«سلام يا شيخ»

تصغير
تكبير
أبوظبي - صدر حديثاً عن أكاديمية الشعر في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، كتاب جديد تحت عنوان «بنية اللغة في الشعر النبطي»... تحليل لنص قصيدة «سلام يا شيخ» للشاعر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، للأستاذ الدكتور عبدالملك مرتاض، أحد أعضاء لجنة التحكيم لمسابقة «أمير الشعراء» التي تقام في أبو ظبي.

جاء إصدار الديوان في طبعة ملونة من القطع الصغير، حيث تصدّر مقدمته نص لقصيدة «سلام يا شيخ» وفي مقدمة أبياتها:

سلام يا شيخٍ إذا سار قدام

يصبح طموح النصر يتبع اقدامه

كلٍ يقول البرق من قبضته شام

لي جردت يمناه هيبة حسامه

شيخٍ من عيون الرمد تل الاحلام

ويتل من عين المعادي منامه

مثل السواري فارع الطول لي قام

رفت له الأعلام حيت مقامه

وعلى الغلاف الأخير للكتاب نقرأ عبارة توضيحية للكتاب كتبها مرتاض يقول فيها «كتبنا قبل هذا الكتاب عن الشعراء من كل الطبقات الاجتماعية في المشرق والمغرب، فكان لا بدّ من كتابة شيء عن الأدب الإماراتي الذي لم ينل العناية التي هو أهل لها من النقاد العرب، ومن النقاد الإماراتيين أنفسهم. وأن الحب الذي يحمله الكتاب في قلبه لبلد من البلدان، أو شاعر من الشعراء، كثيرا ما يكون وراء تذليل العقبات الكأداء، والصعوبات الفنية والتقنية التي تساور سبيله أثناء إنجاز مثل هذه الأعمال التحليلية التي تقرأ العمل الشعري».

وضمّ الكتاب الجديد بين دفتيه خمسة مستويات، جاء عنوان المستوى الأول قراءة تداولية للمسكوت عنه في نص قصيدة «سلام يا شيخ» للشاعر الشيخ محمد بن زايد، ليوضح إجراء تحليل القصيدة النبطية ومفهوم التداولية واضراب الاستعمال وتحليل قصيدة سلام يا شيخ بإجراء المسكوت عنه.

أما المستوى الثاني، فتناول شرح بنية اللغة الشعرية في القصيدة، سواء اللغة المعجمية واللغة الفنية في القصيدة، والمستوى الثالث تناول جانب التحليل التشاكلي للقصيدة، إذ قدم مقدمة شاملة عن مفهوم التشاكل.

كما تضمن المستوى الرابع تحليل الحيز الشعري في قصيدة «سلام يا شيخ»، أما المستوى الخامس فقد عكس جمالية الإيقاع في القصيدة وذلك من خلال تقديمة لـ «ملحق» من القصيدة تعكس هذا الجانب.

تعود قصة هذا الكتاب، وفقاً لما يرويه مرتاض في زيارته لأبو ظبي لفت انتباهه نص شعري نبطي جميل مكتوب على لوحة أنيقة بخط بارز، وهو نص «عيال زايد»، فأخذه جمال النص، وأسره نبل العاطفة التي يعبر عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في هذه القصيدة فانبهر لهذا التواضع الاستثنائي، ولهذا الموقف الإنساني الكبير، فما عهد قائداً يثني على جنوده فيشيد ببلائهم في المعارك، وينوه بخصالهم في ساحة الهيجاء، حتى قرأ هذا النص البديع.

وكان يومها عائداً أدراجه إلى الجزائر، فلم يستطع أن يحمل شيئاً معه من ذلك النص إلا أثر الإحساس بالإعجاب به، وبعظمة الموقف الذي يسجله للجنود الإماراتيين الأشاوس، وبالاحتفاظ بالرغبة الجامحة في أن يكتب عن هذا النص شيئاً ما. وبمجرد أن عاد إلى أبوظبي بحث عن تلك القصيدة، والتي اقترح لها عنواناً مستوحى من مضمونها وهو «سلام يا شيخ».

ثم بدأ الدكتور يقرأ النصين الاثنين معاً، قراءة بعد قراءة، حتى استقر عزمه على تركيز القراءة التحليلية على القصيدة الثانية، مع إقراره بجمال القصيدة الأولى أيضاً وعمق مضمونها ونبل عاطفتها. الجدير بالذكر، أن مرتاض (1935) أستاذ جامعي وأديب جزائري حاصل على الدكتوراه في الأدب. ويعمل حاليا كأستاذ لمقياس الأدب الجزائري.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي