إضاءات / واجبنا تجاه الوطن

u062f. u0635u0628u0627u062d u0627u0644u0633u0648u064au0641u0627u0646
د. صباح السويفان
تصغير
تكبير
كلنا- بلا استثناء- علينا واجبات مستحقة، يجب أن نقوم بها بإتقان وإخلاص تجاه وطننا الكويت، كي ننعم بما أراده الله لنا من الخير والأمان والسلام والاستقرار.

علينا- قبل كل شيء- أن نحمد الله لأننا ولدنا وانتسبنا وانتمينا لهذا البلد الذي ينساب من كل مواقعه وزواياه وشوارعه السلام، بينما تشتعل نيران الفتنة والصراعات على أشدها في بلدان أخرى قريبة منه، نحمد الله لأننا نتمتع بقيادة حكيمة لا تتحرك إلا وفق أطر وطنية مدروسة وناجحة.

وبعد أن نحمد الله... علينا أن نفكر جليا وبروية وتعقّل في السبل التي إن قمنا بها سنضمن لهذا الخير أن يكون ممتدا وشاملا أجيالنا المتلاحقة، فليس من فرصة تتاح لأي شعب كي يؤكد استقراره على أبعد مدى من تلك الفرصة التي ينعم بها الشعب الكويتي الأصيل، ومن ثم فقد بات من الضروري التمسك بها، وتطويعها في الشكل الذي يؤدي إلى مزيد من الاستقرار والأمان والسلام.

ومن أهم هذه الواجبات الحرص كل الحرص على الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يغذي النعرات الطائفية أو القبلية، فكل مذهب له تقديره واحترامه وكل قبيلة لها تقديرها واحترامها، وعليك أن تباهي بمذهبك أو قبيلتك بإبراز ما فيهما من جوانب سلام وحب وإحسان، ولكنك ابتعد كل البعد عن التقليل من مذهب أو قبيلة أو حتى فكرة الآخرين، أنت حر في افتخارك بما تنتمي من فكر أو أيديولوجيا أو أي مسلك كان، ولكن في المقابل لا يحق لك الاستهزاء بما يقتنع به الآخرون خصوصا تلك القناعات المتوارثة والتي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من كياناتهم... هذا أول واجب عليك تجاه وطنك.

بينما الواجب الآخر- المهم- هو أن تظل الصوت المدافع عن وطنك في الداخل والخارج، ليس من خلال علو الصوت أو الشتائم كما يخيل للبعض، ولكن من خلال إبراز الجوانب المضيئة لبلدك، تلك الجوانب التي قد لا يراها الآخرون وهي كثيرة لعل من أهمها الخير الكويتي الذي يعم العالم بأثره، كما أن صوتك يجب أن يكون مسموعا ليس من حنجرتك ولكن من خلال أفعالك- وأنت داخل وخارج الكويت- فكن حريصا على أفعالك وأقوالك لأنك مرصود وأي خطأ تقع فيه أو تجاوز ربما تجد من ينتقده أو يوثقه بالصوت والصورة، كي يحمل هذا الصيد وينشره على أساس التعميم وليس التخصيص.

كما أنك مطالب بأن تربي أولادك على الحب والسلام، وأن تحرص على تفوقهم، ولا تتركهم لعوامل الزمن، والأحوال المتقلبة من دون رعايتك ومتابعتك ومراقبتك، لأنهم أطفالك الذين سيصبحون هم عماد الوطن وسبيله إلى الاستقرار والاستمرار.

وأنك أيضا مطالب بأن تخلص في عملك، وتنمي من قدراتك، وتثقف نفسك، وتحترم العلم والعلماء، وتنمي من مهاراتك على كل الصُعد، وتفكر في كل خطوة تخطوها لتعرف هل هي مفيدة لوطنك أم مسيئة، كي تتناغم كل خطواتك مع وطنك الذي يستحق منك كل جهد وكد ومثابرة.

* كاتب وأكاديمي في جامعة الكويت

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي