نجحت «فوضى عاشور»... بامتياز

تصغير
تكبير
حرص نائب مدير جهاز كرة القدم في النادي العربي حسين عاشور على حضور المؤتمر الصحافي الذي عقدته اللجنة الموقتة للاتحاد وذلك بهدف خلق حالة من الفوضى والإرباك.

المؤتمر الذي جاء لتوضيح الصورة الكاملة عن الحالة القانونية التي استند عليها الاتحاد في رفضه الاحتجاجين المقدمين من العربي والسالمية قوبل بـ «خطة مدروسة للعرقلة».


بطولات العالم كافة تشوبها أحياناً اخطاء، ونستذكر ما حدث لريال مدريد في الموسم الماضي عندما أقصي من بطولة كأس أسبانيا على الرغم من فوزه على قادش 3-1 بسبب عدم قانونية مشاركة الروسي دينيس تشيرشيف، لحصوله على إنذار سابق ضمن المسابقة ذاتها عندما كان يلعب لفريق آخر.

ريال مدري هذا النادي العالمي لم يسلم من عقوبة استحقها بسبب خطأ إداري فادح ارتكبه. لم يحتجّ ولم يقل: أنا ريال مدريد وهذا قادش الذي يلعب في الدرجة الثالثة.

لكن الأمر اختلف لدى العربي تحديدا، وذلك على عكس السالمية الذي كان أكثر هدوءاً واتزاناً في كيفية التعامل مع القضية.

«الأخضر» وجدها فرصة جاءته على طبق من ذهب ليتكسب جماهيرياً وإعلامياً من خلال التصعيد الناري في وسائل الاعلام الخاصة به بهدف تغطية عيوبه والاخطاء الداخلية التي وصلت بـ «القلعة الخضراء» الى الحضيض في مختلف الالعاب، وخصوصاً كرة القدم حيث ابتعد العربي عن الدوري من زمن ليس بالقصير.

حسين عاشور شخصية عرفت بحدتها ومبالغتها في معالجة المشاكل، يزيد ولا يداوي، ولم يكن مستغرباً نهائياً ما قام به عندما أفسد المؤتمر وتسبب بتعليقه إذ وصلت المشادة الكلامية بينه وبين رئيس لجنة المسابقات الحارس الدولي السابق خالد الفضلي، الى حيث لا يجب، حتى كادت أن تتطور الى عراك بالأيدي.

حاول عاشور منذ البداية الدخول في مهاترات وطرح اسئلة مجهولة بغية احراج القائمين على المؤتمر، واستخدام الحدة في نبرة الصوت والمبالغة الشديدة في اصطياد كل ما تتلقاه اسماعه من الفضلي.

اما دخول القادسية طرفاً في قضية ليس له أي علاقة بها لا من قريب ولا من بعيد أمر مستغرب.

رئيس النادي الشيخ خالد الفهد صرح في وسائل التواصل الاجتماعي بأن «الأصفر» سيقف مع العربي ولن يتركه يسير وحيداً في قضيته مع الاتحاد.

هل يُفهم منه أنه تلميح واضح بالانسحاب لافساد «دوري فيفا»؟ قد تكون مجرد فرصة للانتقام من تراكمات سابقة.

نتمنى من الفهد ان يسترجع شريط الذكريات. فقد انسحب القادسية في العام 1997 من بطولة الدوري بسبب إصرار الاتحاد الذي كان يرأسه حينها شقيقه الشيخ أحمد الفهد على تطبيق نظام الدمج، وذلك على عكس ما كان متفقاً عليه. ماذا كان موقف العربي يومها؟

القرار التاريخي الذي اتخذه رئيس القادسية الأسبق والرياضي المخضرم عبدالمحسن الفارس لم تستطع ادارة العربي حينها مساندته فيه او الوقوف معه، بل كانت مترددة كثيرا، وفي النهاية «سحبت عليه» وتركته يسير وحيداً.

الأدهى من ذلك ان ادارة العربي «خطفت» في تلك الأثناء نجم القادسية فيصل بورقبة معمّقةً جراح «الاصفر» وجماهيره، ومستغلةً الثغرة القانونية التي منحها الاتحاد والمتمثلة بجواز انتقال اي لاعب الى أي فريق آخر في حال انسحب ناديه من الدوري.

تأتي الآن ادارة القادسية لمناصرة عاشور وقد تناست أن شقيقه الأكبر جاسم عاشور كان أمين السر المساعد في تلك الحقبة الاليمة التي عاشها القادسية وحيدا، كما انه كان أحد الاطراف التي طعنت «بني قادس» وخطفت بورقبة وسط الظلام الحالك.

يجب على ادارة القادسية أن تفكر بمنطق وعقل وليس انطلاقاً من رغبتها في الانتقام من اللجنة الموقتة، وعليها ان تراعي مصلحة فريقها الذي يتصدر الدوري ويسير بخطى ثابتة نحو تحقيق اللقب.

الشارع الرياضي لم يعد غافلا عن كل ما يدور حوله، فالقضية ليست رياضية في الوقت الحالي، وما صرح به أمين سر النادي العربي عبدالرزاق المضف في وسائل التواصل الاجتماعي تؤكد ذلك، فقد ألمح الى تدخل مرشحين لمجلس الامة في عمل اللجنة الموقتة و»خاف» من ذكر اسمائهم.

كنا نتمنى من المضف أن يتعامل مع قضيته من منظور رياضي، ولا ينساق وراء أشخاص يهدفون الى مصالح شخصية. وبدلاً من الدخول في تصريحات وهمية، كان عليه أن يستذكر ما قدمه في النادي العربي منذ توليه العمل الاداري فيه.

واذا كان المضف يريد تطبيق القانون كما يدعي، فكيف سمح لنفسه في 1997 عندما كان أمينا للسر، بتسجيل بورقبة بصورة غير قانونية.

بو وسام... اذا كان بيتك من زجاج لا ترمي الناس بالحجارة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي