أكاديميون عزوه إلى معطيات اجتماعية وسياسية وثقافية تعكس واقع التنافس

تغيير المرشح لدائرته تكتيك هدفه المقعد البرلماني

تصغير
تكبير
علي الزعبي: المرشح يبحث عن الثقل الاجتماعي لأننا لم نصل للنضوج الديموقراطي في الاختيار

عبدالرزاق الشايجي: الانتقال يكون بين دوائر غير مغلقة لا تنحصر في فئات معينة لأنها أسهل بمخاطبة الناخبين
كونا- مع تفاوت اعداد المرشحين والناخبين في كل فصل برلماني جديد، تشهد العملية الانتخابية في الكويت بروز ظواهر وسلوكيات مختلفة، منها تغيير بعض المرشحين لدوائرهم بحثا عن فرص اكبر للفوز بمقعد برلماني.

ونتيجة للتغييرات السياسية وكثرة التكتلات الفكرية والقبلية التي صاحبت انتخابات مجلس الامة المرتقبة، أعلن نواب سابقون تقديم أوراق ترشحهم في دوائر انتخابية جديدة لتعزيز حظوظ الفوز بالانتخابات.

الا ان هذا الامر يتطلب منهم وضع خطط وتكتيكات انتخابية ذكية لضمان نجاحهم في الانتخابات البرلمانية، ومنها دراسة الدائرة التي يرغب بالترشح فيها بعناية وإيجاد طرح سياسي وفكري يتناسب مع تطلعات ناخبيها اضافة الى نقل قواعدهم الانتخابية في الدائرة السابقة.

ويعزو المرشحون تغيير دوائرهم الى «عدم استقرار السلوك الانتخابي» في بعض الدوائر التي تحكمها انتخابات فرعية او تشاورية يجرمها القانون وكذلك التحالفات بين عدد من الكتل ما دفعهم الى البحث عن مناطق اخرى للحصول على اغلبية مريحة تساعدهم على الفوز بالانتخابات.

وحول هذا الموضوع رأى أكاديميان كويتيان أن تغيير المرشحين لدوائرهم الانتخابية له اسباب خاصة وتحكمه معطيات اجتماعية وسياسية وثقافية «تعكس الواقع التنافسي القائم على منطلقات قبلية وعائلية وفكرية وطائفية».

وقالا انه نتيجة للتغيرات السياسية والاجتماعية والتفاوت بين أفراد المجتمع في فهم وإدراك الواقع والتحديات والفرص والامتثال والخضوع للعادات والتقاليد والقوانين السارية برزت العلاقات الاجتماعية كعامل رئيسي في حسم الحسبة الانتخابية وتمكين نجاح المرشحين في دوائر مختلفة.

وقال أستاذ علم الاجتماع في كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت الدكتور علي الزعبي إن انتقال مرشح من دائرة لآخرى يعتمد على مسببات وابعاد خاصة كالقبلية والعائلية والفكرية والطائفية.

وذكر الزعبي ان المجتمع الكويتي تحكمه معطيات اجتماعية واسرية تسمى في علم الاجتماع بـ«العلاقات الأولية» والتي تعد المفتاح الاساسي لأي نجاح وقبول انتخابي. واضاف «اننا لم نصل حتى الان الى النضوج الديموقراطي في الاختيار وفق برامج انتخابية واضحة ووفق مسببات محددة وعلمية كالتخصص والرؤية». واوضح ان «المرشح الذي سينتقل من دائرة له ثقل اجتماعي بها سيبحث عن دائرة اخرى يمتلك فيها نفس التأثير والثقل والشعبية ولن يعتمد على اطروحاته وبرامجه الانتخابية»، مشيرا الى ان المرشحين خلال فترتي الستينات والسبعينات كانوا اكثر اعتمادا على الاطروحات والبرامج الانتخابية كما كان المجتمع اكثر تقبلا وانفتاحا للمتغيرات الاجتماعية والسياسية.

وذكر انه في ضوء غياب واضح للبرامج الانتخابية والأطروحات السياسية الإصلاحية بات الزخم الاجتماعي والعلاقات الاسرية والعادات والتقاليد عوامل رئيسية للنجاح في الانتخابات البرلمانية.

من جانبه قال أستاذ الحديث بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الكويت الدكتور عبدالرزاق الشايجي، ان ظاهرة تغيير المرشحين لدوائرهم بدأت خلال فترة الثمانينات وتحديدا بدوائر المناطق الداخلية وذلك لوجود خطاب مشترك لقواعدهم الانتخابية.

واوضح الشايجي، وهو رئيس مركز «قياس» لاستطلاعات الرأي والخبير في شؤون الانتخابات، ان انتقال المرشحين لدوائر مختلفة يكون بين دوائر غير مغلقة ولا تنحصر في فئات فكرية وقبلية وعائلية واقتصادية معينة لأنها الاسهل في مخاطبة الناخبين وكسبهم مثل الدوائر التي تعتمد على الفكر او ما تسمى بالدوائر المثقفة.

واضاف ان «تغيير بعض المرشحين لدوائرهم يكون بسبب تضاؤل فرص نجاحهم في الدائرة وبالتالي يبحثون عن دائرة اخرى تكون ضمن نطاق الدوائر القبلية او الفكرية او الطائفية لتعزيز فرص نجاحهم».

وقال «انها ظاهرة تستوجب تغيير المرشح مضمون برنامجه الانتخابي للحصول على أكبر عدد ممكن من أصوات الناخبين والتأثير عليهم في ضوء التغيرات السياسية». واكد ان عملية انتقال المرشحين لدوائر اخرى بحثا عن النجاح أصبحت اليوم اكثر صعوبة لانها ترتبط ارتباطا وثيقا بمدى قوة علاقاتهم الاجتماعية وفكرهم السياسي.

وبين الشايجي ان «هناك مرشحين يعملون على تغيير دوائرهم ليس من اجل الفوز بل للتأثير على مرشحين آخرين ومنع وصولهم للبرلمان».

واكد ان فرص النجاح بالانتخابات تبقى للمرشح الأكثر تأثيرا على الناخبين من حيث الخدمات فيما تتضاءل مقابل ذلك فرص المرشحين الذين يعتمدون على الاطروحات والبرامج الانتخابية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي