حوار / «لا يُهمني أن أكون الممثلة الرقم واحد... وتكفيني محبة الناس»

عبير أحمد لـ «الراي»: الفن... ليس له أمان!

تصغير
تكبير
لا أطلب مقابلاً فلكياً عن أدواري... ومستعدة للتنازل عن بعض أجري إذا أعجبتني الشخصية

لا أحبِّذ لابني وابنتي الطفلين أن يلتحقا بالفن... فالحياة المهنية طبيعية ومريحة أكثر
«لا أنشغل كثيراً بأن أكون الرقم واحد بين الفنانين، بل أكتفي بما يُكِنُّه الناس لي من محبة».

هذا ما أكدته الفنانة عبير أحمد، التي أبدت رضاها التام على ما وصلت إليه حتى الآن، من شهرة ونجومية ونجاح في عالم الفن، كاشفةً في الوقت ذاته عما يملكه طفلاها التوأم من مواهب فنية، لكنها سارعت باستدراك أنها لا تحبذ دخولهما إلى الساحة الفنية، مستندةً إلى أن «الفن ليس له أمان»، وفقاً لتعبيرها.


وفي حوارها مع «الراي»، أزاحت عبير أحمد الستار عن جديدها الفني، مبينةً أنها تعود إلى أدوار الشر من باب آخر يغاير السائد، عبْر مسلسل اجتماعي جديد بعنوان «الماس»، سيجري تصويره خلال الأيام القليلة المقبلة، ومشيرةً إلى «أنه بقيادة المخرج محمد الطوالة، وهو من تأليف الكاتب علي الدوحان، ويتقاسم بطولته الفنانون زهرة عرفات وشيلاء سبت وكوكبة من الفنانين الشباب»، ومبديةً تشوقها إلى الظهور على الشاشة العملاقة عبر المشاركة في أحد الأفلام الكويتية، التي تشهد طفرة كبيرة في السنوات الأخيرة.

• في البداية، نود التعرف على ما في جعبتك من أعمال جديدة؟

- أتهيأ حالياً للمشاركة في مسلسل اجتماعي جديد بعنوان «الماس»، وهو من تأليف الكاتب الشاب علي الدوحان، ومن إخراج محمد الطوالة، في حين تولى مشعل الزاير مهمة الإنتاج، ويشارك في العمل كوكبة كبيرة من الفنانين منهم الفنانتان زهرة عرفات وشيلاء سبت وغيرهما الكثير من الوجوه الشابة.

• ماذا عن دورك في العمل؟

- أؤدي في المسلسل دوراً رئيسياً ومؤثراً للغاية، وهو أحد الأدوار المهمة في تحريك الأحداث، حيث أجسد شخصية «الجازي»، وهي امرأة شريرة وجشعة، تهوى السيطرة على كل شيء، ولا تنفك تتسلق على أكتاف الآخرين، واستغلال طيبة الناس بمن فيهم أقاربها، بغية الخروج من دائرة الفقر المدقع التي تحيط بها إلى قصور الأثرياء.

• إذاً، ما الجديد في هذا الدور، خصوصاً أنكِ سبق أن قدمتِ أدواراً مماثلة في أعمالك الماضية؟

- شخصية «الجازي» تختلف عن جميع الشخصيات الشريرة التي أديتُها في السابق، فهي على الرغم من كونها امرأة قاسية ومتبلدة القلب والمشاعر، فإنها تخفي في داخلها أسراراً كثيرة، وهذا ما تلمسته حينما قرأتُ النص جيداً وعرفتُ أبعاد هذه الشخصية المركبة وتناقضاتها المعقدة، لذلك ارتأيت أن أقدم هذا الدور بشكل يغاير السائد والمألوف بالنسبة إلى هذه النوعية من الأدوار.

• وماذا بعد؟

- تلقيتُ أيضاً بضعة نصوص لأعمال مسرحية، سيتم عرضها في شهر فبراير المقبل، لكنني إلى الآن لم أقرر مشاركتي بشكل قاطع في أي منها.

• حسناً، هل لك أن تحدثينا قليلاً عن أصداء دورك في مسلسل «قلوب لا تتوب»، الذي عرض على شاشة تلفزيون الكويت؟

- لقد لقي دوري في العمل ردود أفعال طيبة ومشجعة جداً، كما حاز العمل - الذي نسج خيوطه الكاتب محمد النشمي وأخرجه مناف عبدال - نسبة مشاهدة مرتفعة، على الرغم من تخوفي الشديد في بادئ الأمر من تقبل المشاهدين لشخصية المريضة بالسرطان التي أديتها، وبسبب كمية الحزن الشديدة التي يحملها المسلسل في ثنايا حلقاته.

• كيف تمكنتِ من أداء هذا الدور، وبكل هذه البراعة؟

- بصراحة لم أكن أتوقع أن يلامس دوري في العمل شريحة كبيرة جداً من الناس، ولا سيما مخرج العمل مناف عبدال، الذي تأثر كثيراً بأدائي لمريضة السرطان، قبل أن أكتشف في ما بعد أن والدته رحمها الله كانت تعاني المرض ذاته، كما وجدتُ تعاطفاً كبيراً من بعض المتابعين في المواقع الإعلامية، عطفاً على الإشادات التي تلقيتها نظير أدائي لهذه الشخصية الصعبة.

• هل التقيتِ بعض مرضى السرطان قبل مشاركتك في هذا العمل، كمحاولة منك للتعرف أكثر على الملامح الشخصية لأصحاب هذا المرض؟

- بالفعل، سبق أن زرت قبل سنوات عدة عدداً من الأطفال المصابين بالسرطان في مستشفى (57357) في مصر، كما قُمت بزيارة خاصة لعدد من المصابين بالسرطان في مستشفى «مكي جمعة» في الكويت، وشاهدتُ بعض الحالات الحرجة، واستمعت أيضاً إلى معاناة المرضى، خصوصاً أولئك الذي خضعوا للعلاج بالكيماوي، فأصبح لديّ إلمام ومعرفة بمراحل هذا المرض العضال، الأمر الذي ساعدني كثيراً على التدرج بأداء دوري في العمل منذ المراحل الأولية للمرض، عندما يكون مرض السرطان في بدايته، مروراً بمرحلة العلاج بالكيماوي وتساقط الشعر، ووصولاً إلى المراحل الأخيرة حيث شحوب الملامح وهزال الجسم واليأس وفقدان الأمل، والحمد لله، فقد أديت كل المراحل بنجاح كبير.

• هل أنتِ نادمة على تسريب بعض الصور لمشاهدك في العمل، الذي تأجل عرضه مرات عديدة، وهو ما دفع بعض الكتّاب لاقتباس الدور إياه في أعمال عُرضت في الموسم الرمضاني الفائت؟

- أنا لا أعتبر أن نشر بعض الصور الخاصة بمشاهدي في مسلسل «قلوب لا تتوب» هو تسريب لفكرة العمل، بل إن الأمر يندرج في خانة الدعاية والإعلان، وبالفعل فقد أثارت صوري الجدل في المواقع الإعلامية (السوشال ميديا) حيث ظن البعض أنني حلقت شعري على الزيرو، وهذا غير صحيح، فكل ما في الأمر أن «الماكييرا» استطاعت بحرفية شديدة أن تشد شعري بطريقة معينة، إضافة إلى براعتها في وضع الماكياج المناسب لهذه الشخصية.

• ما سبب قلة مشاركاتك في الأعمال الدرامية الخليجية، على عكس ما كانت عليه الحال في السابق؟

- لا أحد يبقى كما هو، فهناك متغيرات عديدة، مثل متطلبات السوق الفنية، والعمر والخبرة، وغيرها من الأمور التي تفرض على الفنان أن يفكر ملياً قبل المشاركة في أي عمل، كما أن دخول الوجوه الجديدة في الساحة ساهم إلى حد ما في تغيير المعادلة الفنية، فضلاً عن صعوبة الحصول على تأشيرة لدخول بعض البلدان العربية كالمملكة العربية السعودية، فقد وصلتني عروض عديدة من منتجين سعوديين، ولكن عدم حصولي على «الفيزا» حال دون الذهاب إلى هناك.

• ما الذي يهمك في عالم الفن، الكم أم الكيف؟

- ما يهمني، بلا شك، هو الكيف وليس الكم، مع العلم أنني شاركت هذا العام في أكثر من عمل، منها مسلسل «قلوب لا تتوب» على شاشة تلفزيون الكويت، ومسلسلان آخران على قناة «mbc» إلى جانب عملٍ عُرض على قناة أبوظبي في شهر رمضان الماضي، ولكن يبدو أن الأعمال التي تُعرض خارج الموسم الرمضاني تكون أقل حظاً في نسبة المشاهدة من الأعمال التي تُعرَض في الشهر الفضيل.

• يقال إن ارتفاع أجرك المادي في الفترة الحالية قلّص من فرص مشاركتك في الدراما الخليجية؟

- هذا الكلام عارٍ من الصحة، فأنا مستعدة للتنازل عن أجري المادي إذا وجدتُ الدور المهم كما فعلت في مسلسل «قلوب لا تتوب»، لكنني لا أحبذ المشاركة في أي عمل ما لم أكن مقتنعة بالدور المسند إلي فيه بنسبة مئة في المئة.

• لكن لا يخفى أن أجرك المادي كبير جداً؟

- بالقطع لا، فأنا لا أطلب أجراً فلكياً أو مبالغاً فيه، بل في حدود المعقول، وضمن إطار السوق الفنية.

• من وجهة نظرك، هل ترين تطوراً ملحوظاً في الدراما الخليجية في الوقت الحالي؟

- نعم، هناك تطور كبير جداً لناحية الإخراج والتمثيل والإنتاج الفني، لكن لا تزال النصوص الفنية متفاوتة المستوى، فالكثير منها ضعيف القيمة وبعضها متوسط والقليل منها ممتاز، وهذه هي مشكلة الدراما الخليجية منذ عقود، فلا نزال نعاني بسبب شح النصوص والتكرار والنمطية.

• لماذا؟ وهل للرقابة الفنية دور في ذلك؟

- بالطبع، فالرقابة أسهمت في تكبيل بعض الكتّاب وتقييد النصوص الفنية، ونحن لا نطالب بإتاحة المجال للجرأة الخادشة للذوق العام، بل نقصد الجرأة في الطرح الموضوعي، البعيد كل البعد عن الإساءة والتجريح.

• على الرغم من مشوارك الطويل، لا يوجد في رصيدك الفني أي عمل سينمائي حتى الآن، فما تفسيرك؟

- أنا متشوقة إلى الظهور على الشاشة العملاقة من خلال أحد الأفلام الكويتية، التي تشهد نهضة وتطوراً كبيرين في الصناعة السينمائية، ولقد حدثني مخرج كويتي عن فيلم جديد ينوي تصويره قريباً، وإن شاء الله سيكون هذا العمل هو خطوتي الأولى والفعلية في الفن السابع.

• ما رأيك في مستوى الأفلام الكويتية الأخيرة، وهل نحن قادرون على صناعة أعمال توازي بجودة نظيراتها في السينما الإقليمية على أقل تقدير؟

- ما دام لدينا الممثلون والمخرجون والكتَاب المحترفون، فنحن قادرون على تقديم أعمال سينمائية مؤثرة، وقد شاهدنا في السنوات القليلة الماضية ولادة أفلام مشجعة كفيلم «حبيب الأرض» مثلاً، الذي حظي بنجاح منقطع النظير، وكان بحق من الأعمال المشرفة التي تستحق الثناء والتقدير.

• بعيداً عن دهاليز الفن وبلاتوهات التصوير، كم أصبح لديك من الأبناء الآن؟

- لدي توأم: ولد اسمه وليد، وبنت تُدعى كنزي، أتمنى أن يحفظهما الله وأن أراهما في أعلى المراتب.

• أليست لدى أحدهما ميول فنية، لينافس والدته في الوسط الفني؟

- بالنسبة إلى ابني وليد، فهو شاطر جداً في الرسم، كما أنه يمتلك صوتاً جميلاً. أما كنزي، فهي ممثلة موهوبة، لكنني لا أفضِّل دخولهما مجالي التمثيل والغناء لأن الفن ليس له أمان، وهو مصدر قلق وتوتر للفنان، فأنا أرى أنهما لا بد أن ينصب تركيزهما على الدراسة والشهادة بالدرجة الأولى، لأن الحياة المهنية فيها استقرار مادي ونفسي أكثر من الحياة الفنية.

• أصبحت عمليات التجميل ضرورة لا مفر منها بالنسبة إلى الكثير من الناس ولا سيما الفنانين، فهل هي كذلك بالنسبة إليكِ؟

- خضعتُ لعملية تجميل واحدة لأنفي في العام 2004، عطفاً على عمل حلقة للتنحيف، وهي تندرج في خانة عمليات التجميل أيضاً، إلى جانب الأمور الأخرى على غرار جلسات النظارة وتفتيح البشرة.

• وهل لديك برامج غذائية أو رياضية معينة؟

- أهتم بصحتي إلى حد كبير، وأحرص على تناول الأكلات الصحية، كما أُمارس التمارين الرياضية في النادي الصحي، متى سنحت الفرصة.

• في الختام، وبعد كل هذا المشوار الذي قطعتِهِ في الفن، هل أنت راضية عمّا وصلتِ إليه؟

- الحمد لله، فأنا راضية كل الرضا، ولا يهمني ولا يشغلني أن أكون الفنانة رقم واحد على الساحة، بل يكفيني ما يكنه لي الناس في قلوبهم من المحبة والتقدير، وأرى أن هذا هو الأهم.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي