@أمينة / «خبز خبزتيه»...!

تصغير
تكبير
بعيداً عن الالتزام بمواعيد المدرسة والدراسة. حل الواجبات، تخطي الامتحانات والتفوق. بعيداً عن فخر الأمهات بالمدارس الخاصة والتعليم النموذجي. كيف سيكون المستقبل مع أطفال اليوم؟

هذا الابن سيكبر ويكون رجلاً. زوج إحداهن يوما وأبا لأطفال. سيكون موظفا مسؤولا في عمله وهي ستكون أماً، ربة منزل أو موظفة مسؤولة في عملها. فهل أعددتموهم لهذه الحياة؟

أسمع وأرى سلوكيات لبعض الأطفال والمراهقين وأتساءل كيف سيكون المستقبل مع هؤلاء؟ ما ستكون إنجازاتهم؟ هل سيكونون فاعلين أم ناسا يعيشون على هامش الحياة؟ هل سيرعى هؤلاء أباءهم عندما يكبرون؟ أم أنّ الآباء سيكونون ضيوفاً على دور رعاية كبار السن؟ والسؤال الأهم هل سيعمر هؤلاء الكويت؟

ينتابني الغثيان عندما اسمع من أولياء الأمور روايات وقصص عن سلوكيات أبنائهم ويحكونها وكأنها أمور عادية. قالت لي إحداهن بأن ابنتها التي في الصف التاسع- أي ما يعادل الصف الثاني ثانوي حسب الهيكل التعليمي لزمن الطيبين- ترفض رفضاً باتاً أن تغيّر مدرستها وتنخرط في مدرسة حكومية بعدما عجز والداها عن سداد رسوم مدرستها الخاصة، وأنها قالت لوالديها بالحرف الواحد: «دبروا نفسكم». تختم السيدة كلامها بضحكة فترتسم فوق رأسي علامة تعجب لونها أحمر! هل أنا دقة قديمة لأنني أرفض هكذا سلوكيات رفضا باتا؟ أتساءل... ولا أجد لسؤالي إجابة.

ما الذي نتوقعه مِمّن تخاطب والديها بهذا الأسلوب، هل ستكون يوماً ما مَدرسة كما قال الشاعر أحمد شوقي «الأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق»؟.

الفخر بتربية الأبناء ليس فقط بالانتساب لمدرسة مرموقة والتفوق والحصول على الشهادات الجامعية. إنما حقيقة النجاح عندما ترى من أبنائك سلوكا عقلانيا وراقيا يتوافق مع المراحل العمرية التي يمرون بها، في المنزل ومع المعلمين وجميع العاملين في المدرسة، بالإضافة الى الأصدقاء وعامة الناس في الشارع. هنا فقط يفخر الوالدان، هنا فقط هما حققا النجاح.

إن كنا نتذمر اليوم من الوضع الحالي في البلد ماذا أعددنا للغد؟ هؤلاء الأطفال والمراهقون والشباب هم عدادنا لننهض في الكويت ويكون المستقبل أفضل. أنظر لهم وأفكر كيف سيكون المستقبل؟ كيف ستكون الكويت؟ للكويتيين مثل قديم تذكرته الآن «خبز خبزتيه يالرفلة اكليه» متأكدة أننا لو انتبهنا لأبنائنا سنأكل خبزا لذيذا وبالسمسم.

Twitter: amina_abughaith
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي