«للصبر حدود... يالعربي»

تصغير
تكبير
«ما تصبرنيش بوعود، وكلام معسول وعهود، أنا ياما صبرت زمان، على نار وعذاب وهوان، وهي غلطة مش ح تعود، إنما للصبر حدود... يالعربي».

عندما كتب الشاعر المصري محمد عبدالوهاب كلمات أغنية «للصبر حدود»، ولحنها محمد الموجي، وغنتها «كوكب الشرق» أم كلثوم، كان يدرك أن «للصبر حدود» في كل مفاصل الحياة، ويعني أيضا أن لكل شيء نهاية، لا يمكن فيها للإنسان أن يتحمل أكثر وأكثر.

لا نستغرب حجم النجاح الذي لاقته تلك الأغنية حين لامست مشاعر الصابرين من البشر.

هكذا كان حال جماهير العربي تجاه ما يحدث في «القلعة الخضراء»، من تدهور خطير في كرة القدم، أدى إلى غياب الانتصارات الباهرة عن فريق كان «الزعيم» الأوحد قبل أن يتوقف قطار البطولات والألقاب على مستوى الدوري منذ الموسم 2001-2002.

لا يلام جمهور العربي على كل ما يفعله تجاه إدارته فـ«للصبر حدود».

ولم يعد لديه أي مجال للصبر أكثر على ابتعاده عن منصات التتويج، غياب طويل جداً فتح فيه المجال لغريمه التقليدي القادسية للوصول إليه وتخطيه في عدد ألقاب الدوري، حتى انتزع منه لقب الزعامة في عدد البطولات.

تشهد صرخات شيوخ وشباب وأطفال مشجعي العربي تجاه إدارة النادي على الوضع المتردي، وقد يكون المدرب فوزي إبراهيم الضحية، كونه وافق على تدريب الفريق. كان يسعى إلى إعادة «النبض» مجدداً إلى الفانيلة الخضراء لكنه اصطدم بواقع مرير داخل أسوار «الأخضر»، صراعات علنية لا تخفى على أحد بين أعضاء يبحثون عن مصلحتهم الشخصية، فيما الخاسر الأكبر هو النادي.

مسكين يا فوزي، لم تتوقع أن يأتي يوم تجد نفسك فيه المذنب والمسؤول الأول والأخير عما يحدث في العربي.

الجماهير تخطت حاجز الروح الرياضية عندما قذفت الجهازين الإداري والفني بما صادفته أمامها، تناست مع مقولة «للصبر حدود» أن لا ذنب لفوزي في كل ما يحدث، لكنها صبّت جام غضبها عليه، وهي تعلم أن إدارتها هي المسؤولة الأولى والأخيرة.

الحدث

فرضت ردة فعل جمهور النادي العربي بعد مباراة فريقه امام الصليبخات والتي انتهت بالتعادل 1-1، نفسها على المشهد العام للجولة.

لم تكن المرة الأولى التي تحتج فيها جماهير «الأخضر» على فريقها، بيد ان ما حدث ليلة الجمعة الماضي كان مختلفاً، فالموسم لا يزال في بدايته والفريق لم يخسر أياً من مبارياته الأربع التي خاضها في المسابقة حتى الآن وهو لا يبتعد عن القادسية المتصدر سوى بـ4 نقاط.

كما ان رد الفعل الجماهيري اتسم بالعنف هذه المرة، وبعد ان كان المشجعون يكتفون بالصراخ وتوجيه الانتقادات الى اللاعبين ومجلس الادارة والجهازين الاداري والفني، وجدناهم يقومون بتصرف انفعالي متسرع بعد ان قام البعض منهم بمهاجمة غرفة اللاعبين ومحاولة اقتحامها بالقوة من خلال كسر الباب الأمر الذي استدعى طلب دوريات الشرطة لحمايتهم الامر الذي فرض عليهم البقاء حبيسي الغرفة حتى وقت متأخر.

هذا التصرف وان كان يعكس حماساً ورغبة كبيرين لدى الجماهير العرباوية تجاه فريقها، الا أنه في المقابل لا يمثل صورة حضارية لمحبي صرح كبير وقلعة من قلاع الرياضة الكويتية، فمهما بلغ تراجع «الأخضر» عروضاً ونتائج، لن يكون استخدام العنف مبرراً تجاه أبناء النادي ومنهم من بالكاد بدأ لتوه مشواره مع الفريق الأول.

صيد الكاميرا

فور نهاية مباراة العربي وضيفه الصليبخات والتي انتهت بتعادل «مخيّب» للأول، ومشجع جداً بالنسبة الى الثاني، اتجه مدرب الضيوف أحمد عبدالكريم الى مدرب «الأخضر» المخضرم فوزي ابراهيم ليعانقه.

ورغم ان نتيجة المباراة لم تسفر عن فوز أي من الفريقين على الآخر، إلا ان المتابعين اعتبروا الصليبخات فائزاً بالمستوى الذي قدمه، فيما خرج العربي خاسراً نقطتين... وثقة جماهيره.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي