السفير الأميركي أكد أن «جاستا» يجب تعديله وان «الخارجية الأميركية» تقدّر المخاوف الخليجية بشأنه

لورانس سيلفرمان: وسائل التواصل تضخّم مشكلات بعض الطلبة الكويتيين في الولايات المتحدة

تصغير
تكبير
بحريتنا تحافظ على حرية الملاحة في الخليج ونتعامل مع كافة التهديدات بجدية تامة

للكويت دور بارز في الحرب على الإرهاب وعلاقاتنا معها تقوم على المنفعة المتبادلة

التأشيرة لا تمثل ضمانة أو حقا لحاملها بدخول الولايات المتحدة

نرحب بالانتخابات البرلمانية الكويتية كمحفل للتعبير عن الرأي في ظل وجود 14 مرشحة
فيما جدد السفير الأميركي لدى الكويت لورانس سيلفرمان ما كان قد قاله سابقه من ان عدد المشكلات التي تعرض لها بعض الطلبة الكويتيين في الولايات المتحدة لا يكاد يذكر أبدا بالنسبة لأعدادهم التي تصل إلى 15 ألف طالب، استغرب «الضجة المثارة حولها في مواقع التواصل الاجتماعي والتي ضخمت مثل هذه الحالات الفردية».

وشدد سيلفرمان خلال أول مؤتمر صحافي يعقده مع وسائل الإعلام المطبوعة منذ توليه مهام منصبه في الكويت على ان «منح التأشيرة الى اي شخص لا يمثل ضمانة او حقا له بدخول الولايات المتحدة حيث ان الامر برمته يخضع للسلطات المعنية على الحدود الأميركية والقوانين المطبقة هناك»، لافتا الى ان «هذا الامر ليس له اي علاقة بجنسية حامل التأشيرة أو ديانته وهذا امر يحدث في مختلف مطارات العالم وليس حكرا على المطارات الأميركية».


ونصح الطلبة الكويتيين بضرورة «التأكد من صلاحية تأشيرتهم والالتزام الأمثل بالسبب الممنوحة من أجله التأشيرة حيث لا يحق لحامل تأشيرة الطالب الذهاب للولايات المتحدة لغرض آخر ان كان قد انهى دراسته».

وعن الانتخابات البرلمانية في الكويت حاليا وحرية الرأي فيها وتأثيرها على التقارير التي تصدرها الخارجية الأميركية قال «اننا نحاول جاهدين ان نتحرى الدقة في تقاريرنا عن كل بلد خصوصا في ما يتعلق بالحريات ونرحب بالانتخابات كعرس ديموقراطي ومحفل للتعبير عن الرأي خصوصا في ظل وجود 14 مرشحة من النساء»، مشيرا الى أن «وضع الكويت قد تغير كثيرا في السنوات الماضية».

ووصف سيلفرمان خلال حديثه استقباله في الكويت بالدافئ على المستويين الرسمي والشعبي، مشيرا إلى أن انطباعاته ايجابية عن الكويت وشعبها خلال فترة الشهرين اللذين قضاهما فيها منذ تسلم مهام عمله.

ولفت سيلفرمان الى أن «علاقات استراتيجية تجمع بين بلاده والكويت، حيث ان لدينا تاريخا طويلا في دعم الكويت وحريصون على امنها وسلامة اراضيها، كما ان بحريتنا موجودة في الخليج وتحافظ على حرية الملاحة فيه ونتعامل مع جميع التهديدات بجدية تامة وعلاقاتنا مع الخليج والكويت مستمرة وملتزمون باتفاقيات دفاعنا عن الكويت».

وأكد أن «جولة الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والكويت كانت انعكاسا واضحا لما تهدف إليه القيادة السياسية في البلدين من أجل صالح البلدين ومختلف بلدان المنطقة»، لافتا الى «عمق مستوى العلاقات بين البلدين على المستوى الشعبي حيث ان هناك ما يقارب 15 طالبا كويتيا يدرسون في الولايات المتحدة الأميركية والسفارة حريصة على رفع هذا العدد حتى يعود هؤلاء الطلاب مسلحين بالعلم والخبرة العملية الى بلادهم ويكونوا قادرين على صنع الفارق وتحمل المسؤولية فيها».

وبين انه منذ تقديم أوراق اعتماده كان لديه أكثر من اجتماع على المستوى الوزاري مع مسؤولين، مثمنا الدعم وروح المبادرة التي سادت هذه الاجتماعات والتي ستمثل اضافة نوعية للجولة الثانية من اجتماعات الحوار الاستراتيجي بين البلدين والتي ستجرى خلال العام المقبل.

ولفت سيلفرمان الى «زيارة وفدين تجاريين أميركيين للكويت احدهما يتعلق بالمجال الصحي والوقاية من الأمراض خصوصا مرض السكري والزيارة الأخرى كانت تتعلق بمجال الأمن والسلامة حيث اجرى الوفد مباحثات مهمة مع مختصين كويتيين».

واعتبر مركز جابر الأحمد الثقافي «تحفة فنية ستضع الكويت بقوة على الخارطة الثقافية الاقليمية والعالمية»، مشيدا بـ «الدور العالمي للكويت على صعيد العمل الانساني والتخفيف من آلام المتضررين واغاثة الملهوفين في مختلف مناطق النزاعات وهذا محل تقدير العالم بأسره»، متسائلا «من منا ينسى استضافة الكويت لثلاثة مؤتمرات للمانحين للشعب السوري ورعايتها للاجئين بعطاياها السخية ودعمها للدول المستضيفة لهم؟».

وأضاف سيلفرمان أن «الخارجية الأميركية تقدر المخاوف الخليجية من قانون العدالة ضد رعاة الارهاب جاستا حيث ان هذا القانون يجب تعديله وقد استخدم الرئيس الأميركي الفيتو ضده وما زالت هناك مشاورات والموضوع محل الدراسة».

وفي حين قال عن أي زيارة مرتقبة للرئيس المنتخب دونالد ترامب للكويت قال «لا أعلم عن أولويات الرئيس المنتخب في المرحلة الحالية واعتقد ان تركيزه سيكون على الأجندة المحلية في الوقت الحالي»، أكد على صعيد مستقبل العلاقات بين البلدين بعد انتخاب ترامب ان «العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بلاده بالكويت لها مغزى واضح للبلدين فهي علاقات تقوم على الشراكة والمنفعة المتبادلة بيننا ولذلك نحن حريصون على استمرارها فضلا عن ان الكويت لها دور بارز في الحرب على التطرف والارهاب، والعلاقات بين البلدين بنيت على أسس صلبة»، مستدركا بالقول: «لكنني لا أستطيع الحديث عن سياسة الادارة الأميركية الجديدة ربما لأنها لم تتضح معالمها بعد وما علينا الا الانتظار قبل ان نطلق احكاما جزافية».

وأوضح ان «حلفاء الولايات المتحدة في الخليج عليهم ان ينتظروا حتى تتضح معالم السياسة الأميركية الجديدة وأن يهتموا فقط بالأفعال لا الاقوال»، مشيرا الى ان بلاده لديها ارتباط وثيق مع دول الخليج وعلاقاتها معهم مهمة واستراتيجية وتتفهم عدم صبر الناس بعد اعلان نتائج الانتخابات الأميركية حيث ان توقعات الرأي العام عادة ما تختلف عن نتيجة أصوات الناخبين.

وأوضح ان «المظاهرات التي اندلعت في اعقاب اعلان النتائج الرئاسية ليست سابقة ولكنها حق اصيل وتعبير عن الرأي في بلد يحترم الرأي والرأي الآخر».

وفي شأن وجود أي مبادرة جديدة لحل القضية الفلسطينية تدعم حل الدولتين، أشار إلى ان «وزير الخارجية الأميركي جون كيري له محاولات حثيثة في هذا الصدد لتشجيع الاطراف المعنية على حسم هذا الموضوع خصوصا ان الحكومة الأميركية مهتمة بانهاء الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي في اطار حل الدولتين والتوصل لتسوية شاملة للقضية الفلسطينية ولذلك نسعى الى ازالة العوائق وتذليل الصعوبات».

ولفت سيلفرمان في ما يخص موقف الادارة الأميركية الجديدة من الاتفاق النووي الايراني إلى ان «الاتفاق النووي كان جيدا للجميع وبعث الأمل في ان يعم الأمن والاستقرار في المنطقة»، مشيرا الى حرص بلاده على امن المنطقة وتفعيل وتنفيذ الاتفاق النووي مع ايران.

وأثنى على كلمة سمو الامير في قمة المناخ بمراكش، داعيا الجانب الايراني الى وقف تدخله في شؤون دول الجوار.

وردا على سؤال في شأن الاتهامات الروسية للولايات المتحدة بعدم التعاون خصوصا في ما يتعلق بالازمة السورية، قال «كان لنا تعاون بالفعل مع الجانب الروسي وكنا نرغب في أن يستمر ولكن الهجمات الروسية والسورية الحكومية المستمرة على المدنيين والتي لا يمكن ان تعتبر حوادث عارضة هي اهم العوائق امام استمرار هذا التعاون»، مشيرا الى ان بلاده تأمل التعاون مع الجانب الروسي «نظرا لنفوذه وقربه من النظام السوري الذي قد يصب في صالح ايجاد حل سياسي للازمة».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي