أعياد «أكتوبرية» لـ«ورثة الأنبياء» يمنحها الأمير بحضوره مجداً ورفعة
كل المحطات تنتهي إلى 5 أكتوبر... كما تنتهي جداول الماء في النهر
كل المحطات تنتهي إلى 5 أكتوبر كما تنتهي جداول الماء في النهر، إذ يعود من مهجره الشتات وتشرق الشمس من جميع الجهات وترفرف الرايات خفاقة بشتى الأمنيات وتكون الأعياد «أكتوبرية» لـ«ورثة الأنبياء» يمنحها سمو الأمير بحضوره مجداً ورفعة وسؤدداً.
وفي 5 أكتوبر، تتشرف الأسرة التربوية بلقاء سمو الأمير الذي اعتاد سنوياً وبلفتة أبوية كريمة على رعاية هذا المحفل والتكرم بذلك الحضور حين ينبع العطاء من القلب وتتدفق المشاعر من الأعماق وتنساب الإنسانية عذبة من بحور أربابها فيكون التكريم شاهداً للانتصار المدوي في فضاء العلم وتكون الأهازيج قبساً مضيئاً للإنسانية جمعاء.
وفي 5 أكتوبر، يوم عالمي للمعلم مبعث الزهو فيه أن تمتزج الرايات وأن تترنم الأوطان حيث شهر الانتصار يشدو وجدول المجد يترقرق، فتنتشر النسائم معطرة بأرج العلم وتأتي الأناشيد محمومة بعبق الذكرى، وما الذكرى سوى لفتة حب وعرفان، وما التكريم إلا إكليل ورد يستلهب المشاعر حين تعلو الهمم ويرتفع اللواء وتخرج الأجيال ويكبر النشء، فتتشكل ملامح الوطن بملامح المعلم وتجود أيدي الأمم بما يجود ويثمر عندها يومض برق الانتصار في سائر البلاد ويجهش هزيم الحفل مدوياً في الأفق وتسقط أمطار التكريم برداً وسلاماً في صحاري المسيرة.
وفي 5 أكتوبر، عقود من العمر مضت وأجيال تلو الأجيال تعاقبت، والمعلم باق ببردة الأنبياء لا ينازعه فيها منازع ولا يختلف إليه فيها غريم حتى كان الأب والمربي في آن معاً، وكان الرسول الرحيم الذي ينتشل النشء من مخالب الجاهلية إلى وارف الظلال والنور.
وفي الكويت، ومنذ انطلاقة مسيرتها التربوية دأبت على إعداد المعلم وتأهيله وفق أرقى الأطر والمستويات وبما يوافق مكانته السامية في المجتمع ويعكس طبيعة مهنته المقدسة التي كانت لسنوات خلت موضعاً لإطراء الشعراء وثناؤهم وتمجيدهم، حتى جاءت أبيات «شوقي» الشهيرة لترفعه إلى مكانة الرسل والأنبياء فيما حياه «العسكر» في قصيدته التي رفعها عام 1936 إلى أول بعثة تعليمية نظامية يتعاقد معها مجلس المعارف مع فلسطين بعد أن أماط اللثام عن دوره الإنساني الرائد في نهضة الشعوب، ووجه الأنظار نحو سهامه الصائبة في رفعة الأمم وأحاطه بسياج منيع من الرفعة، وزوده بوشاح من الهيبة والوقار لا يرتديه إلا كبير القوم، حتى انعكست تلك الوقائع بكل جلاء على الحصاد وأورق النشء رائداً مستقلاً في شتى المجالات فأبدع في جميع الفنون وتقلد مسيرة النماء والإعمار وأصبح من الرهط الذين يشار إليهم بالبنان.
ولئن ولى زمان الكتاتيب وغابت شمس تبجيل المعلم وانطفأت آخر شموع الإجلال، فما يضير الرسول دعوى الضلال إن تفاقمت ولا يستوقف المسير معالم الدرب إن بانت، وإن استحال المقدس إلى مستباح ومنهوب، فذاك الآل في الصحراء يكذب وهذا الإرث في التاريخ يشهد فهو الثائر الصاخب إن تبدل الحال وهو الثابت الشامخ إن تساقط المعنى، فحق اليوم للأجيال أن تفخر وللأعلام أن ترفرف ولكل ساكن في الأرض أن ينتفض فمكانة مرموقة على مر العصور ورمز شاهق وإن هوى البنيان.
ولكن مع تعاقب الزمن وتراكم السنوات وتزامناً مع اندلاع ثورة التقنيات بدأت مكانة المعلم تنحسر عن شاطئ التبجيل واستحالت كلمات «شوقي» إلى أماني وآمال، حيث الواقع السائد الذي ضرب جميع القيم والأعراف والتقاليد وقهقر حشود الهيبة إلى صفحات الكتب، فلم يعد المعلم الرسول المقدس والمطاع ولم تعد نظرته الشذراء كما في الماضي، ورغم أن فلت الزمام التربوي من يديه وتبخرت قداسة التعليم في ناظريه إلا أن نفق المسيرة لم يزل يرفل بالأضواء وبارقة الأمل تسري في أحشاء الظلام، إذ عكفت وزارة التربية جاهدة على استنهاض الماضي وإحياء الإرث وإعادة الروح للجسد المسجى، فكان أن أطلقت حملتها في المدارس مصحوبة بسلسلة القيم الطويلة في محاولة لتعزيز المتوارث منها للأجيال وتأصيل ملامحها الصافية عند النشء إيماناً منها بالدور الإنساني الكبير لهذا «الثابت» رغم عواصف التغيير.
وبين تأصيل القيم وإحياء الإرث وبعد المحاولات المتكررة لاستنهاض الماضي، ورغم تلك السنين العجاف التي خيمت على الآفاق تأتي هذه المناسبة العزيزة على قلوب التربويين بمثابة العيد الكبير والفرح المدوي إذ تطوف القلوب على كعبة التعليم وتشخص الأبصار نحو قطف الثمار وتلتقي أنهار الوارثين في مصب الحدث فوشاح الأفراح ومعطف العز وشال الجمال على أكتاف «التربية» حين تتشرف بلقاء الأمير وتغترف من منهل الأبوة، لتهدأ على وقع عرسها الأنفس، وتسكن إلى خضرتها الفيافي وتزهر حدائق العلم في كل صعيد عندها تستوقف المحطات المسافر والمشاوير تلفظ الرمق وخطى الغريب تكف عن الطواف وتنتهي كل المحطات إلى «أكتوبر» كما تنتهي جداول الماء في النهر.
وفي 5 أكتوبر، تتشرف الأسرة التربوية بلقاء سمو الأمير الذي اعتاد سنوياً وبلفتة أبوية كريمة على رعاية هذا المحفل والتكرم بذلك الحضور حين ينبع العطاء من القلب وتتدفق المشاعر من الأعماق وتنساب الإنسانية عذبة من بحور أربابها فيكون التكريم شاهداً للانتصار المدوي في فضاء العلم وتكون الأهازيج قبساً مضيئاً للإنسانية جمعاء.
وفي 5 أكتوبر، يوم عالمي للمعلم مبعث الزهو فيه أن تمتزج الرايات وأن تترنم الأوطان حيث شهر الانتصار يشدو وجدول المجد يترقرق، فتنتشر النسائم معطرة بأرج العلم وتأتي الأناشيد محمومة بعبق الذكرى، وما الذكرى سوى لفتة حب وعرفان، وما التكريم إلا إكليل ورد يستلهب المشاعر حين تعلو الهمم ويرتفع اللواء وتخرج الأجيال ويكبر النشء، فتتشكل ملامح الوطن بملامح المعلم وتجود أيدي الأمم بما يجود ويثمر عندها يومض برق الانتصار في سائر البلاد ويجهش هزيم الحفل مدوياً في الأفق وتسقط أمطار التكريم برداً وسلاماً في صحاري المسيرة.
وفي 5 أكتوبر، عقود من العمر مضت وأجيال تلو الأجيال تعاقبت، والمعلم باق ببردة الأنبياء لا ينازعه فيها منازع ولا يختلف إليه فيها غريم حتى كان الأب والمربي في آن معاً، وكان الرسول الرحيم الذي ينتشل النشء من مخالب الجاهلية إلى وارف الظلال والنور.
وفي الكويت، ومنذ انطلاقة مسيرتها التربوية دأبت على إعداد المعلم وتأهيله وفق أرقى الأطر والمستويات وبما يوافق مكانته السامية في المجتمع ويعكس طبيعة مهنته المقدسة التي كانت لسنوات خلت موضعاً لإطراء الشعراء وثناؤهم وتمجيدهم، حتى جاءت أبيات «شوقي» الشهيرة لترفعه إلى مكانة الرسل والأنبياء فيما حياه «العسكر» في قصيدته التي رفعها عام 1936 إلى أول بعثة تعليمية نظامية يتعاقد معها مجلس المعارف مع فلسطين بعد أن أماط اللثام عن دوره الإنساني الرائد في نهضة الشعوب، ووجه الأنظار نحو سهامه الصائبة في رفعة الأمم وأحاطه بسياج منيع من الرفعة، وزوده بوشاح من الهيبة والوقار لا يرتديه إلا كبير القوم، حتى انعكست تلك الوقائع بكل جلاء على الحصاد وأورق النشء رائداً مستقلاً في شتى المجالات فأبدع في جميع الفنون وتقلد مسيرة النماء والإعمار وأصبح من الرهط الذين يشار إليهم بالبنان.
ولئن ولى زمان الكتاتيب وغابت شمس تبجيل المعلم وانطفأت آخر شموع الإجلال، فما يضير الرسول دعوى الضلال إن تفاقمت ولا يستوقف المسير معالم الدرب إن بانت، وإن استحال المقدس إلى مستباح ومنهوب، فذاك الآل في الصحراء يكذب وهذا الإرث في التاريخ يشهد فهو الثائر الصاخب إن تبدل الحال وهو الثابت الشامخ إن تساقط المعنى، فحق اليوم للأجيال أن تفخر وللأعلام أن ترفرف ولكل ساكن في الأرض أن ينتفض فمكانة مرموقة على مر العصور ورمز شاهق وإن هوى البنيان.
ولكن مع تعاقب الزمن وتراكم السنوات وتزامناً مع اندلاع ثورة التقنيات بدأت مكانة المعلم تنحسر عن شاطئ التبجيل واستحالت كلمات «شوقي» إلى أماني وآمال، حيث الواقع السائد الذي ضرب جميع القيم والأعراف والتقاليد وقهقر حشود الهيبة إلى صفحات الكتب، فلم يعد المعلم الرسول المقدس والمطاع ولم تعد نظرته الشذراء كما في الماضي، ورغم أن فلت الزمام التربوي من يديه وتبخرت قداسة التعليم في ناظريه إلا أن نفق المسيرة لم يزل يرفل بالأضواء وبارقة الأمل تسري في أحشاء الظلام، إذ عكفت وزارة التربية جاهدة على استنهاض الماضي وإحياء الإرث وإعادة الروح للجسد المسجى، فكان أن أطلقت حملتها في المدارس مصحوبة بسلسلة القيم الطويلة في محاولة لتعزيز المتوارث منها للأجيال وتأصيل ملامحها الصافية عند النشء إيماناً منها بالدور الإنساني الكبير لهذا «الثابت» رغم عواصف التغيير.
وبين تأصيل القيم وإحياء الإرث وبعد المحاولات المتكررة لاستنهاض الماضي، ورغم تلك السنين العجاف التي خيمت على الآفاق تأتي هذه المناسبة العزيزة على قلوب التربويين بمثابة العيد الكبير والفرح المدوي إذ تطوف القلوب على كعبة التعليم وتشخص الأبصار نحو قطف الثمار وتلتقي أنهار الوارثين في مصب الحدث فوشاح الأفراح ومعطف العز وشال الجمال على أكتاف «التربية» حين تتشرف بلقاء الأمير وتغترف من منهل الأبوة، لتهدأ على وقع عرسها الأنفس، وتسكن إلى خضرتها الفيافي وتزهر حدائق العلم في كل صعيد عندها تستوقف المحطات المسافر والمشاوير تلفظ الرمق وخطى الغريب تكف عن الطواف وتنتهي كل المحطات إلى «أكتوبر» كما تنتهي جداول الماء في النهر.