بلسم روح الحياة / التغيير الحقيقي
يحكى أن رجلاً بسيطاً كان يعيش مع أسرته في قرية متواضعة ومعزولة، يفصلها عن بقية المعمورة جبل صغير ارتفاعه حوالي مئة متر، وكان سبيل أهل القرية للوصول للمدينة هو صعود الجبل أو الالتفاف حوله بطريق يبلغ طوله خمسين من الكيلومترات، أما إذا ما تمت إزالة هذا الجبل فسيقطع أهالي القرية المسافة فقط بحوالي ثمانية كيلو متر. طالب أهل القرية السلطات المختصة بحل هذه المعضلة لكن السلطات تعللت بضعف إمكانياتها. وفي أحد الأيام تعرضت زوجة ذلك الرجل لحادث من جراء تسلقها هذا الجبل وأصيبت بكسور، عندها قرر هذا الزوج عدم الاستسلام لهذا الواقع، فاستل فأساً ومطرقة وراح يعمل نفقاً في هذا الجبل وبقى يعمل على مدى 22 عاماً تساعده زوجته فقط، وأخيراً استطاع هذا الرجل تحرير القرية من تعب ومشقة حوالي 40 كيلومتراً من الجهود الإضافية المبذولة للوصول إلى المدينة.
هذه القصة ليست ضرباً من الخيال، إنها قصة معجزة حقيقية بطلها رجل هندي يُدعى داشرات مانجي استطاع تغيير واقعه وواقع أهله وكل قريته بأدوات بسيطة وبمساعدة زوجته الصبورة فقط ورغم أنه توفي في 17 /8 /2007م، إلا أنه وبفضل انجازه هذا بقى حياً في القلوب.
من منا لا يطمح أن يحسن واقعه، لكن الرغبة في التغيير لا تكفي إذا لم تقترن بالإرادة الحقيقية في إحداث هذا التغيير وربطه بالعمل والمثابرة على تحقيقه وهذا الأمر يرتبط باكتشاف أعماق ذواتنا والوقوف على حقيقة أنفسنا وإمكانياتنا، بعدها سنجد أن المستحيل أصبح ممكناً بفضل إرادتنا في إحداث التغيير الذي مصدره داخل كل فرد فينا، والذي سيتحول بواسطة العمل والمثابرة إلى انجازات تظهر إبداعاتنا وتفوقنا.
حين سئل أحد الأغنياء الأميركيين كيف أصبحت مليونيراً؟ أجاب أولاً قررت قراراً جاداً أن أكون مليونيراً، وثانياً عملت بعد هذا القرار لكي أصير مليونيراً.
وهذا يعني أن التغيير يتم بقرار جاد، ومحاولة تحقيق هذا القرار بإصرار، فالتغيير يعني التحويل القائم على الفكر والتدبر والتخطيط المسبق لتغيير الواقع الذي نعيشه إلى الواقع الذي نتمناه. وهنا تجدر الإشارة على أن إمكانية الخطأ أو الفشل محدودة ويمكن السيطرة عليها عن طريق التخطيط المسبق والنتائج المحسوبة والمتوقعة. وهذا التغيير نابع من القلب ويختلف عن التغيير الناتج كردة فعل لأن الأخير سيكون تأثيره مؤقتاً .
لماذا نحتاج إلى التغيير؟
إن للتغيير أهمية كبيرة على حياتنا فهو:
1 - يشعرنا بالسعادة وفيه كسر لروتين الحياة اليومية القاتل والمدمر.
2 - يعطينا الثقة بالذات ويجعلنا نكتشف مكامن قوتنا ونعمل على الاستفادة منها وسد ثغرات ضعفنا، وتجعلنا قادرين على تحمل المسؤولية ومواجهة التحديات.
3 - ينمي قدرتك على التفكير وحل المشكلات التي تواجهك بطريقة أفضل وأكثر عقلانية .
4 - يزيد من إمكانية عمل موازنة لكل جوانب حياتك، وبالتالي تضمن لنفسك الراحة النفسية والبدنية.
ولكن ما هي الخطوات التي تؤمن لنا التغيير المناسب والمهم لحياتنا؟
الخطوة الأولى والأهم هي أن تقر وتعترف بوجود مشكلة، والرغبة الأكيدة في إحداث التغيير والنابع من ذاتنا.
ثانياً: الرجوع للذات ووضع رؤية واضحة لوضعك في كل مجالات حياتك، وذلك يساعد على تحديد الطريق نحو نجاح التغيير.
ثالثاً: تحويل الأحلام إلى أهداف، والتركيز على تحقيق ذلك بدل التركيز على الصعوبات والخوف من الفشل.
رابعاً: كن واثقاً بقدراتك وبنفسك فإذا كنت تعتقد أنك قادر على تحقيق ما تصبو إليه فان ذلك سيكون ممكناً ، أما إذا كان اعتقادك باستحالة تحقيق حلمك فإنك ستغدو عاجزاً عن تحقيقه.
خامساً: لا تؤجل ولا تتردد واغتنم الفرصة المواتية التي قد لا تتكرر، وامتلك الإرادة والشجاعة في استثمار هذه الفرص فوراً ودون تسويف .
سادساً: لا تدع الخوف من الفشل يمنع رغبة التغيير عندك، وبدلاً من ذلك واجه التحديات والمخاوف وستجد أن تلك المخاوف لم تكن إلا وهماً.
سابعاً: ركز على الإيجابيات في حياتك واستمتع بها وابتعد عن التفكير السلبي المحبط.
ثامناً: لا تستعجل النتائج فالصبر الجميل والثبات هو مفتاح تحقيق أهدافك على العكس من الاستعجال والنفَس القصير الذي قد يضيع عليك ما تحلم به وتريد أن تناله.
تاسعاً: كل ما ذكرناه آنفاً صحيح ولكن رغم ذلك سيبقى ناقصاً ما لم تبادر لتغيير ذاتك أولاً، بعدها سيتغير العالم من حولك.
إن التغيير أمر ضروري لحياتنا ، حيث إن لكل منا هدفا ومرادا يسعى لتحقيقه، وذلك ليس ضرباً من الخيال والوهم طالما أنك تمتلك الإرادة والعزيمة والقدرات والمواهب . صحيح أن دربك لن تكون سهلة ومفروشة بالورود ولكن شتان ما بين الصعب والمستحيل لأن الصعب يعني العناء والتعب، لكن المستحيل يعني الموت وإلغاء الذات.
سأل الممكن المستحيل أين تقيم؟ فأجابه: في أحلام العاجز.
لذلك نقول ابدأ بتغيير ذاتك ولا تتعب نفسك في تغيير الآخرين، لأنك عندما تتغير ستجد أن الآخرين قد تغيروا.
وتذكروا، أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
* مدرب الحياة والتفكير الإيجابي
Twitter : t_almutairi
Instagram: t_almutairii
[email protected]
هذه القصة ليست ضرباً من الخيال، إنها قصة معجزة حقيقية بطلها رجل هندي يُدعى داشرات مانجي استطاع تغيير واقعه وواقع أهله وكل قريته بأدوات بسيطة وبمساعدة زوجته الصبورة فقط ورغم أنه توفي في 17 /8 /2007م، إلا أنه وبفضل انجازه هذا بقى حياً في القلوب.
من منا لا يطمح أن يحسن واقعه، لكن الرغبة في التغيير لا تكفي إذا لم تقترن بالإرادة الحقيقية في إحداث هذا التغيير وربطه بالعمل والمثابرة على تحقيقه وهذا الأمر يرتبط باكتشاف أعماق ذواتنا والوقوف على حقيقة أنفسنا وإمكانياتنا، بعدها سنجد أن المستحيل أصبح ممكناً بفضل إرادتنا في إحداث التغيير الذي مصدره داخل كل فرد فينا، والذي سيتحول بواسطة العمل والمثابرة إلى انجازات تظهر إبداعاتنا وتفوقنا.
حين سئل أحد الأغنياء الأميركيين كيف أصبحت مليونيراً؟ أجاب أولاً قررت قراراً جاداً أن أكون مليونيراً، وثانياً عملت بعد هذا القرار لكي أصير مليونيراً.
وهذا يعني أن التغيير يتم بقرار جاد، ومحاولة تحقيق هذا القرار بإصرار، فالتغيير يعني التحويل القائم على الفكر والتدبر والتخطيط المسبق لتغيير الواقع الذي نعيشه إلى الواقع الذي نتمناه. وهنا تجدر الإشارة على أن إمكانية الخطأ أو الفشل محدودة ويمكن السيطرة عليها عن طريق التخطيط المسبق والنتائج المحسوبة والمتوقعة. وهذا التغيير نابع من القلب ويختلف عن التغيير الناتج كردة فعل لأن الأخير سيكون تأثيره مؤقتاً .
لماذا نحتاج إلى التغيير؟
إن للتغيير أهمية كبيرة على حياتنا فهو:
1 - يشعرنا بالسعادة وفيه كسر لروتين الحياة اليومية القاتل والمدمر.
2 - يعطينا الثقة بالذات ويجعلنا نكتشف مكامن قوتنا ونعمل على الاستفادة منها وسد ثغرات ضعفنا، وتجعلنا قادرين على تحمل المسؤولية ومواجهة التحديات.
3 - ينمي قدرتك على التفكير وحل المشكلات التي تواجهك بطريقة أفضل وأكثر عقلانية .
4 - يزيد من إمكانية عمل موازنة لكل جوانب حياتك، وبالتالي تضمن لنفسك الراحة النفسية والبدنية.
ولكن ما هي الخطوات التي تؤمن لنا التغيير المناسب والمهم لحياتنا؟
الخطوة الأولى والأهم هي أن تقر وتعترف بوجود مشكلة، والرغبة الأكيدة في إحداث التغيير والنابع من ذاتنا.
ثانياً: الرجوع للذات ووضع رؤية واضحة لوضعك في كل مجالات حياتك، وذلك يساعد على تحديد الطريق نحو نجاح التغيير.
ثالثاً: تحويل الأحلام إلى أهداف، والتركيز على تحقيق ذلك بدل التركيز على الصعوبات والخوف من الفشل.
رابعاً: كن واثقاً بقدراتك وبنفسك فإذا كنت تعتقد أنك قادر على تحقيق ما تصبو إليه فان ذلك سيكون ممكناً ، أما إذا كان اعتقادك باستحالة تحقيق حلمك فإنك ستغدو عاجزاً عن تحقيقه.
خامساً: لا تؤجل ولا تتردد واغتنم الفرصة المواتية التي قد لا تتكرر، وامتلك الإرادة والشجاعة في استثمار هذه الفرص فوراً ودون تسويف .
سادساً: لا تدع الخوف من الفشل يمنع رغبة التغيير عندك، وبدلاً من ذلك واجه التحديات والمخاوف وستجد أن تلك المخاوف لم تكن إلا وهماً.
سابعاً: ركز على الإيجابيات في حياتك واستمتع بها وابتعد عن التفكير السلبي المحبط.
ثامناً: لا تستعجل النتائج فالصبر الجميل والثبات هو مفتاح تحقيق أهدافك على العكس من الاستعجال والنفَس القصير الذي قد يضيع عليك ما تحلم به وتريد أن تناله.
تاسعاً: كل ما ذكرناه آنفاً صحيح ولكن رغم ذلك سيبقى ناقصاً ما لم تبادر لتغيير ذاتك أولاً، بعدها سيتغير العالم من حولك.
إن التغيير أمر ضروري لحياتنا ، حيث إن لكل منا هدفا ومرادا يسعى لتحقيقه، وذلك ليس ضرباً من الخيال والوهم طالما أنك تمتلك الإرادة والعزيمة والقدرات والمواهب . صحيح أن دربك لن تكون سهلة ومفروشة بالورود ولكن شتان ما بين الصعب والمستحيل لأن الصعب يعني العناء والتعب، لكن المستحيل يعني الموت وإلغاء الذات.
سأل الممكن المستحيل أين تقيم؟ فأجابه: في أحلام العاجز.
لذلك نقول ابدأ بتغيير ذاتك ولا تتعب نفسك في تغيير الآخرين، لأنك عندما تتغير ستجد أن الآخرين قد تغيروا.
وتذكروا، أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
* مدرب الحياة والتفكير الإيجابي
Twitter : t_almutairi
Instagram: t_almutairii
[email protected]