أكد أن ضيق الأماكن الحالية بوجود 850 ألف كاثوليكي يجعل إقامة الصلوات والشعائر بالغة التعقيد

البطريرك إسحق لـ«الراي»: في الكويت نعيم الحريات الدينية ونأمل بأماكن عبادة أكثر استيعاباً لعدد المسيحيين الضخم

تصغير
تكبير
رعيتنا في الكويت لا تعاني أزمة اختلاف الثقافات واللغة وندعوها للتمسك بالقيم الروحية

موقع الكويت الاستراتيجي جغرافياً جعلها متصالحة مع نفسها ومع الآخر

المسيحيون في مصر ليسوا جالية بل أهل بلد وجزء أصيل من المجتمع

الكنيسة لا تتدخل في السياسة واضطهاد المسيحيين في مصر تصرفات فردية

التلاسن بين رجال الدين مسيحيين ومسلمين شخصي لا يمثل المؤسسات الدينية
فيما قدرغبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك ودول الانتشار، عدد المسيحيين الكاثوليك في الكويت بـ850 ألف شخص، بينهم 4 آلاف مصري، مؤكدا أن الجاليات فيها تنعم بحرياتها الدينية، أعرب عن أمله في ان يعاد النظر لإيجاد أماكن عبادة أكثر لاستيعاب هذه الأعداد الضخمة.

وقال البطريرك إسحق، في لقاء مع «الراي» على هامش زيارته الأولى للكويت، ان «الكويت دولة مشهود لها باحتضان مختلف الثقافات والأديان».


وفيما أكد ان «الكنيسة لا تتدخل في الشأن السياسي، بل بدأت تعي أن دورها أن تساعد الشباب ومختلف أبنائها على الانخراط والاندماج في مجتمع الدولة المدنية»، بين ان «مزاعم اضطهاد المسيحيين في مصر، الصادرة عن بعض المنظمات، لا تعبر عن عموم المصريين».

ورداً على سؤال حول التلاسن الذي يحدث بين بعض رجال الدين الإسلامي والمسيحي، أجاب بالقول «التلاسن يخص الأشخاص ولا يعبر بأي حال من الأحوال عن المؤسسات الدينية الرسمية المسيحية والإسلامية»، وفيما يلي نص اللقاء.

• ما سبب زيارة غبطتكم للكويت؟

هذه زيارة رعوية تفقدية للوقوف على حالة الجالية في الكويت، والتواصل معهم بشكل مباشر، فهم لهم في قلوبنا نفس المكانة والأهمية التي لرعيتنا في مصر، ورغم أن هناك من الآباء الأساقفة والكهنة من سبق لهم زيارة الرعية وتفقد أحوالها، إلا أنني أؤمن بضرورة التواصل المباشر معهم والاستماع إليهم، فجميع أبناء الرعية متساوون ولهم علينا حق التفقد والسؤال عنهم.

وكان مقرراً زيارة الكويت العام الماضي، لكن تصادف أن تزامن ذلك مع فقدان الكنيسة القبطية الكاثوليكية لأحد رعاتها وهو مطران ابراشية الأقصر المتنيح الأنبا يؤانس زكريا، الأمر الذي حال دون المجيء إلى الكويت، وها نحن الآن وسط رعيتنا.

• ما تقييمكم للحرية الدينية في الكويت؟

الكويت دولة مشهود لها باحتضان مختلف الثقافات والأديان، ولعل موقعها الجغرافي الحيوي كنقطة التقاء بين أقاليم ثقافية وتجارية متباينة، وكذلك عمل الكويتيين على مدار تاريخهم بمهنة التجارة، من أبرز أسباب هذا المناخ الإيجابي المتصالح مع نفسه ومع الآخر، ولمست بالفعل حالة الحريات الدينية التي تنعم بها مختلف الجاليات هنا على أرض الكويت. وهذا يعود إلى الموروث الثقافي الكويتي الإيجابي عبر تاريخها، ولطالما كانت ولاتزال الكويت منارة ثقافية، وأنا شخصياً من المتابعين للحركة الثقافية والفكرية في الكويت من خلال منتدياتها التي تقام طوال العام، كما أحرص على قراءة مجلة العربي بما تمثله من زخم ثقافي عربي كبير، وكذلك عالم المعرفة التي تقدم أفضل الكتب والدراسات المترجمة، وفي بلد يعيش نهضة ثقافية بهذا النوع، من الطبيعي أن تجده يتمتع بروح التعايش وقبول واحترام الآخر.

• تخرج من وقت لآخر تقارير صادرة عن منظمات قبطية في المهجر، تزعم ان ثمة اضطهاد للأقباط في مصر، ما موقفكم مِن هذه المنظمات وَمِمَّا تزعمه من اضطهاد؟

لا يمكن تعميم هذه الظاهرة، كما أن كلمة أقباط تعني كل المصريين، لذلك هم مصريون في المهجر، لذلك قد تكون هناك أصوات معينة تفعل ذلك لكنها لاتعبر عن عموم المصريين، فالمسيحيون والمسلمون يعيشون في المهجر ويقدمون كل الخير لبلادهم، ولدينا نماذج الدكتور مجدي يعقوب والدكتور فاروق الباز وغيرهما كثيرون.

أما كلمة اضطهاد فهي ليست بالمعنى المتفق عليه، ولكنها تصرفات نتيجة جهل وعدم وعي، وقد يكون هناك بعض التمييزعلى مستوى محدود في العمل والتعيينات في بعض المواقف التي تؤثر على النسيج الوطني، ونحن كمسيحيين جزء أصيل من المجتمع المصري، نؤثر ونتأثر بكل ما يحدث في المجتمع، ولسنا جالية، بل أصحاب بلد.

• كم عدد الرعية التي ترعاها الكنيسة الكاثوليكية في الكويت؟ هل جميعهم من المصريين؟ وهل لهم أي مطالب محددة؟

الكاثوليك في الكويت نحو 850 ألفاً من جنسيات مختلفة بينهم أكثر من أربعة آلاف قبطي كاثوليكي، وربما المشكلة الأساسية في عدم استيعاب مباني الكنيسة لهذا العدد الضخم نظراً لاختلاف اللغات والطقوس الدينية، مما يجعل إقامة الصلوات والشعائر أمرا بالغ التعقيد. ونأمل ان يعاد النظر في ايجاد أماكن أكثر لاستيعاب الأعداد الكبيرة.

• ما الرسالة التي توجهها غبطتكم للرعية في الكويت؟

رعيتنا في الكويت يختلف وضعها عن رعايانا في أوروبا وأميركا واسترالياً، فهم لايعانون أزمة اختلاف الثقافات واللغة، بل هم في بلدهم الثاني الكويت، ورسالتنا لكل رعايانا في دول الانتشار التمسك بالقيم الروحية والعمل بكل جد واجتهاد لتقديم أفضل صورة عن وطنهم الأم مصر.

• تحدثت تقارير صحافية عن ان تدخل الكنيسة في السياسة ينتقص من شعبيتها وحياديتها، ما صحة هذه التقارير؟ وما رأيكم في خوض الكنيسة في أمور سياسية؟

الكنيسة لاتتدخل في الشأن السياسي، بل بدأت تعي أن دورها مساعدة الشباب ومختلف أبنائها على الانخراط والاندماج في مجتمع الدولة المدنية عن وعي وتكوين سليم، ونعمل بكل جهد على ترسيخ فكرة المواطنة الحقيقية، ونشجع على الجمع بين التراث الأصيل والاندماج في المجتمع الجديد من أجل التأثير والتأثر. ودور الكنيسة يكون أكثر تركيزاً في المجالات الروحية والإنسانية والثقافية والتنموية، ونريد أن يكون كل المسيحيين مواطنين ملتزمين تجاه وطنهم. وكل مواطن مصري مسؤول عن الوطن وعندما اتحدث فذلك لكوني مواطناً مصرياً كبقية المواطنين، ولست مسؤولاً إدارياً أو سياسياً.

• كيف تتعامل الكنيسة مع حالات التلاسن بين رجال دين مسيحيين ومسلمين في بعض القنوات الفضائية؟

التلاسن يخص الأشخاص ولا يعبر بأي حال من الأحوال عن المؤسسات الدينية الرسمية المسيحية والإسلامية، وعلى كل شخص لديه أداة إعلامية أن يعي أنه ملتزم تجاه الوطن، ولا يجب أن يبحث عن المال والشهرة على حساب النسيج الوطني، ومثل هذه التلاسنات لا تبني أوطاناً، وأكرر أن هذا التلاسن مواقف شخصية محدودة لاتعبر بأي حال من الأحوال عن المؤسسات الدينية الرسمية، ولا عن روح المجتمع المصري.

رأي... وموقف

موقف ترامب من المسلمين ... غزل انتخابي

سألت «الراي» البطريرك اسحق عن تقييمه لدعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي أطلقها أثناء فترة المنافسة الانتخابية على كرسي الرئاسة، لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة الأميركية، فأجاب قائلاً: لا بد ان نفرق بين الدعايات الانتخابية والواقع عندما ينتخب المرشح، وأعتقد ان هناك كلاما كثيرا جداً لا يمكننا ان نحكم عليه ومن بينه هذه الدعوة.

واضاف: المرشح يحاول ان يغازل الناخب، لكن بعد انتخابه لا يكون منفرداً وخصوصاً انه في أميركا ثمة توجهات ثابتة وواضحة بالرغم من تغير الأشخاص، لا نستطيع الحكم على أي شيء قاله ترامب. ونأمل من الرئيس المنتخب الجديد وكل معاونيه ان يتم العمل للخير العام فأميركا دولة كبيرة وتتحكم في أمور كثيرة.

المسلمون في مصر... ليسوا ضيوفاً

حول التصريح الذي أطلق وأثار لغطاً في حينها عندما قال الأنبا بيشوى ان «المسلمين المصريين ضيوف على مصر»، علق البطريرك قائلاً: يجيب عن هذا السؤال نيافة الأنبا بيشوي، ويجب ألا نخرج الجمل من سياقها، لكن لا أحد يقبل بأن يقال على الآخر انه ضيف، فكلنا أصحاب بلد. من يذهب لأميركا ويأخذ الجنسية يقول أنا أميركي فما بالنا بالمولودين في مصر. ربما كان يقصد الأنبا بيشوي الحقبة التاريخية وان المسيحيين كانوا متواجدين في مصر قبل مجيء المسلمين. مصر بلد تفتح أحضانها للجميع ولذلك فهى أم الدنيا.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي