وجع الحروف

... انعكاسات عودة «المقاطعين»!

تصغير
تكبير
أشرت في ما سبق من أعوام، إلى ضرورة المشاركة في العملية الانتخابية ترشيحا وانتخابا بعد تحصين نظام الصوت الواحد دستورياً.

وبما اننا نحترم المبادئ الدستورية? احترمنا كل من قاطع الانتخابات السابقة ويقاطع المقبلة من باب الحرية في إبداء الرأي والاختيار، ويقتصر دورنا على المشاركة في إبداء الرأي ويبقى بعدها دور المتلقي للنصيحة.


في هذه الانتخابات لمجلس 2016، تبين لنا في شكل واضح عودة «المقاطعين» للمشاركة في خوضها بعد انقطاع استمر لقرابة 4 أعوام.

وهذا الإقبال الكبير من قبل المقاطعين له انعكاسات على تركيبة المجلس القادم، وأظن أن ارتفاع نسبة المشاركة يأتي في مقدمتها إضافة إلى تغيير قد تختلف نسبه... ومن الصعب التنبؤ بهذه النسبة، لكنها تبقى بحدود نسبة الزيادة وجزء من نسبة المشاركة السابقة للناخبين الباحثين عن التغيير لأهداف مرتبطة في قرارات اتخذها المجلس الحالي كرفع الدعوم? زيادة الأسعار? البصمة الوراثية? والعلاج في الخارج? وتدني مستوى الخدمات.

كل يبحث عن الإصلاح من زاويته التي ترسم ملامحها تركيبته الثقافية وصلاحية النظرة يحددها جمهور الناخبين ومدى تفاعلهم مع مجريات الأمور في ظل التحديات المحلية والإقليمية.

يقول المثل الدارج «لكل زمان دولة ورجال»، وهذا المثل محبب إلي، فهو يرمي إلى استنتاج طبيعي له علاقة طردية بالزمن وتغيرات الأحداث التي تواكبه على المستويين الاجتماعي والسياسي.

فأي زمان نعيشه الآن؟ وما نوعية الرجال المطلوبة لمواكبة تحديات الزمن ومجرياته وغيره من العوامل المسببة للتغيير.

الثابت بين عناوين المتغيرات والمجريات، إنه لا يوجد كائن من كان، يقبل بأي ممارسة لها انعكاس سلبي على سلامة واستقرار الكويت ومؤسساتها ومواطنيها ومقيميها، لكن في المقابل لا يسمح المواطن الشريف بأي ممارسة أو أي نهج من شأنه توسيع الفجوة بين تطلعات الشعب وواقع ما يتلقاه من انقاص في استحقاقاته ومكتسباته التي نص عليها المشرع الكويتي.

لهذا السبب? أضحت مسألة تعايش المقاطعين مع الوضع من واجب وطني دفعهم للمشاركة وفق تبرير اختلف مضمونه من مرشح إلى آخر ومن كتلة وآخرى وإن كانت بعض الكتل ملتزمة بمبدأ المقاطعة كخيار لها.

أعتقد أن عودة المقاطعين بهذا العدد الكبير سيعزز نسبة المشاركة في الانتخابات المقبلة وتظل التركيبة مجهولة التوجه حتى هذه الساعة وستوضحها نتائج الانتخابات.

وعليه? أتمنى من الجميع من مرشحين وكتل وأفراد النأي بأنفسهم عن بعض الممارسات السلبية التي شهدتها قاعة عبدالله السالم ولجانه وكذلك الحال بالنسبة لمواقع التواصل الاجتماعي.

نريدها مشاركة إيجابية? ترفع من مستوى الأداء وتحسن العلاقة بين السلطات من جهة وتحافظ على المكتسبات الدستورية للمواطن من الجهة الآخرى.

إن الانعكاسات كثيرة ذكرنا بعضها في شكل موجز وسقفها وطبيعتها تعتمد على حسن اختيار قاعدة الناخبين لنواب مجلس 2016 الذي لا يد لنا عليه ولا نتحكم في اتجاهه وينحصر الدور في التوعية من باب توجيه النصح ليس إلا... والله المستعان.

[email protected]

Twitter: @Terki_ALazmi
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي