العتمة والظلم سيطرا على خشبة «المدينة» في بيروت

«العنف» للجعايبي - بكار... ثقيلة وقاسية

u0645u0634u0647u062f u0645u0646 u0627u0644u0645u0633u0631u062du064au0629
مشهد من المسرحية
تصغير
تكبير
ليلة واحدة فقط في بيروت... لم تكن لتكفي مع وجود أعداد كبيرة من المثقفين والمهتمين الذين يريدون التعرف على موقف الفنانين التونسيين: المخرج الفاضل الجعايبي، وزوجته الممثلة والكاتبة جليلة بكار، من الواقع الذي تعيشه تونس اليوم بعد ثورة الياسمين التي فتحت عيون العرب على الظلم والاستبداد، ومحاولتهم عبر ما سمي بالربيع العربي تغيير الصورة السائدة بما يساعد على نماذج أخرى من الحكم.

إحباط، يأس، فراغ... هكذا هي الحياة اليوم، وقد رصد جانباً منها الجعايبي في عمله ما قبل الأخير «تسونامي»، وها هو في «العنف» (Violences) يبدو أقسى وأكثر تشاؤماً من أي وقت مع تصاعد الأحوال المعيشية والأوضاع السياسية في البلاد.


ما فعله الفنانان في المسرحية الجديدة، التي قدماها على مسرح المدينة في بيروت، أنهما لم يتركا باباً للفرج، أو نافذة للأمل، بما يعني أن كل المنافذ مسدودة للعثور على ما يصبو إليه الشعب. إقفال تام على التفاؤل. إضاءة أقرب إلى العتمة، وممثلون في حال انكسار كامل، وحوارات لا تترك مجالاً لأي نور مع تضاعف الظلم والفساد وانعدام الرؤية لما هو أبعد من الواقع، ومشاهد تغلق على النفس حتى إمكانية التنفس المريح.

متشائمة جداً: العنف... لا تغادر المشاهد ديكور المعتقل. هو واحد لا شيء سواه على امتداد ساعتين من الوقت الصعب الذي يكاد يعذّب الجمهور في محاولة لإدخاله في اللعبة الجهنمية التي تدور فيها الأحداث وتقدم 8 ممثلين على الخشبة تتقدمهم بكار (كاتبة نص المسرحية أيضاً) ومعها فاطمة بن سعيدان، نعمان حمدة، لبنى مليكة، أيمن الماجري، نسرين المولهي، أحمد طه حمروني ومعين مومني.

بكار عممت بضع عبارات تلخص الموقف العام في تونس، فكتبت تقول: «أمل ألم، عندما تتكسر المرآة، وتترك شظايا من ضوء، عندما تصبح الأحلام حملاً، لا سواعد لرفعها، عندما تتمخض الأرض، لتلقي بأبنائها وسط البحار، عندما تتبخر الآمال، وتنطفئ النجوم في السماء، وتنغلق الأبواب... عندها، يولد الإنسان الجديد، الإنسان الوحش».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي