بعد مقال الثلاثاء الماضي المعنون بـ «لأنك وطني...» تنتهي المهلة للترشيح لمجلس أمة 2016. ... وأقفل باب الترشيح اليوم مع خالص تمنياتنا بالتوفيق والسداد لكل مرشح قدم أوراق ترشيحه من دافع وطني وبأجندة خالصة أخلاقية أهدافها مصوبة تجاه إصلاح ما يمكن إصلاحه.
يترشح المواطن الصالح الرشيد المالك لثقافة وطنية بهدف المساهمة في رفعة شأن الوطن ومؤسساته والشعب من خلال وضع الكفاءة في المقدمة... الكفاءة في العمل? التشريع والرقابة.
ماذا نستطيع توجيهه بعد أن أقفل باب الترشيح لمجلس الأمة؟
ذكرنا خصال المرشح المنقذ في مقال سابق وعرضنا بعض التصورات حول عملية الانتخاب وأهمية الصوت الواحد الأمانة لكن هناك باباً لم نطرقه؟
إنه باب التوعية إعلاميا واجتماعيا.
أعتقد بأن المجتمع بكل مؤسساته ومكوناته مطالب بوضع برامج خاصة بالوطنية وأهمية دور عضو مجلس الأمة وأعضاء الحكومة من وزراء وقياديين.
حكومتنا منا وفينا... نعم ولا خلاف على ذلك، ألا أننا فقط هنا نحاول توجيه النصيحة لأن مجمل الأسباب المؤدية لتدني مستوى الخدمات ومجالات الحياة المختلفة يعود إلى سوء الاختيار من جهة وغياب الحوكمة والأنظمة الرقابية، بما فيها تلك المتصلة بصناعة القرار.
نحتاج صناع قرار... ليس بالضرورة أن يكون النائب أو الوزير أو القيادي ابدا غير ضروري.
القرار الناجح هو ذلك الناتج عن عمل جماعي وتتم مراجعته من قبل كادر استشاري محترف وكل عضو له علاقة بصناعة القرار محكوم رأيه بنظم وأطر إدارية وقانونية.
تمعن في ما حولك من «هفوات» بعضها لا تجد مبررا لها... إنها نتاج غياب العمل الجماعي المحترف والرقابة (العقاب والثواب).
لهذا السبب حرص المشرع والشرع على تفعيل منهج «الشورى»، وهي في الغالب من أصحاب المعرفة «علمية وخبرة عملية» وزد عليها الحكمة والأخلاق.
هذا المثلث يعين أصحاب القرار في الوقوف على أصل المشاكل وبالتالي المعالجة تصبح ممكنة.
إذا... بعد قراءتك لهذا المقال وبعد أن أقفل باب الترشيح لمجلس الأمة القادم? نتمنى منك أن تقف وقفة صادقة مع ذاتك لأن إصلاح الذات هو المدخل الرئيسي لحسن اختيارك.
جميع من يحق له التصويت في الانتخابات بعد أقل من شهر من الزمان هم من دون استثناء أحبة لنا ويهمنا رأيهم ونحترم اختيارهم ولهذا السبب لا سواه نوجه النصيحة رغبة منا في وصول رجال دولة فالتاريخ يصنعه الرجال. إنها الكويت يا سادة وسيدات المجتمع الكويتي... إنه مستقبلنا القريب ومستقبل جيل الغد. نريد أن نرى الكويت في المقدمة... نريد أن نرى صفحة الماضي وقد طويت بتغيير فعال وعاجل في المنهجية وبتحسين مميز في ثقافة الاختيار وطريقة صناعة القرار... والله المستعان.
[email protected]Twitter: @Terki_ALazmi