الرياض تهدد برفع إنتاجها بشكل قياسي لخفض الأسعار

الحرب النفطية لم تنته بعد!

u062eu0627u0644u062f u0627u0644u0641u0627u0644u062d
خالد الفالح
تصغير
تكبير
السعوديون لوحوا بزيادة الإنتاج إلى 12 مليون برميل يومياً

الخطوة جاءت رداً على تأكيد إيران عدم رغبتها في تثبيت إنتاجها

سعر «الكويتي» ينخفض 58 سنتاً إلى 40.98 دولار
رويترز - كشفت مصادر في «أوبك» أن خلافاً في شأن النفط بين السعودية ومنافستها إيران، طفا مجددا على السطح، في اجتماع لخبراء المنظمة الأسبوع الماضي، مع تهديد الرياض بزيادة إنتاجها النفطي بقوة لخفض الأسعار، إذا رفضت طهران فرض قيود على معروضها، وفقاً لأربعة مصادر حضروا الاجتماع.

وأوضح أحد المصادر، أن «السعوديين هددوا بزيادة إنتاجهم إلى 11 مليون برميل يومياً وحتى 12 مليون برميل يومياً، ما سيخفض أسعار النفط وهددوا بالانسحاب من الاجتماع».

وامتنعت قيادة منظمة «أوبك» عن التعليق على المناقشات التي جرت خلال الاجتماعات المغلقة الأسبوع الماضي، ورفض مندوبو «أوبك» السعوديون والإيرانيون التعليق بشكل رسمي.

وأفادت المصادر أن التهديد السعودي جاء عقب اعتراضات إيران، التي قالت إنها غير راغبة في تثبيت إنتاجها، وانها يجب أن تعفى من مثل هذه القيود، في الوقت الذي يتعافى فيه إنتاجها بعد رفع عقوبات الاتحاد الأوروبي التي كانت مفروضة عليها. ويحيي التهديد السعودي ذكريات حرب الإمدادات، التي بدأتها الرياض بنهاية 2014، لاستعادة الحصة السوقية من المنتجين مرتفعي التكلفة. وانتقدت إيران وغيرها من أعضاء «أوبك» بشدة الاستراتيجية السعودية. وخففت الرياض موقفها منذ تعيين خالد الفالح وزيرا للطاقة في مايو الماضي.

وفي سبتمبر اتفقت «أوبك» في اجتماع بالجزائر على خفض مبدئي متواضع لإنتاج النفط، وذلك في أول اتفاق من نوعه منذ 2008 مع منح وضع خاص لليبيا ونيجريا وإيران التي تضرر إنتاجها بفعل الحروب والعقوبات.

وتسلط إثارة توترات جديدة وهو ما لوحظ في اجتماع الخبراء الأسبوع الماضي الضوء على الطبيعة الهشة لاتفاقات «أوبك». وأمام المنظمة طريق طويل قبل أن تحول اتفاقها الأولي في الجزائر إلى اتفاق حقيقي.

وقالت مصادر حضرت اجتماع الخبراء في 28 أكتوبر إن التهديد السعودي بزيادة الإنتاج كان مفاجئا حتى لحلفاء الرياض الخليجيين في «أوبك».

وقال مصدر إن الوفد السعودي لدى «أوبك» طلب إلغاء اجتماع اليوم التالي مع المنتجين من خارج المنظمة مثل روسيا في 29 أكتوبر نظرا لاعتراض إيران على الاتفاق. لكن جرى إقناعهم من قبل الأعضاء الآخرين بحضور الاجتماع لتفادي إحراج المنظمة.

وأفاد مصدر ثالث غير إيراني في «أوبك» «شعرنا كما لو أنهم يرغبون في فشل الاجتماع»، مشيرا إلى السعوديين.

وقد أبلغ الوفد السعودي لدى «أوبك» نظيره الإيراني أن طهران يجب أن تثبت إنتاجها عند 3.66 مليون برميل يوميا، وهو أحدث تقدير لإنتاج إيران من قبل خبراء «أوبك» المعروفين بالمصادر الثانوية.

وأعلنت إيران أن إنتاجها بلغ 3.85 مليون برميل يوميا في سبتمبر، وقالت إنها ستقيد إنتاجها عند ما يعادل 12.7 في المئة من إجمالي سقف إنتاج «أوبك» أي 4.2 مليون برميل يوميا. وقالت مصادر بـ «أوبك» إن الحجة المضادة التي قدمتها إيران في الاجتماع أن السعودية رفعت إنتاجها نحو مليون برميل يوميا منذ 2014، وأنها تحاول في الوقت الحالي إقناع الآخرين بأنها ستخفض الإنتاج 400 ألف برميل يوميا للتوصل إلى اتفاق رغم أن الرياض ربحت بالفعل إنتاجا وإيرادات إضافية.

وقال علي كاردور العضو المنتدب لشركة النفط الوطنية الإيرانية لموقع معلومات وزارة النفط «العمل في قطاع النفط مثل العمل في جبهات الحرب، وعلينا أن نحافظ على مواقعنا بزيادة طاقتنا الإنتاجية قدر ما نستطيع».

وأضاف يوم الاثنين «اجتماع أوبك المقبل يقترب ولن نتوقف عن استعادة حصتنا في المنظمة»، مضيفا أن إنتاج إيران من النفط الخام يقترب من 4 ملايين برميل يوميا.

وكانت مصادر بـ «أوبك» قالت إن المملكة عرضت خفض إنتاجها من ذروته في فصل الصيف البالغة 10.7 مليون برميل يوميا إلى 10.2 مليون برميل يوميا إذا وافقت إيران على تثبيت إنتاجها عند مستويات بين 3.6 و3.7 مليون برميل يوميا تقريبا.

ومضى الاجتماع مع المنتجين غير الأعضاء في «أوبك» يوم السبت قدما، لكنهم لم يتعهدوا بالتزامات محددة.

وتجتمع لجنة الخبراء رفيعة المستوى مجددا في فيينا في 25 نوفمبر للانتهاء من التفاصيل قبل اجتماع وزراء «أوبك» المقبل في 30 نوفمبر. وقال محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة «أوبك» إنه «متفائل» بالتوصل إلى اتفاق نهائي.

وقال مندوب بـ «أوبك» حضر اجتماع يوم الجمعة إنه مازال يأمل في التوصل إلى اتفاق في نوفمبر. وأضاف المندوب «يمكن النظر إلى الأمر من زاويا مختلفة. حقيقة أن المناقشات مازالت مستمرة، وهو أمر إيجابي. سيعكفون على الأمر مع اقتراب اجتماع الوزراء».

«الكويتي»

انخفض سعر برميل النفط الكويتي 58 سنتاً في تداولات الخميس ليبلغ 40.98 دولار، مقابل 41.56 دولار للبرميل يوم الأربعاء، وذلك وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.

وفي الأسواق العالمية انخفضت أسعار النفط نحو واحد في المئة بسبب زيادة مخزونات الخام الأميركي فضلا عن تشكك المستثمرين حول إمكانية منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) تطبيق خفض إنتاجها المزمع تنفيذه.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي