الملحّن والموزّع الموسيقي اللبناني... لماذا «رايح على دبي»؟

جان ماري رياشي لـ «الراي»: أدعو كل زملائي إلى... ثورة!

u062cu0627u0646 u0645u0627u0631u064a u0631u064au0627u0634u064a
جان ماري رياشي
تصغير
تكبير
دبي صارت رمزاً لكل لبناني يهاجر بهدف العمل وأحسد أهلها على حكامها

لدينا وضع شاذ في لبنان والكليب نجح «لأنه عم نتمسخر على حالنا فيه»

سأفرح عند انزعاج أي مسؤول لبناني من الفيديو كليب
«أنا رايح على دبي». صحيح أن هذا هو عنوان الأغنية التي أصدرها الملحّن والموزّع الموسيقي اللبناني جان ماري رياشي قبل نحو 7 أشهر، إلا أنها بمثابة صرخة أرادها أن تصل لكل مسؤول عن تدهور المجتمع ولبنان بشكل عام.

والأيام الماضية، أطلق رياشي فيديو كليب خاصاً بهذه الأغنية، حقق وما زال يحقق انتشاراً واسعاً، وساهم في تسليط الضوء على ما تتضمنه الأغنية من مشاكل حقيقية يعانيها المواطن اللبناني.


«الراي» حاورتْ جان ماري رياشي حول العمل والتفاصيل في هذه السطور:

• في البداية تصل بالسلامة؟

- (يضحك) لا أتكلم عن نفسي في هذه الأغنية التي يمكن أن تأخذها من جهات عدة، فهي تعكس وضع الفنان الذي يتعذب في لبنان، ووضع الشاب اللبناني أيضاً الذي يسعى لإيجاد وظيفة في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها. وإذا لم يكن الفن مرآة للمجتمع فسيكون كذاباً، ونحن يجب ألا نقدّم فقط أغنيات لتُسعِد الناس أو ليرقصوا على أنغامها، بل أعتقد أنه لديّ واجب تقديم أغنية تتكلم عن وجع الناس. والسبب في نجاح هذه الأغنية هو أنها واقعية.

• ولماذا عملتَ على تقديم الأغنية بصوتك؟

- حاول فنانون عديدون غناء هذه الأغنية، وهي من كلمات الشاعر نزار فرنسيس، لكن لم أشعر بأنها ستصل بالصدق المطلوب، خصوصاً أننا أمام عمل من صلب الواقع وصادق في ما يحمله ويعبّر عنه. ولذا أحببتُ أن أقدّم الأغنية بصوتي لأوصل عملاً صادقاً إلى الناس. وقد وضعنا في نهاية الكليب «يُتبع» لأن القصة لم تنته هنا. لدينا مشكلة في مجتمعنا ولدينا وضع شاذ في البلد ويجب تصحيحه.

• وما القصد من «يُتبع» ؟ هل سيُتبع بـ «فيزا» للشعب اللبناني مثلاً؟

- (يضحك) يُتبع أي نريد أن نكمل. دعنا نرى إلى أين سيصل الكليب، وكيف سنكمل بالرغم من أن هذه الأغنية صدرت قبل نحو 7 أشهر وتحديداً في ألبوم «بالعكس 2».

• ما سبب توقيعك باسم «شاب لبناني» على الكليب؟

- يعيش الشاب اللبناني وضعاً مزرياً في لبنان. ذلك أن حولنا الكثير من المشاكل وفرص العمل تختفي. وأعتقد أنني تأخرتُ في طرح هذه الأغنية وكان يجب أن أقدمها منذ زمن. الفن اللبناني أيضاً ذهب من لبنان، فماذا يقدّم الفنانون اللبنانيون من أغنيات لبنانية؟ عدد قليل جداً نسبةً إلى ما ينبغي تقديمه. لذا وعبر جريدتكم الكريمة أدعو زملائي إلى ضرورة تقديم أغنيات تكون مرآة للمجتمع الذي نعيش فيه وليس فقط أغنيات «طبل وزمر وحب وغرام». يعاني المجتمع اللبناني مشاكل كثيرة «وطول عمرها الموسيقى هي مرآة للمجتمع».

• لماذا اعتمدتَ على الغرافيكس في الكليب؟

- الشعب اللبناني يحب الحياة ويحب الضحك. وعندما تشاهد هذا الكليب تبتسم ولا تحزن، لكنه في الوقت نفسه يترك بصمة داخلك أقوى من أي فيلم. انتشرتْ الرسالة من هذا العمل لأننا بدأناه بأسلوب ساخر، خصوصاً أننا، أي اللبنانيين، «منحب نتمسخر، وفي هذا الكليب عم نتمسخر على حالنا». اعتمدنا هذه السياسة لتسويق الكليب وإيصاله بشكل سريع، كما أنني فضّلت أن يتكلم الكليب عن كل شخص على أن يُنسب إلى كاراكتير واحد.

• ألا تقلق من انتقاد المسؤولين في لبنان لعملك هذا؟

- سأفرح عند انزعاج أي مسؤول لبناني من هذا الكليب، وإن شاء الله يتذكّر المسؤولون ويدركون حجم المشاكل في البلد. لا أدعو الناس إلى الهجرة بل أتكلم بصفة شخصية من خلال هذه الأغنية، فأنا شاب من منطقة تُدعى «رأس بعلبك» (البقاع) وهي لا تضمّ أي معهد موسيقي أو مسرح حتى، فماذا تريد أن ينتظر أي شاب في منطقتنا؟ فعلاً سأفرح عند انزعاج أي مسؤول، خصوصاً أن انزعاجه هذا سيساهم في إيصال الرسالة التي نريدها.

• لماذا دبي؟

- لأن الحكومة في دبي هي في خدمة شعبها وليس كما الحال في لبنان، أي أن الشعب هو في خدمة حكومته. أحسد أهل دبي على حكامهم. في المقابل، لدينا طاقات مخيفة في لبنان ويجب أن يتم الانتباه لأصحابها ولو قليلاً. لا نريد أن يفعل أحد لنا شيئاً، لكن على الأقل ألا يتم حرماننا من أبسط وسائل العيش، وهذا ما يشكو منه المسؤولون أيضاً.

• ما الصعوبة التي تجدها في عملك الفني في لبنان؟

- أسعى دائماً إلى تقديم أعمال فنية ذات مستوى كبير وجيّد. لكن حظي جيد أنّ لديّ مدخولاً مادياً من عمل آخر إلى جانب عملي الفني، وهو ما يساعدني على الاستمرار وتقديم أعمال مميزة. يجب أن يعيش الفنان بكرامة حتى يقدّم الفن الراقي، وهذا ما نشكو منه في لبنان. ومن هنا أدعو كل زملائي لنقوم بثورة موسيقية لتحقيق ما نصبو إليه.

• لماذا دبي وليس الكويت؟

- اخترتُ دبي لأنني أسافر إليها باستمرار ويمكنك اعتبارها رمزاً لكل لبناني يهاجر بهدف العمل. لديّ شقيقتين تركتا لبنان على أساس لسنتين من الوقت، إلا أنه حتى الآن مضى 16 عاماً على وجودهما في دبي وقد تزوّجتا هناك أيضاً ولا تريدان العودة أبداً إلى لبنان. وهذا هو الواقع الذي أشير إليه. في المقابل الشعب الكويتي محبّ للفن ومتذوق له، وأعلم أن الكويت هي من أوائل البلدان التي قدّمت فناً خليجياً راقياً و«مرتّباً».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي