ترأس الجلسة الافتتاحية لمجلس وزراء خارجية «التعاون الإسلامي»

وزير الخارجية يدعو للاستعانة بالتعليم والتنوير للقضاء على الإرهاب والفكر المتطرف

تصغير
تكبير
الكويت بصدد استضافة مؤتمر دولي عن معاناة الطفل الفلسطيني في ظل انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي لاتفاقية حقوق الطفل

نأمل أن تكون «هدنة اليمن» مقدمة لاستئناف مشاورات السلام وصولا الى اتفاق شامل

الكويت ستواصل دورها في محافل عديدة باتجاه المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي لوضع حد لمعاناة الشعب السوري

الكويت عازمة على استضافة وتنظيم مؤتمر دولي لدعم التعليم في الصومال

ندعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته والسعي من أجل حماية أقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار

ضرورة احترام المواثيق والمعاهدات الدولية والتي جاء قانون (جاستا) ليشكل خرقاً لها وإخلالا بقواعدها
دعا النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد اليوم الى اتخاذ التعليم والتنوير كأحد أدوات القضاء على الإرهاب والفكر المتطرف.

وفي كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الـ43 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي المنعقدة في اوزبكستان تحت شعار (التعليم والتنوير.. طريق الى السلام والإبداع)، أكد الشيخ صباح الخالد «أهمية الاستفادة من المحطات الجلية في التعليم والتنوير في التاريخ الإسلامي والتي جاءت بفضل العلماء المسلمين الأجلاء الذين نهلوا من العلوم والمعارف المتفرقة الموجودة في حضارات العالم لا سيما أثناء حركة النقلة والمترجمين في القرنين السادس والسابع الهجري، ثم عكفوا على تطويرها عبر مختلف الأزمنة كمحطات نيرة في مختلف مناحل العلوم المعرفية ليس فقط في العالم الإسلامي ولكن للحضارة الانسانية جمعاء».


وأوضح أن الشعار الذي اتخذته الدورة الحالية يأتي «استكمالا لهذه المسيرة الوضاءة من العمل الجماعي المشترك لمواجهة ظاهرة الإرهاب وتفشي التطرف وتحصين دولنا وأجيالنا من أتونهما والتوعية بأن الدين الإسلامي أسمى وأرقي وأنبل من تلصق به هذه الظاهرة الخطيرة».

وأضاف إن «دولة الكويت تشرفت برئاسة الدورة ال42 لمدة عام كامل وتم تمديد هذه الفترة بناء على طلب حكومة اوزبكستان الصديقة لمدة ستة اشهر سعت خلالها دولة الكويت لتعزيز العمل الاسلامي المشترك وترسيخ قيم التضامن بين الدول الاعضاء في منظمتنا وترأست خلالها 11 اجتماعا طارئا وتنسيقيا للمنظمة على المستوى الوزاري وعلى مستوى المندوبين الدائمين لبحث الازمات الشاخصة والتحديات الجسيمة التي تواجه امتنا الاسلامية وسبل التصدي لها وعلى راسها افة الارهاب البغيضة».

وأوضح أن «الكويت وإيمانا منها بأهمية مواجهة تحدي انتشار الإرهاب والفكر المتطرف اتخذت شعار الرؤية المشتركة لتعزيز التسامح ونبذ الارهاب خلال الدورة الـ42 التي ترأستها، والتي صدر عنها العديد من القرارات الداعية الى مكافحة الارهاب والتطرف واستئصال مسبباته وتجفيف مصادر تمويله عبر العديد من الوسائل ومن ضمنها التعليم والتنوير».

وعلى صعيد القضية الفلسطينية، قال الشيخ صباح الخالد انه «بالرغم من مرور 47 عاما على جريمة إحراق المسجد الاقصى التي استنهضت ضمير امتنا الاسلامية الغراء وأسست على اثرها منظمتنا للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني والذود عن حرمة المسجد الاقصى، فإن معاناة وماساة الشعب الفلسطيني مازالت تتفاقم وحياته المعيشية تتدهور جراء الممارسات العدوانية للسلطات الاسرائيلية واستمرار سياستها التوسعية واستيلائها على الاراضي الفلسطينية المحتلة واقامة المستوطنات غير الشرعية فيها».

وأكد أن «كل هذا يحتم علينا مضاعفة الجهود والتضامن من أجل القيام بمسؤولياتنا الكاملة والتحرك على كافة المستويات للضغط على اسرائيل لتمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه الشرعية غير القابلة للتصرف بما فيها حق تقرير المصير والعودة والتأكيد على أن السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط يرتكز على الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967 بما فيها الجولان العربي السوري المحتل والأراض اللبنانية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وايجاد حل منصف للفلسطينيين طبقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية».

وأعرب الشيخ صباح الخالد في هذا الصدد عن «بالغ الامتنان والتقدير لجمهورية اندونيسيا الصديقة على استضافتها الناجحة والمميزة للقمة الاسلامية الاستثنائية حول قضية فلسطين والقدس الشريف والتي عقدت في السابع من شهر مارس الماضي».
وأعلن أن «دولة الكويت بصدد استضافة مؤتمر دولي عن معاناة الطفل الفلسطيني في ظل انتهاكات سلطة الاحتلال الاسرائيلية اتفاقية حقوق الطفل».

وعن الأزمة السورية، قال الشيخ صباح الخالد إن «الكويت تحركت على ضوء تفاقم الأوضاع وتدهورها لاسيما في مدينة حلب المنكوبة لبحث هذه الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في عصرنا الحالي، ودعت منظمة التعاون الاسلامي الى اجتماع فوري عقد في التاسع من اكتوبر 2016 لتخفيف المعاناة الانسانية عن الشعب السوري بعد تعثر الجهود الدولية والمساعي الديبلوماسية».

وتابع: «إن تحرك دولة الكويت لن يقف عند هذا الحد بل انها ستواصل دورها واتصالاتها في محافل عديدة باتجاه المنظمات الانسانية الدولية والمجتمع الدولي بهدف وضع حد لمعاناة الشعب السوري والدمار الذي يتعرض له بشكل يومي منذ ستة اعوام».
ودعا الامم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والأطراف السورية الى «مضاعفة الجهود لتنفيذ القرار الدولي رقم 2254 لتسوية هذا الصراع سياسيا وفقا لبيان مؤتمر جنيف الاول لعام 2012 وبما يلبي طموحات وآمال الشعب السوري وينهي معاناته ويخلص العالم من تبعات هذه الازمة المدمرة».

وفي معرض حديثه عن الوضع في اليمن، عبّر الخالد عن أسفه «لعدم استثمار فرصة مشاورات السلام التي استضافتها دولة الكويت بطلب من الأمم المتحدة لأكثر من 100 يوم»، مؤكداً دعمه لإعلان المبعوث الخاص للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ أحمد عن موافقة كل الاطراف اليمنية على هدنة لمدة 72 ساعة تبدأ الخميس المقبل، معربا عن أمله في «أن تكون مقدمة لاستئناف مشاورات السلام وصولا الى اتفاق شامل وشامل وفقا للمرجعيات المتفق عليها وهي مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية واليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الامن الدولي رقم 2216»، ومثمناً الجهود والمساعي التي يقوم بها ولد الشيخ أحمد لإيجاد حل سلمي نحو إنهاء الأزمة في اليمن.

وهنأ الخالد العراق «ببدء العمليات العسكرية لتحرير الموصل من براثن ما يسمى تنظيم «داعش» الإرهابي بما يؤدى الى استعادة هذه المدينة العريقة الى كنف الدولة العراقية».
وجدد التأكيد على «موقف دولة الكويت الراسخ والثابت تجاه دعم أمن واستقرار العراق والوقوف جنبا الى جنب معه في جهوده لمواجهة هذا التنظيم الإرهابي»، داعيا الى «المزيد من تضافر جهود المجتمع الدولي لمكافحة الجماعات الإرهابية الخبيثة».

وأعرب في معرض حديثه عن الوضع في الصومال عن «قلق دولة الكويت لمعاناة الأشقاء هناك والتحديات الجسيمة التي تواجههم»، داعيا للوقوف معهم ودعم كل ما يمكنهم من وضع حد لتلك المعاناة.
وأواضح ان «دولة الكويت عازمة على استضافة وتنظيم مؤتمر دولي لدعم التعليم في الصومال مما يشكل مساهمة في توفير التعليم الذي يحقق لهم الاستقرار والتنمية المنشودة والذي ينسجم مع شعار هذه الدورة».
وحض المجتمع الدولي كذلك على «تحمل مسؤولياته والسعي من أجل حماية أقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار»، داعياً الحكومة الميانمارية الجديدة الى «اتخاذ الخطوات اللازة لتحسين أوضاع هذه الأقلية المسلمة لبناء مجتمع أكثر سلماً وتماسكاً».

وشدد الشيخ صباح الخالد على «ضرورة احترام المواثيق والمعاهدات الدولية والعمل على حل كل الخلافات بالطرق السلمية والالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية من أجل تقديم نموذج راقٍ في التعامل بين الدول بغية حفظ سلامة أوطاننا ورقي مجتمعاتنا وتجسيد تنوع الثقافات والحضارات والديانات التي يزخر بها عالمنا، والتي جاء قانون العدالة في مواجهة الإرهاب (جاستا) الذي أقر أخيراً في الولايات المتحدة الأميركية ليشكل خرقاً لها وإخلالا بقواعدها».

وأعرب عن شكره وتقديره لجمهورية اوزبكستان «على كل ما قدمته من تسهيلات ودعم في الإعداد والتحضير لهذه الدورة»، مبرزا ثقة دولة الكويت التامة في قدرة اوزبكستان على رئاسة مجلس وزراء خارجية المنظمة وأداء هذه المهمة بكفاءة تامة طوال فترة رئاستها.

وكان الوزير الخالد ترأس الجلسة الافتتاحية للدورة الـ43 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي التي بدأت أعمالها اليوم في مدينة طشقند عاصمة جمهورية اوزبكستان، وشهدت الجلسة تسليم رئاسة المجلس من الشيخ صباح الخالد رئيس الدورة الـ42 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي الى رئيس الدورة الـ43 وزير خارجية جمهورية اوزبكستان.

وضم وفد دولة الكويت المشارك في الجلسة مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السفير الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد، نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية الوزير المفوض ناصر عبدالله الهين، سفير دولة الكويت لدى جمهورية اوزبكستان أحمد خالد الجيران، وقنصل عام دولة الكويت في مدينة جدة ومندوبها الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي وائل يوسف العنزي.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي