خلال عرض قدمته فرقة مسرح الخليج العربي

«الذكرى السابعة» في «الدسمة» تُحلل فشل «الربيع العربي»

تصغير
تكبير
قدمت فرقة مسرح الخليج العربي ضمن فعاليات مهرجان الشباب في دورته الحادية عشرة على خشبة مسرح الدسمة العرض المسرحي «الذكرى السابعة» الذي يحلل فشل الربيع العربي.

المسرحية من تأليف فاطمة العامر وإخراج علي بدر رضا وبطولة سعود بوعبيد، روان مهدي، ميثم الحسيني، سعاد الحسيني، إيمان فيصل، محمد الأنصاري، وتدور أحداثها بين مجموعة من المتنفذين الذين يجتمعون داخل أحد «البارات»، رغم اختلاف عمل كل واحد منهم (القس، الفنانة، التاجر، المسؤول)، للاحتفال بالذكرى السابعة لموت صديق لهم، وخلال ذلك نكتشف أننا أمام مجموعة تسعى إلى تحقيق ذاتها وأهدافها وأطماعها بعيداً عن مصالح الشعب للمحافظة على وجودها. وخلال احتفالهم، تدخل عليهم «عرّافة» تخبرهم بأنهم سوف يموتون وما إلى ذلك من الأمور السوداوية فلا يصدقون كلامها، رغم أن الخوف يُداخلهم، وتقوم ثورة في الخارج من الشعب ضدّ الظلم الواقع عليه، ما يجعل هؤلاء المتنفذين يشعرون بالتوتّر والنزول إلى السرداب للاختباء، حينها يبدأ كل منهم برمي المسؤولية على الآخر، إلى أن يختاروا رجل الدين المزيف «القس» للخروج إلى الشعب ليحاول إسكاته، كونه كان دوماً ينصاع لما يقوله له، لكنه يفشل في ذلك، وتتصاعد الأحداث إلى أن يقتحم الجيش مخبأهم السفلي، لكن تحصل المفارقة في عدم القبض عليهم، بل يقوم أحد الضبّاط بإلقاء التحية على أحد هؤلاء المتنفذين، لتنتهي المسرحية بدلالة على أن البطانة الفاسدة داخل سلطة الحكم هي أحد الأسباب في استمرار الظلم... وبالتالي، تكون النتيجة أن الفساد يحمي الفساد.

المؤلفة العامر صاحبة القلم الشاب والفكر الناضج المقبل إلى الساحة بقوة، ولإظهار نصّها السياسي إلى العلن، احتالت في كتابته من خلال جعل الأحداث تدور في إطار غربي بعيد عن وطننا العربي، رغم أننا خلال مشاهدة العرض لم نشعر بتلك الغربة بتاتاً، بل لامست الأحداث والمجريات ما يحدث في أرجاء الوطن العربي، وما دعم فكرها كانت قراءة المخرج الشاب علي بدر للنص جيداً، فحاول قدر المستطاع إيصاله إلى برّ الأمان، واستعان كمخرج بأدوات المسرح المتاحة كافة، محاولاً ربطها بصورة متناغمة. فمثلاً، على صعيد الديكور الذي صممه فهد الهاجري ونفذه كل من سعود الرغيب، فاضل العلوي وعبداللطيف أشكناني، جعل المسرح مستويين الأول علوي «البار» دارت فيه نصف أحداث المسرحية، وبذلك حجّم حركة الممثلين في منطقة معينة، والآخر كان سفلياً «المخبأ» دارت فيه أحداث النصف الآخر من العرض، والتفسير المنطقي لهذا التقسيم قد يكون رغبة منه في القول إن المجتمع قسمان، العلوي للفئة المتنفذة والسفلي للشعب.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي