«الدوامة» كشفت وسامة «رأفت الهجان»... و«البريء» أكثر أدواره تعقيداً

المصريون ودّعوا «ساحر السينما» محمود عبدالعزيز

تصغير
تكبير
شيّع مئات المصريين ونجوم الفن جثمان الفنان المصري الراحل محمود عبدالعزيز، والذي غيبه الموت ليل أول من أمس في مستشفى الصفا في حي المهندسين بالجيزة، عن عمر ناهز السبعين عاماً بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان، وإصابته بالأنيميا الحادة.

ووسط مشاركة كبيرة من نجوم الفن، أدى المشيعون صلاة الجنازة على «الساحر» في مسجد الشرطة بمدينة الشيخ زايد(30 كيلو مترا جنوب القاهرة) قبل نقله إلى مقابر الأسرة بمسقط رأسه في مقابر منطقة أم خبيب في مدينة الإسكندرية (شمال غربي مصر).


ولم تتوقف زوجة الراحل، الإعلامية بوسي شلبي، عن البكاء، وظهرت بحالة نفسية سيئة، وكذلك الحال بالنسبة إلى أبنائه.

وحضر خلال تشييع الجنازة النجوم حسين فهمي، كريم عبدالعزيز، محمد هنيدي، أشرف زكي، أحمد السقا، دلال عبدالعزيز، إلهام شاهين، ليلى علوي، عزت العلاليلي، زيزي مصطفى، يوسف شعبان، لبلبة، الكاتب وحيد حامد، داود عبد السيد، الإعلامي طارق علام، المخرج محمد عبدالعزيز، رجاء حسين، سامح الصريطي، إيهاب فهمي، فاروق الفيشاوي، محمد حماقي، الراقصة دينا، المنتج محمد العدل، سهير رمزي، وطارق لطفي.

حظيت حياة النجم الراحل، والذي ولد في الرابع من يونيو العام 1946 في منطقة الورديان الشعبية، في مدينة الإسكندرية، بمحطات كثيرة لن ينساها الجمهور. وبعد انتقاله إلى القاهرة، جاء ظهوره الأول العام 1973 في مسلسل «الدوامة» من بطولة الفنان محمود ياسين والفنانة نيللي، مع المخرج نور الدمرداش، لتخطف وسامته عيون المخرجين، وليصبح نجماً سينمائياً ينافس نجوم شباك سبقوه في دخول هذا المجال، فجاءت البداية مع فيلم «الحفيد» مع المخرج عاطف سالم.

استطاع محمود عبدالعزيز، الاستفادة جيداً من كل الفرص التي سنحت له في عالم السينما، وعرف جيداً أن الوسامة بوابة عبور، لكن بقاءه نجماً في هذا العالم، يتطلب منه مزيداً من الجهد في اختيار أدوار تكتب اسمه بحروف من نور على واجهات دور العرض السينمائية، فشهدت فترة الثمانينات انتقاله لأدوار مختلفة، لا تقوم في الأساس على قصص الحب والرومانسية، فشاهدناه في «العذراء والشعر الأبيض»، «العار»، «الجري مع الوحوش»، «الكيف»، «تزوير في أوراق رسمية»، «الجوع»، «أبناء وقتلة»، «البريء»، والذي كان أحد أكثر أدواره تعقيداً.

ثم أتحفنا في مطلع التسعينات بشخصية الشيخ حسني في فيلم «الكيت كات»، الذي يعتبره كثير من النقاد، من أهم أدواره السينمائية.

نجاحات محمود عبدالعزيز، انتقلت معه من السينما إلى التلفزيون، فقدم عدداً كبيراً من أشهر المسلسلات، منها «رأفت الهجان»، «البشاير»، «باب الخلق»، «جبل الحلال» ومسلسل «راس الغول»، الذي كان آخر أعماله وقدمه في رمضان الماضي.

«الدوامة»... والبداية

دائماً ما تكون البداية محطة مهمة في تاريخ الفنان، فهي البوابة التي سيتعرف من خلالها الجمهور عليه، ولحسن حظ محمود عبدالعزيز كانت بدايته مميزة لدرجة كبيرة. فما من شاب كان يفكر في التمثيل، لم يحلم بأن يكون عمله الأول مع مخرج التلفزيون الأشهر - آنذاك - نور الدمرداش، الذي اختاره للمشاركة في عمل حقق نجاحاً وانتشاراً كبيراً إلى يومنا هذا، هو «الدوامة» العام 1973 مع عدد كبير من نجوم تلك الفترة، منهم محمود ياسين، نيللي ويوسف فخر الدين.

وشهور قليلة فصلته عن الوقوف للمرة الأولى أمام كاميرا السينما، في فيلم «الحفيد» العام 1974، مع مخرج مهم أيضاً، هو عاطف سالم، وفيلم روج له على أنه الجزء الثاني من فيلم شهير وناجح «أم العروسة»، واستطاع محمود عبدالعزيز بحضوره، أن يلفت الأنظار إليه.

«حتى آخر العمر»

وبدأ المنتج رمسيس نجيب في العام 1975 إنتاج فيلم «حتى آخر العمر»، لعرضه بالتزامن مع انتصارات حرب أكتوبر، وتم اختيار الفنان حسين فهمي لبطولة الفيلم، على أن تشاركه ملكة جمال الكون للعام 1971، اللبنانية جورجينا رزق، إلا أن حسين اعتذر، ليقع الاختيار على الوجه الجديد محمود عبدالعزيز ليصبح «حتى آخر العمر» انطلاقته الأولى في عالم البطولة.

«الكيت كات»

فترة التسعينات هي فترة «السنوات الذهبية» في مشوار محمود عبدالعزيز، ففي العام 1991 اختاره المخرج داوود عبدالسيد، ليجسد شخصية الشيخ حسني الكفيف في فيلم «الكيت كات»، المأخوذ عن رواية «مالك الحزين» للروائي إبراهيم أصلان.

ونجاح آخر أضافه محمود عبدالعزيز إلى مشواره الفني، عندما قدم شخصية الساحر منصور بهجت، الذي يخاف على ابنته، وفي الوقت الذي يعتقد أن إغلاقه الباب عليها، يحميها من المجتمع والفساد الذي بات منتشراً فيه بسبب غياب الأخلاق، يكتشف أنه لا يعرف شيئاً عن ابنته.

نجاحات التلفزيون

نجح الفنان الراحل في تحقيق نجاحات كبيرة في التلفزيون، وأبرزها دور رأفت الهجان في المسلسل الذي حمل اسم الشخصية نفسها. محمود لم يكن المرشح الأول للمسلسل، وإنما رُشح له بعد اعتذار الفنان عادل إمام، الذي خشي أن يكرر نفسه، بعد نجاحه في مسلسل ينتمي إلى النوعية نفسها، مأخوذ عن ملف المخابرات المصرية، وهو «دموع في عيون وقحة».

وقدم بعد 12 سنة من «رأفت الهجان»، مسلسل «محمود المصري»، ثم تغيب عن الدراما التلفزيونية لـ 8 سنوات، حتى أعاده مسلسل «باب الخلق» في العام 2012، وفي 2014 قدم شخصية أبو هيبة في «جبل الحلال»، وكان آخر ظهور له في رمضان الماضي 2016، من خلال مسلسل «راس الغول».

رحل عاقد الحاجبين... غليظ الأمعاء خفيف الظل

| بيروت - من محمد حسن حجازي |

محمود عبد العزيز، لم يكن مريضاً لفترة طويلة، وكل ما كان يعرف عنه منذ عمله في الفن أنه يعاني من «الأمعاء الغليظة» التي أرهقته وحتمت عليه الراحة بعد أي جهد يبذله، وهي سبب نفخة بطنه التي تلاشت مع مرضه أخيراً، وعلاجه سراً في باريس التي تردد عليها مرات عدة، لكن الجراحة التي أجراها في اللثة لم تكن ناجحة، فعاش الفنان الكبير محمود عبدالعزيز، تداعياتها في مستشفى الصفاء، الذي غصّ بالأحبة، لكن أحداً لم يره في حقبة العلاج غير الطويلة، التي انتهت برحيله.

كان معروفاً بتلك العقدة العفوية التي ترتسم بين عينيه، وعندما لفته أحد الصحافيين إليها بادره مازحاً: «لأول مرة أسمع حاجة مفيدة من صحافي» (وضحكا معاً)، ومن يومها راح محمود ينتبه لضرورة التخفيف منها، وخلال تصوير أعماله كان يأخذ نصف ساعة للراحة وينام على ظهره لزوم راحة أمعائه، بينما لم تكن جلسته لتُفوّت من كثرة تعليقاته ونوادره التي كان يقصّها بطريقته ويضحك مثل السامعين من أعماق قلبه.

قضيته مع الموسيقار سيد مكاوي جاءت لتخدم أسلوب تجسيده شخصية الذي لا يرى بعينيه، لكنه يرى بعقله أفضل من الأصحاء، فكل كلمة قالها في حوار «الكيت كات» كانت بروح الموسيقار مكاوي الذي هنّأه على نجاحه الجماهيري الواسع في الفيلم وأبلغه أنه «زادها حبتين»، لكن الذي يعرف جلسات مكاوي وتعليقاته يدرك كم أخذ محمود الأسلوب منه للعب الدور. ونتذكر العام 1994 أننا التقيناه في ساحة معهد العالم العربي في باريس وكان دعي مع الفيلم للتباري في مسابقة مهرجان السينما العربية في باريس، وسألناه يومها: «هل سيحصد الجائزة الأولى من المهرجان للفيلم الذي يمر على المهرجانات ويفوز فيها جميعاً؟»، فرد بأسلوبه الهزلي: «والله والله ما أنا جايب جايزة، نق نق يا خويا»، وكان على حق ولم يأخذ الفيلم جائزة وفاز هو وحده كأفضل ممثل.

وفي الوقت الذي كان يصوّر فيه «درب الهوى» مع المخرج حسام الدين مصطفى في استوديو الأهرام، وكان مشهد ممانعة عاطفية بينه وبين الفنانة الراحلة مديحة كامل، في ديكور غرفة نوم، وما إن انتهى المشهد بحضورنا، صرخ محمود: «كلو يطلع برّا»، وأغلق باب الغرفة في الديكور منعزلاً مع مديحة، لبضع دقائق.

الكلام عنه يعني محاولة نقل صور متعددة عن خفة دمه وشخصيته الشعبية الشفافة، وكان يسألنا كلما التقيناه في القاهرة أو سواها من العواصم عن جميلات لبنان قائلاً: «إيه أخبار أحلى مزز في العالم، ده ما فيش زيّهم في أي مكان».

هذه المرة ينام محمود ملء جفنيه، وهو الذي يعاني أرقاً دائماً من أمعائه الغليظة، وعندما سأله أحد معاونيه عن أمعائه، أجابه: «لو سألتني تاني حضربك بيه».

فنان كبير يخسره العرب وليس مصر وحدها، سيترك فراغاً في وقت ما عادت ماكينة النجوم تصنع أسماء جديدة.

أشعلوا «المواقع» بصوره والذكريات والمواقف

نجوم الفن من أجيال مختلفة لـ «الراي»: فنه باقٍ... وضحكته لا تنسى

| القاهرة- من سالي أشرف |

ما إن تم الإعلان عن خبر وفاة «الساحر» محمود عبدالعزيز، مساء أول من أمس، حتى أصيب جمهوره وعشاق فنه ونجوم الفن، بصدمة. فاشتعلت مواقع «السوشيال ميديا» بالتعليقات التي رثت الفنان الراحل، واستذكرت أهم أدواره وإنجازاته الفنية على مدار مشواره الغني.

«الراي» تحدثت إلى عدد من الفنانين، الذين اعتبروا أن «الساحر باق بأعماله الفنية الثرية... وأن ضحكته لا تنسى».

وأضافت لـ «الراي»، أنها لم تر فناناً مخلصاً لعمله إلى هذا الحد، مشيرة إلى أن ضحكته لا تنسى.

وقامت الفنانة رانيا فريد شوقي، عبر مواقع الإعلام، بسرد ذكرياتها مع محمود عبدالعزيز. وكتبت أنها تتذكر أنه أثناء طفولتها كان يأتي إلى منزلهم لمقابلة والدها الفنان الراحل فريد شوقي، وكان يلعب معها هي وشقيقتها، مؤكدة على أن الراحل، ورغم نجوميته في ذلك الوقت، لم يحاول ولو لمرة أن يشترط كتابة اسمه قبل اسم فريد شوقي. وأضافت: «كان يبكي بحزن شديد على وفاة والدي، وحين يراه على الشاشة كان يقرأ له الفاتحة ويترحم عليه».

وعبّرت عبير صبري عن حزنها على رحيل«الساحر»، متوجهة بالدعاء لأسرته بأن يلهمهم الله الصبر والسلوان.

ونعت الفنانة مي عز الدين الساحر، وأكدت على أنه باقٍ بأعمالة الفنية.

وقال الفنان كريم عبدالعزيز، عبر صفحته الشخصية على«إنستغرام»إنه من الجيل الذي تربى على مسلسل «رأفت الهجان»، وكان من أشد المعجبين بالفنان الراحل.

ودعا النجم نبيل الحلفاوي، متابعيه الدعاء لمحمود عبدالعزيز، قائلاً: «بقدر ما رسم لكم الابتسامة اقرأوا له الفاتحة».

وكتبت المطربة شيرين أيضاً: «وداعاً ساحر السينما المصرية، سحرتنا بخُلقك وفنك العظيم، أكيد هتوحشنا أوي».

ودعت الفنانة ليلى علوي كل متابعيها على «فيس بوك»، الدعاء له، وأن يصبرها الله على فراقه.وقال الفنان شريف منير: «توفي أبي، وأنا حزين كل الحزن عليه، ولكن هذا المقطع من فيلم الكيت كات بعدما وقعنا في النيل ووقعنا ضحك بعدها لن أنساه».

وقال الفنان إيمان البحر درويش: «مات حبيبي محمود عبدالعزيز وأبي في فيلم تزوير في أوراق رسمية».

بدوره، عبّر الفنان سمير غانم عن حزنه الشديد على فراق رفيق دربه، لافتاً إلى أنه لم يكن يتوقع أن يرحل بهذه السرعة بعد مرضه، خصوصاً وأنه كان يأمل له الشفاء وكانت صحته تتحسن.

أما دلال عبدالعزيز، فأصيبت بالصدمة من داخل مستشفى الصفا بالمهندسين، قائلة: «كنت هناك لزيارته والاطمئنان عليه، ولكن صدمت بعد إعلان الأطباء خبر الوفاة».

وأصيبت زيزي مصطفى بنوبة من البكاء الشديد، حتى أنها حين أجابت على الاتصال الهاتفي، كان كلامها متقطعاً بسبب الحزن الذي امتلكها.

وودعته الفنانة اللبنانية دوللي شاهين بكلمات من الحزن والأسى، وقالت: «كان لي الشرف أن أقف أمام هذا الجبل السينمائي الكبير محمود عبدالعزيز في مسلسل راس الغول، فأنا لم أر فناناً بقدر موهبته العظيمة، وبرحيله خسرنا عموداً آخر من أعمدة الفن المصري والعربي».

وقالت الفنانة لبلبة لـ«الراي»، إنها كانت دائمة الاطمئنان عليه من صديقتها بوسي، لافتة إلى أن خبر وفاته أصابها بالحزن لفراقه.

ولم تتمالك الفنانة إلهام شاهين نفسها، فبكت على رفيق دربها وصديقها محمود عبدالعزيز، وقالت لـ «الراي»: «ربنا يرحمه ويثبته عند السؤال، وهتوحشنا يا محمود، آسفة مش قادرة أتكلم».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي