرّسون. وهذا يُعتبر عددا قليلا نسبياً من الأعمال، إذ يبلغ قرابة نصف ما كان عليه العدد في النسخ التي مضت، الأمر الذي ربما يشير إلى اتجاه القيمين على «تكثيف» النوعية بتقليل الكمية وإخضاع طلبات المشاركة المقدّمة إلى كثير من «الغربلة»، وهو ما سيتثبت منه المتابعون بعد سنتين في معرض الخريف الثالث والثلاثين (كان المعرض يُقام سابقاً كل عام).
اللافت في معرض الخريف، الذي يمتدّ حتى منتصف فبراير المقبل، هو تلك المروحة الواسعة من الأساليب والتقنيات والمواد المستخدمة؛ حفر، رسم، تطريز، تصوير، تجهيز، تجميع، فيديو .. فاللوحة تُجاوِر الرسمة، والصورة تُقابِل المنحوتة، أما الخزفيات والمنحوتات وإبداعات أخرى، فهي تتوزع في الوسط بين الجدران وبالقرب من الخطوط والألوان لتبهر بتَنوُّعها أذواقاً عدّة تنتظر في كل خريف «معرض الخريف».
دقّة الانتقاء المتعمّد من قبل لجنة التحكيم لأعمال تختلف في ما بينها، لا يقتصر على الشكل وحده بل تشمل المضمون الذي تعمل عناوين القطع الفنية على اختصاره، وتسهب المواد المستخدمة في التعبير عنه؛ كـ «أرض/ بحر» لهانيبال سروجي، «مقطوعة موسيقية» لستيليو سكامنغا، «استحالة» محمود الصفدي، «نفايات دايفيد أدجاي» لدالا ناصر، «منظر» جميل ملاعب، «حجر الأساس» لسمر مغربل، نسيج من الكويكب لسيرج اوهانس مانوكيان، «النصر الأخير» لماريا كساب، «فيض» غادة الزغبي، «أندرغراوند» لمحمود بعيون...
أعمال أخرى لم تحمل عنواناً. لعل أنطوان سويد، هلا شقير، عليا نويهض نهرا، وعبير المقدّم أرادوا ترك مهمة استقراء ما في أعمالهم لكل مُشاهد، فيمعن النظر، يدقق، يحلل ويخرج بتأويل أو أكثر لما أراد الفنان قوله بكل ما ضمّنه للعمل من مفردات.
وما أُضيف هذا العام إلى برنامج المعرض والى ما يشبه المنافسة «الوديّة» التي تدور عادةً بين أعماله على جائزة «متحف سرسق» و»جائزة الفنانين الشباب المبدعين» واللتين سيُعلن الفائزان بهما في العشرين من يناير المقبل، هو الجائزة المستحدثة تحت عنوان «جائزة إعجاب الجمهور» وسيفوز بها مَن نال استحسان أكبر عدد من زوار المتحف وتصويتهم إلكترونياً في زاوية خُصصت لتصويت الجمهور داخل المعرض.
وعما يميّز «معرض الخريف» في الروزنامة الثقافية، تقول ميريال قهوجي مسؤولة الإعلام في متحف سرسق لـ «الراي»: «قليلة هي المعارض التي تقدم دعوة مفتوحة لكل الفنانين للتقدم بأعمالهم الفنية والتي يُخضِعها بدوره للدراسة من لجنة تحكيم، فبمجرد أن تُقدَّم الأعمال تكون لكل المتقدمين فرصة حقيقية لعرض أعمالهم»، مشيرةً إلى أن «معرض الخريف» هذه السنة وفي كل دوراته السابقة واللاحقة يواكب تطور الفن واستخدامه للوسائط الحديثة، الأمر الذي يظهر من خلال الأعمال المعروضة».
هو معرض الخريف؛ عُرفٌ قديم تَوارثه مَن تَناوبوا على إدارة المتحف وتنفيذ الأنشطة فيه منذ افتتاحه في العام 1961، وهو عاد في نوفمبر الماضي إلى الخريطة الثقافية في لبنان بعد انقطاع دام منذ العام 2012 بسبب أعمال إعادة تأهيل المتحف.
وهذه المناسبة الفنية لا تتطابق بالضرورة مع خريف بيروت عموماً والجميزة خصوصاً. فالطقس البارد في الخارج يناقض الحميمية التي تبثها الأعمال والتي تسري بين جدران الطبقة السفلية الثانية من المبنى الأبيض القديم، ولا سيما أن الألوان التي تغشى ما تبقى من أشجار العاصمة في هذا الوقت من السنة لا تشي بالضرورة باحتفالية الأشكال والألوان والخطوط التي تجعل من هذا المعرض محطة استثنائية تَجمع نماذج فنية مختلفة تحت سقف واحد.
لجنة التحكيم الجديدة، والتي ستختلف بدءاً من هذا العام أسماؤها «تماماً» بين نسخة وأخرى من هذا المعرض، انتقت لهذه السنة 52 عملاً من أصل 322 ملفاً تَقدم بها فنانون ناشئون ومكرّسون. وهذا يُعتبر عددا قليلا نسبياً من الأعمال، إذ يبلغ قرابة نصف ما كان عليه العدد في النسخ التي مضت، الأمر الذي ربما يشير إلى اتجاه القيمين على «تكثيف» النوعية بتقليل الكمية وإخضاع طلبات المشاركة المقدّمة إلى كثير من «الغربلة»، وهو ما سيتثبت منه المتابعون بعد سنتين في معرض الخريف الثالث والثلاثين (كان المعرض يُقام سابقاً كل عام).
اللافت في معرض الخريف، الذي يمتدّ حتى منتصف فبراير المقبل، هو تلك المروحة الواسعة من الأساليب والتقنيات والمواد المستخدمة؛ حفر، رسم، تطريز، تصوير، تجهيز، تجميع، فيديو .. فاللوحة تُجاوِر الرسمة، والصورة تُقابِل المنحوتة، أما الخزفيات والمنحوتات وإبداعات أخرى، فهي تتوزع في الوسط بين الجدران وبالقرب من الخطوط والألوان لتبهر بتَنوُّعها أذواقاً عدّة تنتظر في كل خريف «معرض الخريف».
دقّة الانتقاء المتعمّد من قبل لجنة التحكيم لأعمال تختلف في ما بينها، لا يقتصر على الشكل وحده بل تشمل المضمون الذي تعمل عناوين القطع الفنية على اختصاره، وتسهب المواد المستخدمة في التعبير عنه؛ كـ «أرض/ بحر» لهانيبال سروجي، «مقطوعة موسيقية» لستيليو سكامنغا، «استحالة» محمود الصفدي، «نفايات دايفيد أدجاي» لدالا ناصر، «منظر» جميل ملاعب، «حجر الأساس» لسمر مغربل، نسيج من الكويكب لسيرج اوهانس مانوكيان، «النصر الأخير» لماريا كساب، «فيض» غادة الزغبي، «أندرغراوند» لمحمود بعيون...
أعمال أخرى لم تحمل عنواناً. لعل أنطوان سويد، هلا شقير، عليا نويهض نهرا، وعبير المقدّم أرادوا ترك مهمة استقراء ما في أعمالهم لكل مُشاهد، فيمعن النظر، يدقق، يحلل ويخرج بتأويل أو أكثر لما أراد الفنان قوله بكل ما ضمّنه للعمل من مفردات.
وما أُضيف هذا العام إلى برنامج المعرض والى ما يشبه المنافسة «الوديّة» التي تدور عادةً بين أعماله على جائزة «متحف سرسق» و»جائزة الفنانين الشباب المبدعين» واللتين سيُعلن الفائزان بهما في العشرين من يناير المقبل، هو الجائزة المستحدثة تحت عنوان «جائزة إعجاب الجمهور» وسيفوز بها مَن نال استحسان أكبر عدد من زوار المتحف وتصويتهم إلكترونياً في زاوية خُصصت لتصويت الجمهور داخل المعرض.
وعما يميّز «معرض الخريف» في الروزنامة الثقافية، تقول ميريال قهوجي مسؤولة الإعلام في متحف سرسق لـ «الراي»: «قليلة هي المعارض التي تقدم دعوة مفتوحة لكل الفنانين للتقدم بأعمالهم الفنية والتي يُخضِعها بدوره للدراسة من لجنة تحكيم، فبمجرد أن تُقدَّم الأعمال تكون لكل المتقدمين فرصة حقيقية لعرض أعمالهم»، مشيرةً إلى أن «معرض الخريف» هذه السنة وفي كل دوراته السابقة واللاحقة يواكب تطور الفن واستخدامه للوسائط الحديثة، الأمر الذي يظهر من خلال الأعمال المعروضة».