تحليل

هل تهز القبلية عرش «الائتلافية» ؟ّ!

تصغير
تكبير
على مدى طويل من سيطرة القائمة الائتلافية على مقاعد الاتحاد الوطني لطلبة الكويت، لم تكن القبيلة أداة فرز لمرشحيها في الانتخابات الطلابية، حيث كانت تعتمد على تزكيات التيارات السياسية الدينية من جماعة الاخوان المسلمين والتجمع السلفي اللذين يعتبران المكون الاساسي للقائمة الائتلافية.

لكن الأجواء الانتخابية هذه السنة، والنفس القبلي الواضح الذي ظهر جلياً في الترشيحات والتحالفات، يهدد التوجه «الأيديولوجي» المحافظ للقائمة الائتلافية والاعتماد على الحشد القبلي بدلاً من ذلك، مما قد يؤثر سلباً على أداء القائمة في التمثيل الطلابي بمكوناته المختلفة، فضلاً عن ان «الائتلافية» عرف عنها طوال فترة تربعها على عرش الاتحاد انها تعد مصنع القيادات الشبابية والنخبوية في المجتمع، وكثيرون من المسؤولين والنواب والناشطين على الساحة السياسية اليوم، عملوا أعضاء ومسؤولين ونشطاء في القائمة الائتلافية خلال مسيرتهم.

ونجحت القائمة الائتلافية بابتعادها عن المعيار القبلي في اختيار مرشحيها خلال السنوات السابقة بفرض سيطرة ساحقة على مقاعد الهيئة الادارية لاتحاد طلبة الكويت، وباتت منافستها (القائمة المستقلة) تسعى وراء تحسين أرقامها فقط، فيما غابت قائمة الوسط الديموقراطي من خريطة التمثيل الطلابي كليا.

لكن القائمة المستقلة التي تتقن جيداً لعبة التزكيات القبلية في الانتخابات الطلابية، يبدو انها قد تجد منفذا هذه السنة للفوز بأحد مقاعد الاتحاد وكسر احتكار «الائتلافية» كونها اكثر تمكنا في جذب العناصر القبلية.

ومما لا شك فيه ان الاعتماد على القبلية في اختيار المرشحين يقلص فرص بروز الكفاءات العلمية والفكرية والنقابية التي تحتضنها القبيلة من بين افرادها، وتسهم في توسيع هوة المنافسة بين الساعين للمصلحة الذاتية والساعين للمصلحة الوطنية، كما تسهم في عزوف الكفاءات عن التمثيل النقابي بسبب المهاترات والمنافسة غير المتكافئة لمن لا يتمتعون بالكفاءة المطلوبة.

فهل يكون لجوء «الائتلافية» إلى الحشد القبلي بداية لإعلان فك التحالف التاريخي بين «السلف» و»الإخوان» في الجامعة؟ أم تكون بداية لولادة قوائم طلابية جديدة تخرج من رحم القائمة التي تسيّدت عرش الاتحاد على مدى أكثر من 3 عقود متواصلة؟
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي