وجع الحروف

الناخبون وخارطة الطريق...!

تصغير
تكبير
عندما طرح عليّ موضوع خوض الانتخابات المقبلة من قبل مجموعة من الشباب، تذكرت مقولة لإسماعيل باشا تشكل حكمة يستنار بها «المثقف لا يكون رهينة للتصفيق وما يقوله الناس عنه? بل يجب أن يكون واعياً وفطناً ليدرك الفرق بين الاستقلالية والحياد والانتقاد والركوب مع موجة الآخرين».

أمضينا عقوداً نتابع أسماء تعلن خوضها الانتخابات، بعضها رهينة التصفيق وبعضها مستقل وبعضها لا يعرف للحيادية «درب»، وبعضها مع هوى النفس تمضي!


وإن سألت عن أخلاقيات خارطة الطريق بالنسبة للسواد الأعظم من قاعدة الناخبين، فأنت كمن يبحث عن حبة صغيرة ثمينة رماها طفل مراهق من على مركب ضخم وسط المحيط.

الشاهد إن الكفاءة والجدارة بحاجة إلى من يدعمهما معنويا وبتوجه صادق محايد يقف مع الحق نصرة للبلد والعباد، والترشح للانتخابات له جو خاص والقرار بالنسبة إلي ما زال قيد الدراسة والمتابعة من قبل الأحبة.

ما أقصده هو إنك كناخب يجب ألا تنظر للمرشح من نافذة: من ولده؟ أو لمن ينتمي؟ أو تحبه أو لا تحبه... اسأل هداك الله إلى طريق الصواب: ماذا يملك من خصال المرشح المطلوبة التي ذكرتها في مقال سابق ولا تلتفت إطلاقا لوكالة «يقولون» التي مزقت ثوب اختياراتنا الصالحة.

والحاصل إن ما نراه هو نتاج تراكمات لثقافة طريقة الاختيار السيئة غير المبنية على معايير صالحة، وبالتالي تنتهي خارطة الطريق إلى «درب» مسدود، وعليه «يافطة» كبيرة جداً يراها من يشتكي ضعف نظر، تقول «هذا اختيارك... فاتق الله في القادم من الأيام»!

قد نستوعب الدرس مما مضى من عقود، وقد نبقى «على طمام المرحوم». ويبدو من المشاهدات أننا بحاجة إلى من «يهز» العقول قليلا، لعلها من سباتها تستفيق، وتتدارك ما تبقى، فالكويت تستحق الأفضل... من يستطيع المساهمة في بناء الوطن وخدمة العباد.

يعلم الجميع أن نسبة كبيرة من الكفاءات فضلت عدم خوض الانتخابات خشية الدخول في «عش الدبابير»، حيث الإشاعات والتقول و«دس السم بالعسل». ولكن أظن حسب ما لمسته من فئة الشباب، أن الوعي في ازدياد، وهم، والعلم عند الله، مقبلون على تغيير جوهري في خارطة طريق اختيار المرشحين لمجلس الأمة 2017.

نريد الكفاءة ومن يمتلك حسا أخلاقيا وملما بقضايا المجتمع والحقوق والواجبات، وأن يكون خدوما بلا شك وليس ممن إذا حالفه الحظ «سكر الخط»!

هل نفهم الحاجة إلى التدبر والتعقل؟ هل قرأنا «القول الحكمة» لإسماعيل باشا أعلاه. هل نفهم ونعي أهمية القول المأثور «قل لمن لا يخلص... لا تتعب»... فأين نحن من الإخلاص لهذا المجتمع الكريم والبلد الطيب الذي فقد بريقه منذ عقود عدة والسبب يعود إلى سوء اختياراتنا السابقة.

إنها نظرة تأمل أسقطناها على الورق بعد حوار طيب جمعني بأحبة من الشباب المتحمس... فإن أحسنت، فمن الله? وإن أسأت أو أخطأت، فمن نفسي والشيطان... والله المستعان.

[email protected]

Twitter: @Terki_ALazmi
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي