معلومات لـ «الراي»: موسكو ستقدّم هذا الأسبوع ممراً آمناً جديداً للمسلحين والمدنيين في حلب

تصغير
تكبير
خرج أكثر من 21 ألف مدني من حلب الشرقية التي أًصبح الجيش السوري يسيطر على أكثر من 60 في المئة منها خلال أقلّ من شهر منذ بدء المعارك.

ومن الواضح من مسار التطورات في حلب أن تركيا التي كانت الراعية الأولى لهذه المدينة من خلال دعمها السياسي في المحافل الدولية، والعسكري بتوفير خطّ إمداد رئيسي بالرجال والعتاد للمسلّحين، وكذلك من خلال تنظيماتٍ تابعة لها مباشرة مثل «اِستقم كما أمرت» و«نور الدين زنكي»، اتخذت القرار السياسي بالتخلي عن طموحاتها في حلب وكذلك عن المعارضة المسلحة داخل المدينة.

ويتقدّم الجيش السوري داخل حلب تحت غطاء جوي من الطيران السوري والروسي مدعوماً بالمروحيات لتلبية طبيعة المعركة التي تدور رحاها داخل الأبنية السكنية والمدينة بشوارعها الضيقة.

ومن الواضح أن تركيا تخلّت عن حلفائها داخل حلب لتبقي على منطقة نفوذ داخل الأراضي السورية تتلخص بمنْع أكراد سورية من تحقيق حلم «الدولة الكردية» أو «الفيديرالية الكردية» على حدود تركيا وعلى طول الخط الذي يمتد من مدينة الحسكة من أقصى الشرق الى عفرين في أقصى الغرب الشمالي السوري.

وبخروج أكثر من 21 ألفاً من المدنيين من شرق حلب، فهذا يدلّ على أن المعارضة المسلحة قررت السماح للمدنيين بالخروج، لأن هؤلاء يشكلون عبئاً عليها في الأسابيع المقبلة إذا أرادت القتال.

والمعارضة المسلحة، لم يبقَ أمامها إلا القتال ضمن مساحة تصغر كل يوم بقضم القوات التابعة للجيش السوري والقوات الرديفة للأرض، أو الانسحاب الى إدلب الشمالية التي باتت تحوي كل مَن يخرج من مناطق سيطرة الجيش السوري من كل المناطق لتضجّ بالسكان، وليشكل هؤلاء عبئاً لا يستهان به على القوات التي تسيطر على إدلب، علماً بأن إدارة المدينة تحاول تقديم الخدمات اللازمة والتي لا تقدر عليها باعتبار انها غير مجهزة لهذا الهدف.

وعلمت «الراي» أن «روسيا ستقدّم ممراً آمناً جديداً للمسلحين والمدنيين في الأسبوع الجاري، ولن تقبل بأي إدارة ذاتية للسكان المدنيين ولا ببقاء مسلحين غير جهاديين داخل المدينة بل بخروج جميع المسلحين منها الى إدلب وإعادة سيطرة دمشق على كل حلب». وهكذا فإن من المنتظر أن تبقى وتيرة المعارك على أشدّها لحين اقتناع المعارضة المسلحة بالتخلي عن معركةٍ أصبحت نتيجتها واضحة.

ومن الطبيعي أن انسحاب المسلحين يناسب القوات السورية، باعتبار ان خروج المدنيين يشكل بلا شك عبئاً على دمشق لإعادة إيوائهم وتقديم الخدمات والمنازل لاحتوائهم في موسم الشتاء الذي دخل بقوته على سورية. ولهذا السبب، عمد الجيش السوري لإعادة كل المدنيين الذين سبق أن خرجوا من حلب الشرقية الى مئات المساكن المحرَّرة وخصوصاً داخل منطقة هنانو الكثيفة السكان بعدما طهرتها وحدة خاصة من الوحدات الروسية للمفرقعات التي قدمت على متن طائرة خاصة الى حلب لهذا الغرض ولتفكيك كل العبوات التي خلفتها الحرب الدائرة داخل شرق حلب.

وكذلك سلّمت روسيا 280 طناً من المساعدات الغذائية لأكثر من ألف عائلة عادت الى داخل حلب الشرقية غير الخاضعة لسيطرة المسلحين.

ويُعتبر إبلاغ المعارضة المسلحة أن خروج المقاتلين من شرق حلب لن يتم، وأنهم مستعدون للدفاع عما تبقى من المدينة، ردة فعل موقتة من المتوقع أن تتغيّر مع تقدُّم القوات السورية داخل المدينة.

وكالعادة، نشبت الخلافات بين الفصائل وسط اتهامات متبادلة بالخذلان، وترْك الجبهات وعدم دمج الفصائل بعضها ببعض. فهناك أكثر من 100 فصيل معارض وعشرات الفصائل المختلفة الانتماء والمشارب والأهداف، ما يستحيل معه الدمج إلا لفصائل صغيرة لتحتمي بتلك الكبيرة كما حصل في الأشهر الماضية لـ «جند الأقصى» و«استقم كما أمرت» وغيرهم.

إلا أن الخلاف الحقيقي من المتوقّع أن ينفجر في مدينة إدلب التي أصبحت تنوء بسكانها وبمسلحيها، ما يبشر بخلافات أعمق ولا سيما بعدما تقلصت المساحة التي أصبح يتحرك فيها «الجهاديون» والمسلّحون.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي