فواصل فكرية

تواصلٌ لا أحبه

تصغير
تكبير
ما زلت متمسكةً بـ «تويتر» كموقع التواصل الاجتماعي الوحيد الذي استخدمه، معتزلةً ما سواه من المواقع التي - من وجهة نظري على الأقل - نوع من التواصل الزائد على حده. وسأظل متمسكة بما يُثريني ويزيدني علماً ويطوّرني ذهنياً ونفسياً، معتزلةً كل ما أرى فيه ضرر نفسي وروحي واجتماعي.

قد يختلف معي الكثير من الناس، أولهم أهلي وأصحابي، فعدم تواجدي في «الانستغرام» و«السناب»، يُمثّل عزلةً شخصيةً متعاليةً عنهم، وأحترم وجهة نظرهم وأقدرها، لكنني أرى أثر تعرّي البيوت يوماً بعد يوم. وأرى تهدّم العلاقات، وكشف الأسرار، حتى انني رأيت الكذب وتزوير الحقائق والمبالغة والتهويل، وكل الصفات التي لا يحب العاقل أن يرى نفسه تُجر إليها، فينخدع بها ويضل.


فالهدية التي يهديها لك زوجك، أمر من خصوصيات العلاقة الزوجية لا يصح أن يطلع عليه القريب والبعيد. وغرفة نومك جزء محرم من المنزل من غير اللائق تصويرها للعامة. أما تفاصيل حياتك اليومية فلا داعي أبداً لنشرها واستخدامها كوسيلة تواصل وتفاعل.

لا أنكر ولا أتجرأ على نكران الفائدة التي قد ينالها أحدنا من تلك المواقع، لكنها فائدة تجر الضرر ما لم نُحكّم عقولنا دوماً ونتمسك بوعينا أبداً. فالانجرار وراء التفاهة أسهل بكثير من طلب العلم والفائدة.

في نهاية المطاف تظل أنت صاحب القرار، فكيف تقضي يومك، وعلى ماذا تصرف وقتك وعمرك، وكيف تصون عوراتك وتحافظ على نفسك، فأنت مُحاسب وأنت مُخيّر، والحياة التي تعيشها حياتك أنت، ولا أحد سواك.

@anwar1992m
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي