تقرير / المعركة في الموصل والعين على سورية
«داعش» من «دولة باقية وتتمدّد» إلى «فانية وتتقلّص» في العراق
القيادة في بغداد احتفظت بقوى احتياط للتدخل السريع لدعم الجبهات او التدخل لضرب محاولات مثل اقتحام الرطبة وكركوك
بايدن اطلق خطة تقسيم العراق الى «سنيستان» وشيعيستان» و«كردستان» قبل أعوام
بايدن اطلق خطة تقسيم العراق الى «سنيستان» وشيعيستان» و«كردستان» قبل أعوام
في العاشر من يونيو 2014 عندما سقطت مدينة الموصل العراقية بيد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) وحلفائه من التنظيمات العراقية الأخرى، اعتبر العالم الإسلامي المحيط بالعراق، وكذلك بعض دول المنطقة ان «الثورة السنية» انتصرت على «ظلم رئيس الوزراء نوري المالكي».
واعلن زعيم «داعش» ابو بكر البغدادي من داخل الجامع الكبير في الموصل، في الظهور الوحيد له، «دولته الاسلامية»، وتبعه الناطق باسم التنظيم ابو محمد العدناني ليصرخ على الملأ شعار تلك الدولة: «باقية وتتمدّد».
ولم يتوقف العدناني عند شعاره، بل دعا الله ان يدمّر ويقتل قادة التنظيم إن كانوا على ضلال، في خطابه الشهير في بداية السنة الحالية. فكان للعدناني ما أراد: خسر «داعش» أكثر مناطق ومدن العراق التي احتلها العام 2014 وقُتل اكثر من 14 من قياديي الصف الاول لـ«داعش» بمَن فيهم العدناني نفسه، الذي لم يلتفت الى ان شعار «باقية» غير اسلامي وان «البقاء» لا يشمل اي تنظيم ولا اي مخلوق على الأرض.
وهكذا سقطت الفلوجة والرمادي وحُررت المحافظات الواحدة تلو الاخرى... وحُررت بابل وواسط وديالى وصلاح الدين وبقيت جيوب صغيرة مع الموصل في محافظة نينوى، وكذلك بقيت راوه وعانه والقائم في محافظة الأنبار الغربية. وبدل ان يتمدّد «داعش»، تقلّص، وبدل ان يجوب مسلّحوه الصحراء والمدن، أصبحوا مطارَدين براً وجواً، بعدما تسبّبوا بدمار مدن مثل تكريت والفلوجة، وأصبح مَن يدّعي حماية السنّة مسؤولاً عن تهجير مئات الالاف منهم وتدمير ممتلكاتهم حيث نُقلت المعركة الى عقر دارهم في المناطق ذات الغالبية السنية على امتداد الجغرافيا العراقية، وتالياً تغيّر شعار «داعش» من: «باقية وتتمدد» الى «فانية وتتقلّص».
وتتّجه أنظار العالم اليوم الى مدينة الموصل نفسها التي احتلها «داعش» بدايةً وسبّب الذل للجيش العراقي بعدما قتل أكثر من 1700 طالب في الكلية العسكرية، وهو ما عُرف حينها بـ «مجزرة سبايكر». كذلك قتل الالاف من العراقيين بعد ذلك من خلال عمليات انتحارية وسيارات مفخخة في مناطق مختلفة. لكن معركة العراق لم تكن فقط مع «داعش».
لقد اطلق نائب الرئيس الاميركي جو بايدن خطة تقسيم العراق الى «سنيستان وشيعيستان وكردستان» قبل أعوام طوال، يوم كان رئيساً للجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الاميركي قبل انتخاب الرئيس باراك اوباما العام 2008، ثم عاود بايدن طرح خطته هذه عندما كان العراق يلعق جراحه التي سبّبها «داعش» العام 2014.
وخلف بايدن، مشى الاعلام الغربي كلّه ومراكز الدراسات الدولية وكذلك أشهر المحللين في عالم الإرهاب والدراسات التي تستمع اليها الادارة الاميركية، مثل بروس هوفمان، وكذلك مراكز «بروكينكز» ومراكز «دراسات الشرق الاوسط» الموجودة في واشنطن ليطالب الجميع بتقسيم العراق تحت عنوان ان «الجيش العراقي ممزَّق وكذلك العراق»، وان «الاكراد هم القوة الوحيدة القادرة على محاربة داعش» وان «تقسيم العراق الى دويلات هو الحل». ثم استُبعد نوري المالكي من رئاسة الوزراء وحل مكانه حيدر العبادي الذي رفض تدخل البلاد المجاورة للعراق بشؤونه الداخلية بما فيها ايران رغم قبوله المساعدات العسكرية منها وكذلك من الولايات المتحدة.
نعم، لقد تقدّمت ايران لمساعدة العراق في الأشهر الأولى من «تسونامي داعش» في 2014 عندما كانت إدارة اوباما تتفرج على اكتساح التنظيم لغالبية المدن العراقية، ودعمت بغداد واربيل بالسلاح والرجال قبل التدخل الاميركي. الا ان رئيس الوزراء حيدر العبادي لم يتقبّل الرؤية الايرانية على ارض الرافدين وخصوصاً بعد ظهور قائد لواء القدس في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني على كامل الخريطة العراقية. غير ان دعوة الزعيم الشيعي السيد علي السيستاني الى إنشاء «الحشد الشعبي»، أوقف تقدّم «داعش» وأعطى الفرصة للجيش العراقي وللقوة العسكرية والأمنية لتلملم نفسها وتتدرّب وتتجهّز لأخذ المبادرة. وكذلك فعل العبادي سياسياً، فأخذ المبادرة من سليماني وضم «الحشد الشعبي» الى القوى الأمنية تحت قيادته لأسباب متعددة أهمها:
1 - استعادة زمام المبادرة من يد سليماني وضم «الحشد الشعبي» تحت قيادته مباشرة.
2 - وضع حد للأصوات الاعلامية التي تحرّكها دول المنطقة بهدف إشعال النعرة الطائفية وتصوير «الحشد الشعبي» كقوة شيعية تهدف الى القضاء على سنّة العراق.
3 - توضيح العبادي لـ «الحشد الشعبي» ان أي فريق يرفض الانضمام الى القوى الأمنية يُعتبر خارجاً عن القانون.
ومما لا شك فيه ان ايران تملك سلطة ونفوذاً داخل بعض قوى «الحشد الشعبي» مثل «حزب الله العراق»، «عصائب اهل الحق»، «حركة النجباء» و«كتائب الامام علي». الا ان جميع هؤلاء لن يستطيعوا تنفيذ اي أجندة ايرانية تختلف مع سياسة رئيس الوزراء العبادي. ومن اللافت ان الجنرال سليماني لم يعد يَظهر في العراق علناً رغم العلاقة الاستراتيجية التي تربط العراق بايران، وان علاقته بالعبادي ليست مثالية وان رئيس الوزراء يرى ان الدعم الذي تقدّمه الولايات المتحدة والعلاقة معها لا يفسدان العلاقة مع ايران وان بغداد لها وضعها واستقلالية قرارها على نحو يحمي وحدة البلاد، الامر الذي لا تستطيع ايران ان توفره ولا سيما بعد العداوة المستفحلة التي أصابت العلاقة بين «الجمهورية الاسلامية في ايران» وبين دول المنطقة.
وتؤكد المصادر العراقية التي تتمتع بعلاقة مميزة مع ايران لـ «الراي» ان «إعادة التنظيم وإعادة درس لمّ الشمل التي يطالب بها سليماني لم تعد ممكنة لان العبادي يؤكد انه لن يقبل بقوات ارضية اميركية تتمركز في العراق وان الولايات المتحدة لن تعود الى العراق من جديد بل ان العلاقة الاميركية – العراقية والايرانية – العراقية ستكون مميزة ما دام الطرف الاميركي وكذلك الايراني يحترمان استقلالية القرار العراقي وعلاقته الجيّدة مع كل دول الجوار بعيداً عن الصراعات الدائرة».
جلّ ما يريده العراق هو التخلص من «داعش» وضمان عدم عودة هذا التنظيم الى الحياة من جديد كما حدَث العام 2010، ولهذا على القيادة العراقية ضمان حقوق الأقليات من دون تمييز لمنع بيئةٍ حاضنة لـ «داعش» وأمثاله وخصوصاً ان زعيم «القاعدة» ايمن الظواهري أعلن انه «يجب على القاعدة ان تعود الى العراق» في دعوةٍ صريحة لمعاودة بناء اسسٍ قوية لها، وخصوصاً بعدما أنهكت التناحرات الداخلية صفوف المجاهدين. لكن أمر التصدي لهذا التحدي لا يقتصر على الساسة العراقيين: فوجود «داعش» في سورية وعاصمته الرقة يُقلِق راحة العراق ما دام هناك طريق رابط بين البلدين.
لقد بادر تنظيم «داعش» بالهجوم على كركوك الكردية وعلى الرطبة الحدودية (العراق - الاردن) واستطاع إحداث بلبلة لمدة قصيرة، اذ تمكّنت القوى العراقية الأمنية من إعادة السيطرة على المدينتين. وجلّ ما يعتقده «داعش» ان عمليات الكرّ والفرّ ستحرف النظر عن الهدف الحقيقي في نينوى - الموصل ومحيطها الى تلعفر. الا ان لا شيء من هذا القبيل سيحصل لان كل القطاعات المشاركة في المواجهة لها أهدافها، وان القيادة في بغداد احتفظت بقوى احتياط للتدخل السريع لدعم الجبهات او التدخل لضرب محاولات مثل اقتحام الرطبة وكركوك.
من غير المتوقع ان ينتهي «داعش» في العراق ولا في سورية قريباً. حتى ولو تقلّص في العراق، فان خطر عمله الإرهابي سيبقى حاضراً لان قيادته كانت تعي التحضيرات التي تحاك ضد وجوده وانتشاره. ولن يمنع عودة «داعش» - من دون ان تنتهي عملياته الارهابية هنا وهناك - الا التوافق السياسي الداخلي... وإنهاء وجوده في سورية. إلا ان إدارة الرئيس باراك اوباما غير مستعدة في أيامها الأخيرة للدخول في معركة غير محسوبة النتائج وخصوصاً انه لا توجد لغاية اليوم قوة على أرض سورية حليفة لاميركا تستطيع القضاء على «داعش». والحرب في سورية لا تزال طويلة ما يعني ان «داعش» سيبقى معنا السنة المقبلة.
واعلن زعيم «داعش» ابو بكر البغدادي من داخل الجامع الكبير في الموصل، في الظهور الوحيد له، «دولته الاسلامية»، وتبعه الناطق باسم التنظيم ابو محمد العدناني ليصرخ على الملأ شعار تلك الدولة: «باقية وتتمدّد».
ولم يتوقف العدناني عند شعاره، بل دعا الله ان يدمّر ويقتل قادة التنظيم إن كانوا على ضلال، في خطابه الشهير في بداية السنة الحالية. فكان للعدناني ما أراد: خسر «داعش» أكثر مناطق ومدن العراق التي احتلها العام 2014 وقُتل اكثر من 14 من قياديي الصف الاول لـ«داعش» بمَن فيهم العدناني نفسه، الذي لم يلتفت الى ان شعار «باقية» غير اسلامي وان «البقاء» لا يشمل اي تنظيم ولا اي مخلوق على الأرض.
وهكذا سقطت الفلوجة والرمادي وحُررت المحافظات الواحدة تلو الاخرى... وحُررت بابل وواسط وديالى وصلاح الدين وبقيت جيوب صغيرة مع الموصل في محافظة نينوى، وكذلك بقيت راوه وعانه والقائم في محافظة الأنبار الغربية. وبدل ان يتمدّد «داعش»، تقلّص، وبدل ان يجوب مسلّحوه الصحراء والمدن، أصبحوا مطارَدين براً وجواً، بعدما تسبّبوا بدمار مدن مثل تكريت والفلوجة، وأصبح مَن يدّعي حماية السنّة مسؤولاً عن تهجير مئات الالاف منهم وتدمير ممتلكاتهم حيث نُقلت المعركة الى عقر دارهم في المناطق ذات الغالبية السنية على امتداد الجغرافيا العراقية، وتالياً تغيّر شعار «داعش» من: «باقية وتتمدد» الى «فانية وتتقلّص».
وتتّجه أنظار العالم اليوم الى مدينة الموصل نفسها التي احتلها «داعش» بدايةً وسبّب الذل للجيش العراقي بعدما قتل أكثر من 1700 طالب في الكلية العسكرية، وهو ما عُرف حينها بـ «مجزرة سبايكر». كذلك قتل الالاف من العراقيين بعد ذلك من خلال عمليات انتحارية وسيارات مفخخة في مناطق مختلفة. لكن معركة العراق لم تكن فقط مع «داعش».
لقد اطلق نائب الرئيس الاميركي جو بايدن خطة تقسيم العراق الى «سنيستان وشيعيستان وكردستان» قبل أعوام طوال، يوم كان رئيساً للجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الاميركي قبل انتخاب الرئيس باراك اوباما العام 2008، ثم عاود بايدن طرح خطته هذه عندما كان العراق يلعق جراحه التي سبّبها «داعش» العام 2014.
وخلف بايدن، مشى الاعلام الغربي كلّه ومراكز الدراسات الدولية وكذلك أشهر المحللين في عالم الإرهاب والدراسات التي تستمع اليها الادارة الاميركية، مثل بروس هوفمان، وكذلك مراكز «بروكينكز» ومراكز «دراسات الشرق الاوسط» الموجودة في واشنطن ليطالب الجميع بتقسيم العراق تحت عنوان ان «الجيش العراقي ممزَّق وكذلك العراق»، وان «الاكراد هم القوة الوحيدة القادرة على محاربة داعش» وان «تقسيم العراق الى دويلات هو الحل». ثم استُبعد نوري المالكي من رئاسة الوزراء وحل مكانه حيدر العبادي الذي رفض تدخل البلاد المجاورة للعراق بشؤونه الداخلية بما فيها ايران رغم قبوله المساعدات العسكرية منها وكذلك من الولايات المتحدة.
نعم، لقد تقدّمت ايران لمساعدة العراق في الأشهر الأولى من «تسونامي داعش» في 2014 عندما كانت إدارة اوباما تتفرج على اكتساح التنظيم لغالبية المدن العراقية، ودعمت بغداد واربيل بالسلاح والرجال قبل التدخل الاميركي. الا ان رئيس الوزراء حيدر العبادي لم يتقبّل الرؤية الايرانية على ارض الرافدين وخصوصاً بعد ظهور قائد لواء القدس في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني على كامل الخريطة العراقية. غير ان دعوة الزعيم الشيعي السيد علي السيستاني الى إنشاء «الحشد الشعبي»، أوقف تقدّم «داعش» وأعطى الفرصة للجيش العراقي وللقوة العسكرية والأمنية لتلملم نفسها وتتدرّب وتتجهّز لأخذ المبادرة. وكذلك فعل العبادي سياسياً، فأخذ المبادرة من سليماني وضم «الحشد الشعبي» الى القوى الأمنية تحت قيادته لأسباب متعددة أهمها:
1 - استعادة زمام المبادرة من يد سليماني وضم «الحشد الشعبي» تحت قيادته مباشرة.
2 - وضع حد للأصوات الاعلامية التي تحرّكها دول المنطقة بهدف إشعال النعرة الطائفية وتصوير «الحشد الشعبي» كقوة شيعية تهدف الى القضاء على سنّة العراق.
3 - توضيح العبادي لـ «الحشد الشعبي» ان أي فريق يرفض الانضمام الى القوى الأمنية يُعتبر خارجاً عن القانون.
ومما لا شك فيه ان ايران تملك سلطة ونفوذاً داخل بعض قوى «الحشد الشعبي» مثل «حزب الله العراق»، «عصائب اهل الحق»، «حركة النجباء» و«كتائب الامام علي». الا ان جميع هؤلاء لن يستطيعوا تنفيذ اي أجندة ايرانية تختلف مع سياسة رئيس الوزراء العبادي. ومن اللافت ان الجنرال سليماني لم يعد يَظهر في العراق علناً رغم العلاقة الاستراتيجية التي تربط العراق بايران، وان علاقته بالعبادي ليست مثالية وان رئيس الوزراء يرى ان الدعم الذي تقدّمه الولايات المتحدة والعلاقة معها لا يفسدان العلاقة مع ايران وان بغداد لها وضعها واستقلالية قرارها على نحو يحمي وحدة البلاد، الامر الذي لا تستطيع ايران ان توفره ولا سيما بعد العداوة المستفحلة التي أصابت العلاقة بين «الجمهورية الاسلامية في ايران» وبين دول المنطقة.
وتؤكد المصادر العراقية التي تتمتع بعلاقة مميزة مع ايران لـ «الراي» ان «إعادة التنظيم وإعادة درس لمّ الشمل التي يطالب بها سليماني لم تعد ممكنة لان العبادي يؤكد انه لن يقبل بقوات ارضية اميركية تتمركز في العراق وان الولايات المتحدة لن تعود الى العراق من جديد بل ان العلاقة الاميركية – العراقية والايرانية – العراقية ستكون مميزة ما دام الطرف الاميركي وكذلك الايراني يحترمان استقلالية القرار العراقي وعلاقته الجيّدة مع كل دول الجوار بعيداً عن الصراعات الدائرة».
جلّ ما يريده العراق هو التخلص من «داعش» وضمان عدم عودة هذا التنظيم الى الحياة من جديد كما حدَث العام 2010، ولهذا على القيادة العراقية ضمان حقوق الأقليات من دون تمييز لمنع بيئةٍ حاضنة لـ «داعش» وأمثاله وخصوصاً ان زعيم «القاعدة» ايمن الظواهري أعلن انه «يجب على القاعدة ان تعود الى العراق» في دعوةٍ صريحة لمعاودة بناء اسسٍ قوية لها، وخصوصاً بعدما أنهكت التناحرات الداخلية صفوف المجاهدين. لكن أمر التصدي لهذا التحدي لا يقتصر على الساسة العراقيين: فوجود «داعش» في سورية وعاصمته الرقة يُقلِق راحة العراق ما دام هناك طريق رابط بين البلدين.
لقد بادر تنظيم «داعش» بالهجوم على كركوك الكردية وعلى الرطبة الحدودية (العراق - الاردن) واستطاع إحداث بلبلة لمدة قصيرة، اذ تمكّنت القوى العراقية الأمنية من إعادة السيطرة على المدينتين. وجلّ ما يعتقده «داعش» ان عمليات الكرّ والفرّ ستحرف النظر عن الهدف الحقيقي في نينوى - الموصل ومحيطها الى تلعفر. الا ان لا شيء من هذا القبيل سيحصل لان كل القطاعات المشاركة في المواجهة لها أهدافها، وان القيادة في بغداد احتفظت بقوى احتياط للتدخل السريع لدعم الجبهات او التدخل لضرب محاولات مثل اقتحام الرطبة وكركوك.
من غير المتوقع ان ينتهي «داعش» في العراق ولا في سورية قريباً. حتى ولو تقلّص في العراق، فان خطر عمله الإرهابي سيبقى حاضراً لان قيادته كانت تعي التحضيرات التي تحاك ضد وجوده وانتشاره. ولن يمنع عودة «داعش» - من دون ان تنتهي عملياته الارهابية هنا وهناك - الا التوافق السياسي الداخلي... وإنهاء وجوده في سورية. إلا ان إدارة الرئيس باراك اوباما غير مستعدة في أيامها الأخيرة للدخول في معركة غير محسوبة النتائج وخصوصاً انه لا توجد لغاية اليوم قوة على أرض سورية حليفة لاميركا تستطيع القضاء على «داعش». والحرب في سورية لا تزال طويلة ما يعني ان «داعش» سيبقى معنا السنة المقبلة.