ملحم بركات ودّع «آخر حفلاته» ... «وحدي أنا ماشي»

u062cu062bu0645u0627u0646 u0645u0644u062du0645 u0625u0644u0649 u0645u062bu0648u0627u0647 u0627u0644u0623u062eu064au0631
جثمان ملحم إلى مثواه الأخير
تصغير
تكبير
أصالة نادمة:

«لماذا لم نكن أقرب»؟... وشذى حسون تطلب المغفرة على «كبريائها الغبي»
طوى الموسيقار اللبناني ملحم بركات آخر «حفلاته الفنية» في وداعه أمس الذي تَوزّع بين الأشرفية في بيروت وصولاً الى مسقطه كفرشيما (بعبدا) وكان فيه أبو مجد مايسترو «معزوفة رحيله» التي لحّنها خصيصاً ليومه الأخير.

بالدموع والموسيقى والرقص والتصفيق والشِعر المفجوع، ودّع لبنان الرسمي والفني والشعبي ملحم بركات الذي أبى إلا أن يغني حتى في يوم الوداع، اذ صدح صوته وأغنياته وموسيقاه التي بكت وأبكت العائلة ونجوماً وأصدقاء ومحبين كانوا على الموعد ليلاقوا أبا مجد وهو يلوّح في صورة الرحيل... بخاطركم.


من كنيسة مار نقولا في الاشرفية، حيث أقيمت صلاة الجنازة التي ترأسها متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة بحضور حشد من السياسيين والفنانين اللبنانيين والعرب، بدت ملامح «العرس» الذي أوصى به ملحم بركات لوداعه الذي لم يشأه حزيناً بل مليئاً بالفرح الذي لطالما زرعه.

أمام الكنيسة كانت فرقته الموسيقية التي استقبلته بأشهر أغنياته وبينها «يمكن يجي نهار يبكينا المشوار»، وفي داخلها نعشٌ كُتب عليه الموسيقار ملحم انطون بركات واحتضنته القلوب المكسورة وقامات نجومٍ تَعاقبوا على «حراسته»، الى ان كان الرثاء المدوّي من «توأم» روح الموسيقار الشاعر نزار فرنسيس الذي أبكت كلماته الحاضرين وكل لبنان هو الذي توجّه الى الراحل: «تعبان سرّب قبل ترمو من الوجع، ولما الامل من طويل إيامو انقطع، سكّر ع حالو باب العمر وغفي... قوم ملحم قوم هيدي مش إلك، ليش الغفا؟ نبض الحياة بيسألك (...)».

ومع نقل النعش الى خارج الكنيسة للتوجه الى كفرشيما، كانت محطات شعبية في استقبال الموسيقار الذي توقّف في منطقة بعبدا التي تحتضن القصر الجمهوري، هو الذي كان في آخر إطلالاته على المسرح استعجل انتخاب العماد ميشال عون رئيساً وعودته الى القصر المهجور، لكنه رحل قبل ان يدخله الجنرال اليوم.

وفي مسقطه، كان الاستقبال الكبير على سجادة حمراء على وقع أغنياته التي وصلت الليل بالنهار والتي أدى المحبون على وقعها «رقصة النعش» الذي شقّ طريقه محمولاً على الأكتاف وسط نثر الأرز بصعوبة بالغة بين الحشود وصولاً الى كنيسة القديسين بطرس وبولس حيث أكملت العائلة تقبل التعازي قبل ان يوارى ابو مجد في الثرى وكأنه يخاطب محبيه بأغنيته الشهيرة «وحدي انا رح ابقى وحدي ماشي انا والسما على طول».

ولم يمرّ تشييع بركات من دون ان تصيبه «شظيات» إشكال عائلي كان حصل اول من امس مع منْع قريبين من الراحل ابنه ملحم جونيور من زوجته السابقة الفنانة مي حريري من دخول صالون الكنيسة في كفرشيما لتقبل التعازي بوالده مع شقيقيه وشقيقته من أبيه (من زوجته رندا عازار)، قبل ان يتمّ استيعاب الموقف بعد سماع صراخ وغضب من ملحم جونيور الذي استوقف كثيرين في جنازة «ابو مجد» امس انه كان يجلس في الكنيسة بعيداً عن العائلة والأصدقاء الذين كانوا يتقبلون التعازي، واكتفى بالجلوس قرب والدته مي التي شوهدت منهارة تبكي أكثر من مرة.

وكانت لافتة في وداع ملحم بركات إطلالة الفنانة الكبيرة ماجدة الرومي (ابنة كفرشيما) التي قطعت التعازي التي كانت تتقبلها بوالدتها لتشارك في «اليوم الأخير» لـ «ابو مجد» هي التي رثته قبلها بكلمات مؤثرة. علماً انها حضرت الى جانب عدد كبير من الفنانين بينهم راغب علامة، عاصي الحلاني، وليد توفيق، ملحم زين، معين شريف، وائل جسار، الفنان المصري عصام كاريكا الفنان التونسي صابر الرباعي، ناصيف زيتون، طوني حنا، وآخرين، اضافة الى مجموعة من السياسيين من وزراء ونواب وإعلاميين. وترافق التشييع مع سيل من التغريدات المودّعة لنجوم لبنانيين وعرب، بينها تغريدة واحدة لأصالة التي نعته قائلة: «ملحم بركات مبدع قدّم فنّه الخاص بشخصيّة خاصّة ورحل بهدوء ليترك في نفسي ونفوس الكثيرين ندم اعتدناه (لماذا لم نكن أقرب؟) رحمه الله».

اما الفنانة شذى حسون فاعتذرتْ من أبي مجد وكتبتْ: «لا اله الا الله ابو مجد ليه رحت عنا صديقي وعزيزي الله يرحمك ويا رب مثواك الجنة. ممكن رحت وانت بعدك زعلان مني، سامحني كبريائي الغبي خلاني ما ارجع اكلمك بس أنت كنت ودايما في القلب وقلبك الكبير اكيد حيغفرلي حتى وانت في السما الله يرحمك يا كبير».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي