مفاجآتٌ حرمته الفوز من الدورة الاولى وحبستْ الأنفاس
عون الرئيس 13 للبنان بغالبية «غير مريحة» في جلسةٍ أُفقدت... «هيْبتها»
عون لدى وصوله أمس الى القصر الرئاسي (رويترز)
رنّ الجرس في قاعة الجلسات العامة في البرلمان اللبناني. البعض اعتبره «جرس» الإيذان باستعادة الجمهورية من كنف الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية الذي «استوطنها» منذ 25 مايو 2014، والبعض الآخر رأى فيه «جرس الحقّ اللي رجع لصحابه»، والبعض الآخر تعاطى معه على انه «جرس العودة» ربع قرن ونيّف الى الوراء.
هو «الاثنين الأبيض» لزعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون الذي صار الرئيس 13 للبنان منذ الاستقلال والجنرال الرابع الذي يدخل «القصر»، وهو «الاثنين الأسود» لقوى سياسية اعترضتْ على انتخابه وفي مقدّمها رئيس البرلمان نبيه بري والنائب سليمان فرنجية، كما لجمهورٍ من فريق «14 آذار «اعتبر وصوله «يوماً حزيناً» ولم يقتنع بكل الحيثيات التي قُدّمت للسير بأحد أبرز أركان فريق «8 آذار» من قبل ركنيْ «ثورة الأرز» الرئيس سعد الحريري وحزب «القوات اللبنانية».
لم يأتِ استيلاد الرئيس الخامس في جمهورية الطائف وتحديداً منذ 1989 سهلاً لا من حيث مفارقات جلسة الانتخاب التي سادها «حبْس أنفاس» ولا من حيث دلالات ان يكون «فخامة العماد» أقسم امس اليمين على دستور الطائف، ذاك الاتفاق الذي شكّل الجنرال» أشرس الرافضين له قبل 27 عاماً والذي «تمرّد» على شرعيته آنذاك فأُخرج عنوة من القصر الذي كان دخله رئيساً لحكومة عسكرية انتقالية في أعقاب فراغ 1988 الرئاسي، وها هو اليوم يعود «على متنه» وهذه المرة رئيساً للجمهورية بعد أطول فراغ في تاريخ الجمهورية ناهز 900 يوم.
بـ 83 صوتاً وفي دورة الاقتراع الثانية (وبعد دورتين لم تُحتسبا) وبمواجهة «الأوراق البيض»، أُعلن عون رئيساً للجمهورية بحضور كامل أعضاء البرلمان الـ 127 (هناك مقعد شاغر بالاستقالة) ونحو 180 شخصية من المدعوين (سفراء وقادة أمنيين وقضاة وكبار موظفي الدولة ورؤساء سابقين وإعلاميين وعائلة عون وأحفاده)، شهدوا إسدال الستار على فصل جديد من «سباق الازمات» الذي تعيشه جمهورية الطائف منذ ولادتها والتي عبّرت عن نفسها عند كل «منعطف» من الاستحقاقات الرئاسية الاربعة التي عرفتها والتي انتهى اثنان منها بالتمديد واثنان بشغورٍ مخيف.
ومن خلف خطوط التفاؤل والتشاؤم بالعهد الجديد، التأمت الجلسة 46 لانتخاب رئيس بنصابٍ كامل استدعى عودة النائب عقاب صقر (من كتلة الحريري) بعد غياب نحو 5 سنوات عن لبنان لأسباب أمنية والنائب عصام صوايا (من كتلة عون) المنقطع عن بيروت منذ أعوام.
ولم تلبث الجلسة ان فُتحت على مفاجآت توالت وكادت ان «تكهرب» الأجواء وأشاعت لبعض الوقت مخاوف من امكان انفلات الأمور.
فبعدما كانت كل المؤشرات تدلّ على ان عون سيفوز من الدورة الأولى التي تتطلب أكثرية الثلثين (86 نائباً) وانه سيحصد ما يفوق 90 صوتاً، كانت المفاجأة «الثقيلة» بأنه نال 84 صوتاً، مقابل 36 ورقة بيضاء و6 أوراق ملغاة وصوت للنائبة جيلبرت زوين (من كتلته).
وشكّلت هذه «الصدمة» اشارة سلبية الى وجود قرارٍ ما بكسْر اندفاعة عهد عون وإفقاده الطابع الإجماعي، وهو ما كانت عبّرت عنه خطوة المرشح النائب سليمان فرنجية بالانسحاب المسبق قبل يومين من الجلسة لمصلحة الاوراق البيض، في سياق الرغبة في عدم تشتيت الأصوات المعترضة على انتخاب عون وجمْعها «تحت سقف واحد».
ومع الانتقال الى الدورة الثانية التي تتطلب أكثرية 65 صوتاً للفوز فيها، حصل ما لم يكن في الحسبان اذ أسفرت عملية الاقتراع عن «ضبط» 128 ظرفاً في صندوقة الاقتراع الزجاجية عوض 127، الامر الذي حتّم إعادة الاقتراع بعد رفض عدد من النواب اقتراح الرئيس نبيه بري بإجراء الفرز واذا تبين ان الظرف الاضافي لا يبدّل في النتيجة يجري غضّ النظر عن هذا الخطأ.
على ان الاقتراع الثالث حمل تكرار ظاهرة «الظرف الشبح» الذي رفع عدد الظروف مجدداً الى 128 وسط استغراب الحاضرين، ورصْد لردّ فعل العماد عون، وسط تساؤلات عما اذا كان الأمر في سياق محاولة لنسف الجلسة وإرجاء الانتخاب.
ومع بدء بعض النواب بتبادل المزاح، تدخّل بري بنبرة حادة وقال: «يا عيب الشوم، ما يصل ليس موضوع فخر واعتزاز فنحن في حضرة سفراء وممثلي دول وكل اللبنانيين يتابعون ما يجري».
وعلى وقع «اللعب بالأعصاب»، وملامح رغبة في إفقاد الانتخاب هيْبته وتحويل الجلسة الى ما يشبه «المهزلة»، جرى تبادُل أكثر من اقتراح لمنْع تكرار إمرار «الظرف الملغوم»، ووقع الخيار على ان لا يُمرَّر صندوق الاقتراع على النواب في مقاعدهم بل ان يوضع في منتصف القاعة امام امكان جلوس الحكومة رئيساً وأعضاء، على ان يتولى «حراسته» من الجانبين النائبين انطوان زهرا ومروان حمادة للتثبت من إنزال كل نائب ظرفاً واحداً، وهو ما جرى وسط أعصاب مشدودة وأفضى الى إحصاء 127 ظرفاً في الصندوقة، وتالياً بدء الاقتراع السري لدورة النصف زائد واحد.
وبنتيجة الفرز، نال عون 83 صوتاً مقابل 36 ورقة بيضاء وسبعة أصوات ملغاة وصوت للنائبة ستريدا سمير جعجع، فأُعلن عون رئيساً للجمهورية (مع مفارقة ان أصوات 14 آذار كانت الغالبة في التصويت له) وسط تصفيق الحاضرين ليكون الرئيس الاول في جمهورية «الطائف» الذي يفوز في دورة ثانية علماً ان الرئيسين اميل لحود وميشال سليمان فاز كل منهما بـ 118 صوتاً.
وفور تلاوة المحضر، أعلن بري افتتاح جلسة جديدة بدأها بكلمة توجّه فيها الى عون، مؤكداً أن «الاولويات تنطلق من التفاهم على قانون عصري للانتخابات وهذا لا يحقق الا باعتماد النسبية (...)»، متوجهاً الى عون «يسرني ان ارحب بكم تحت قبة البرلمان الذي انت تحت اركان شرعيته» في ما اعتُبر «لطشة» الى «الجنرال» على خلفية تشكيكه بشرعية البرلمان الذي عاد وقبِل بأن ينتخبه رئيساً.
وبعدها أدى الرئيس المنتخَب اليمين الدستورية، ثم ألقى خطاب القسَم قبل ان يتقبل التهاني في مقرّ البرلمان مع بري لينتقل بعدها مباشرة في السيارة الرئاسية الى القصر بحماية الحرس الجمهوري وطائرات مروحية حلقت على طول الطريق الى بعبدا، حيث استُقبل عون بإطلاق المدفعية 21 طلقة ترحيب، وعزفت موسيقى الجيش النشيد الوطني، ورُفعت الاعلام اللبنانية على القصر وبيت الرئيس، فيما أطلقت السفن في مرفأ بيروت الصفارات ابتهاجاً، بينما كان الرئيس المنتخب يستعرض ثلة من الحرس الجمهوري، ويستقبل المهنئين بعدها.
ميريام كلينك «مفاجأة» الجلسة وماذا بين «زوربا» والبرلمان؟
| بيروت - «الراي» |
في دورتيْ الاقتراع اللتين تخلّلتهما عملية فرز، تبيّن ان عدد الأوراق البيض تَجاوز المتوقّع بما بين صوتين و 4 أصوات، علماً أن أبرز المصوّتين بالأبيض هم كتلة بري (14 نائباً) والمعترضين من كتلة الحريري (كانوا مقدّرين قبل الجلسة بما بين 4 و 7)، والمستقلين (6) وكتلة النائب فرنجية (3 أصوات) والرافضين من كتلة النائب وليد جنبلاط (كانوا مقدّرين بين 2 و 4) اضافة الى الرئيس نجيب ميقاتي والنائب احمد كرامي.
وفيما بدا واضحاً ان كتلة «الكتائب» (5 نواب) صوّتت في الدورتين بورقة كُتب عليها «ثورة الأرز في خدمة لبنان»، برز في الدورة الأولى وضع ورقة كُتب عليها اسم عارضة الأزياء والمغنية ميريام كلينك المعروفة بجرأتها، الامر الذي أثار هرجاً ومرجاً مع مزاح وتهكّم، لا سيما بعدما اعلن الرئيس نبيه بري اعتبار الورقة التي حملت اسمها ملغاة.
وفي الدورة الثانية، كانت مفاجأة أخرى بوضع ورقة ألغيت وكُتب عليها ZORBA THE GREEK (زوربا اليوناني)، واخرى جاء فيها: «مجلس شرعي ام غير شرعي».
ارتياح سوري وإيراني
| دمشق - من جانبلات شكاي |
عبّرت صحيفة «الوطن» السورية الخاصة المقربة من مراكز صنع القرار في دمشق، عن مدى الرضا الذي اجتاح النظام بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للبنان كأحد رموز محور المقاومة.
وإذ كانت تغطية وسائل الإعلام السورية بمختلف أنواعها متواضعة، وحضر خبر الانتخابات الرئاسية اللبنانية كرفع عتب ربما أو حتى أنه غاب عن الصفحات الاولى في الصحف الرسمية، كما لم تنقل أمس محطات التلفزة سواء منها الرسمية أو الخاصة مباشرة وقائع جلسة مجلس النواب اللبناني مكتفية بشريط الاخبار العاجل، تميزت صحيفة «الوطن» الخاصة بإفراد كامل نصف الصفحة الأولى العلوي لمقال تحليلي عن انتخاب عون تحت مانشيت «بأغلبية أصوات مجلس النواب اللبناني.. العماد عون اليوم رئيساً للجمهورية»، بل إن الصحيفة اعتبرت في مقال آخر «استقرار لبنان استقرار لسورية».
ورغم المعارك الطاحنة التي تشهدها مدينة حلب، فضّلت «الوطن» افراد هذه المساحة للخبر اللبناني الأهم، معتبرة وصول عون إلى سدة الرئاسة بمثابة «استكمال للربح السياسي» الذي كان تحدث عنه الأمين العام لحزب الله حسن نصر اللـه.
واعتبرت «الوطن» يوم وصول عون إلى الرئاسة بمثابة «انتصار محور المقاومة، وانتصار سورية وحلفاؤها في لبنان (...)».
وفي طهران (د ب ا)، هنأ وزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف، «جميع اللبنانيين» على انتخاب عون. وأضاف «ان الاستقرار والتطوير سيكون من نصيب اللبنانيين متى ما اتخذوا قرارات بلادهم بأنفسهم».
هو «الاثنين الأبيض» لزعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون الذي صار الرئيس 13 للبنان منذ الاستقلال والجنرال الرابع الذي يدخل «القصر»، وهو «الاثنين الأسود» لقوى سياسية اعترضتْ على انتخابه وفي مقدّمها رئيس البرلمان نبيه بري والنائب سليمان فرنجية، كما لجمهورٍ من فريق «14 آذار «اعتبر وصوله «يوماً حزيناً» ولم يقتنع بكل الحيثيات التي قُدّمت للسير بأحد أبرز أركان فريق «8 آذار» من قبل ركنيْ «ثورة الأرز» الرئيس سعد الحريري وحزب «القوات اللبنانية».
لم يأتِ استيلاد الرئيس الخامس في جمهورية الطائف وتحديداً منذ 1989 سهلاً لا من حيث مفارقات جلسة الانتخاب التي سادها «حبْس أنفاس» ولا من حيث دلالات ان يكون «فخامة العماد» أقسم امس اليمين على دستور الطائف، ذاك الاتفاق الذي شكّل الجنرال» أشرس الرافضين له قبل 27 عاماً والذي «تمرّد» على شرعيته آنذاك فأُخرج عنوة من القصر الذي كان دخله رئيساً لحكومة عسكرية انتقالية في أعقاب فراغ 1988 الرئاسي، وها هو اليوم يعود «على متنه» وهذه المرة رئيساً للجمهورية بعد أطول فراغ في تاريخ الجمهورية ناهز 900 يوم.
بـ 83 صوتاً وفي دورة الاقتراع الثانية (وبعد دورتين لم تُحتسبا) وبمواجهة «الأوراق البيض»، أُعلن عون رئيساً للجمهورية بحضور كامل أعضاء البرلمان الـ 127 (هناك مقعد شاغر بالاستقالة) ونحو 180 شخصية من المدعوين (سفراء وقادة أمنيين وقضاة وكبار موظفي الدولة ورؤساء سابقين وإعلاميين وعائلة عون وأحفاده)، شهدوا إسدال الستار على فصل جديد من «سباق الازمات» الذي تعيشه جمهورية الطائف منذ ولادتها والتي عبّرت عن نفسها عند كل «منعطف» من الاستحقاقات الرئاسية الاربعة التي عرفتها والتي انتهى اثنان منها بالتمديد واثنان بشغورٍ مخيف.
ومن خلف خطوط التفاؤل والتشاؤم بالعهد الجديد، التأمت الجلسة 46 لانتخاب رئيس بنصابٍ كامل استدعى عودة النائب عقاب صقر (من كتلة الحريري) بعد غياب نحو 5 سنوات عن لبنان لأسباب أمنية والنائب عصام صوايا (من كتلة عون) المنقطع عن بيروت منذ أعوام.
ولم تلبث الجلسة ان فُتحت على مفاجآت توالت وكادت ان «تكهرب» الأجواء وأشاعت لبعض الوقت مخاوف من امكان انفلات الأمور.
فبعدما كانت كل المؤشرات تدلّ على ان عون سيفوز من الدورة الأولى التي تتطلب أكثرية الثلثين (86 نائباً) وانه سيحصد ما يفوق 90 صوتاً، كانت المفاجأة «الثقيلة» بأنه نال 84 صوتاً، مقابل 36 ورقة بيضاء و6 أوراق ملغاة وصوت للنائبة جيلبرت زوين (من كتلته).
وشكّلت هذه «الصدمة» اشارة سلبية الى وجود قرارٍ ما بكسْر اندفاعة عهد عون وإفقاده الطابع الإجماعي، وهو ما كانت عبّرت عنه خطوة المرشح النائب سليمان فرنجية بالانسحاب المسبق قبل يومين من الجلسة لمصلحة الاوراق البيض، في سياق الرغبة في عدم تشتيت الأصوات المعترضة على انتخاب عون وجمْعها «تحت سقف واحد».
ومع الانتقال الى الدورة الثانية التي تتطلب أكثرية 65 صوتاً للفوز فيها، حصل ما لم يكن في الحسبان اذ أسفرت عملية الاقتراع عن «ضبط» 128 ظرفاً في صندوقة الاقتراع الزجاجية عوض 127، الامر الذي حتّم إعادة الاقتراع بعد رفض عدد من النواب اقتراح الرئيس نبيه بري بإجراء الفرز واذا تبين ان الظرف الاضافي لا يبدّل في النتيجة يجري غضّ النظر عن هذا الخطأ.
على ان الاقتراع الثالث حمل تكرار ظاهرة «الظرف الشبح» الذي رفع عدد الظروف مجدداً الى 128 وسط استغراب الحاضرين، ورصْد لردّ فعل العماد عون، وسط تساؤلات عما اذا كان الأمر في سياق محاولة لنسف الجلسة وإرجاء الانتخاب.
ومع بدء بعض النواب بتبادل المزاح، تدخّل بري بنبرة حادة وقال: «يا عيب الشوم، ما يصل ليس موضوع فخر واعتزاز فنحن في حضرة سفراء وممثلي دول وكل اللبنانيين يتابعون ما يجري».
وعلى وقع «اللعب بالأعصاب»، وملامح رغبة في إفقاد الانتخاب هيْبته وتحويل الجلسة الى ما يشبه «المهزلة»، جرى تبادُل أكثر من اقتراح لمنْع تكرار إمرار «الظرف الملغوم»، ووقع الخيار على ان لا يُمرَّر صندوق الاقتراع على النواب في مقاعدهم بل ان يوضع في منتصف القاعة امام امكان جلوس الحكومة رئيساً وأعضاء، على ان يتولى «حراسته» من الجانبين النائبين انطوان زهرا ومروان حمادة للتثبت من إنزال كل نائب ظرفاً واحداً، وهو ما جرى وسط أعصاب مشدودة وأفضى الى إحصاء 127 ظرفاً في الصندوقة، وتالياً بدء الاقتراع السري لدورة النصف زائد واحد.
وبنتيجة الفرز، نال عون 83 صوتاً مقابل 36 ورقة بيضاء وسبعة أصوات ملغاة وصوت للنائبة ستريدا سمير جعجع، فأُعلن عون رئيساً للجمهورية (مع مفارقة ان أصوات 14 آذار كانت الغالبة في التصويت له) وسط تصفيق الحاضرين ليكون الرئيس الاول في جمهورية «الطائف» الذي يفوز في دورة ثانية علماً ان الرئيسين اميل لحود وميشال سليمان فاز كل منهما بـ 118 صوتاً.
وفور تلاوة المحضر، أعلن بري افتتاح جلسة جديدة بدأها بكلمة توجّه فيها الى عون، مؤكداً أن «الاولويات تنطلق من التفاهم على قانون عصري للانتخابات وهذا لا يحقق الا باعتماد النسبية (...)»، متوجهاً الى عون «يسرني ان ارحب بكم تحت قبة البرلمان الذي انت تحت اركان شرعيته» في ما اعتُبر «لطشة» الى «الجنرال» على خلفية تشكيكه بشرعية البرلمان الذي عاد وقبِل بأن ينتخبه رئيساً.
وبعدها أدى الرئيس المنتخَب اليمين الدستورية، ثم ألقى خطاب القسَم قبل ان يتقبل التهاني في مقرّ البرلمان مع بري لينتقل بعدها مباشرة في السيارة الرئاسية الى القصر بحماية الحرس الجمهوري وطائرات مروحية حلقت على طول الطريق الى بعبدا، حيث استُقبل عون بإطلاق المدفعية 21 طلقة ترحيب، وعزفت موسيقى الجيش النشيد الوطني، ورُفعت الاعلام اللبنانية على القصر وبيت الرئيس، فيما أطلقت السفن في مرفأ بيروت الصفارات ابتهاجاً، بينما كان الرئيس المنتخب يستعرض ثلة من الحرس الجمهوري، ويستقبل المهنئين بعدها.
ميريام كلينك «مفاجأة» الجلسة وماذا بين «زوربا» والبرلمان؟
| بيروت - «الراي» |
في دورتيْ الاقتراع اللتين تخلّلتهما عملية فرز، تبيّن ان عدد الأوراق البيض تَجاوز المتوقّع بما بين صوتين و 4 أصوات، علماً أن أبرز المصوّتين بالأبيض هم كتلة بري (14 نائباً) والمعترضين من كتلة الحريري (كانوا مقدّرين قبل الجلسة بما بين 4 و 7)، والمستقلين (6) وكتلة النائب فرنجية (3 أصوات) والرافضين من كتلة النائب وليد جنبلاط (كانوا مقدّرين بين 2 و 4) اضافة الى الرئيس نجيب ميقاتي والنائب احمد كرامي.
وفيما بدا واضحاً ان كتلة «الكتائب» (5 نواب) صوّتت في الدورتين بورقة كُتب عليها «ثورة الأرز في خدمة لبنان»، برز في الدورة الأولى وضع ورقة كُتب عليها اسم عارضة الأزياء والمغنية ميريام كلينك المعروفة بجرأتها، الامر الذي أثار هرجاً ومرجاً مع مزاح وتهكّم، لا سيما بعدما اعلن الرئيس نبيه بري اعتبار الورقة التي حملت اسمها ملغاة.
وفي الدورة الثانية، كانت مفاجأة أخرى بوضع ورقة ألغيت وكُتب عليها ZORBA THE GREEK (زوربا اليوناني)، واخرى جاء فيها: «مجلس شرعي ام غير شرعي».
ارتياح سوري وإيراني
| دمشق - من جانبلات شكاي |
عبّرت صحيفة «الوطن» السورية الخاصة المقربة من مراكز صنع القرار في دمشق، عن مدى الرضا الذي اجتاح النظام بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للبنان كأحد رموز محور المقاومة.
وإذ كانت تغطية وسائل الإعلام السورية بمختلف أنواعها متواضعة، وحضر خبر الانتخابات الرئاسية اللبنانية كرفع عتب ربما أو حتى أنه غاب عن الصفحات الاولى في الصحف الرسمية، كما لم تنقل أمس محطات التلفزة سواء منها الرسمية أو الخاصة مباشرة وقائع جلسة مجلس النواب اللبناني مكتفية بشريط الاخبار العاجل، تميزت صحيفة «الوطن» الخاصة بإفراد كامل نصف الصفحة الأولى العلوي لمقال تحليلي عن انتخاب عون تحت مانشيت «بأغلبية أصوات مجلس النواب اللبناني.. العماد عون اليوم رئيساً للجمهورية»، بل إن الصحيفة اعتبرت في مقال آخر «استقرار لبنان استقرار لسورية».
ورغم المعارك الطاحنة التي تشهدها مدينة حلب، فضّلت «الوطن» افراد هذه المساحة للخبر اللبناني الأهم، معتبرة وصول عون إلى سدة الرئاسة بمثابة «استكمال للربح السياسي» الذي كان تحدث عنه الأمين العام لحزب الله حسن نصر اللـه.
واعتبرت «الوطن» يوم وصول عون إلى الرئاسة بمثابة «انتصار محور المقاومة، وانتصار سورية وحلفاؤها في لبنان (...)».
وفي طهران (د ب ا)، هنأ وزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف، «جميع اللبنانيين» على انتخاب عون. وأضاف «ان الاستقرار والتطوير سيكون من نصيب اللبنانيين متى ما اتخذوا قرارات بلادهم بأنفسهم».