No Script

وقل رب زدني علماً

حب الخلود

تصغير
تكبير
عندما يخاف الإنسان من شيء ما يتحاشاه بكل السبل، ويبتعد عنه قدراستطاعته، ترى لماذا يفعل ذلك ؟ لأنه يخاف على حياته، ويريد البقاء في الحياة الدنيا أطول مدة ممكنة، لكي يتمتع بما فيها، غريزة، وجدت فينا حب الحياة وكراهية الموت، فهناك أسباب كثيرة ووجهات نظرمتعددة لذلك الأمر حسب نوعية الناس واقترابهم من الله سبحانه وتعالى أو ابتعادهم عنه، كافر، وملحد ومشرك بالله وبالبعث بعد الموت، فالحياة عندهم هي كل شيء (ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لويعمّر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بالعباد ) البقرة 69، الكافر والمشرك والملحد تجمعهم هذه الصفة حب الخلود في الدنيا، ولكن هيهات فأعمارهم محدودة فيها كغيرهم، وهناك سبيل آخرلواتبعوه وسلكوه واستقامواعليه، لخلدوا إلى الأبد في جنة الرحمن وليس بألف سنة فقط، والجزاء من جنس العمل، ولا يظلم ربك أحدا، وقد يكون للعاصي نصيب من ذلك وهو الذي أخذته الدنيا بكل ما فيها عن الآخرة، ولكنه اذا كان موحدا، وبرحمة من الله تعالى سيخرج من النار إلى الجنة بفضل الشفاعات يوم القيامة, أما المؤمن الحقيقي فلا يخاف الموت، إنما هو لا يتمناه، وذلك لسبب وجيه لأن استمراره في الحياة مع عمله الصالح سبب في ارتقائه في درجات الجنان، ففي كل يوم بل وفي كل ثانية يستطيع كسب الحسنات بأعمال بسيطة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ) رواة مسلم، ولا ننسى ليلة القدر، فبإدراكها كل سنة تثقل الميزان بالحسنات, أما عدم خوف المؤمن من الموت، فلأنه حسب حسابه فقام بواجبه تجاه ربه وعباده، فإنه يرجو رحمة ربه بدخوله الجنة والابتعاد عن النار، فلماذا يخاف الموت ؟

nn477601@
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي