«الكويت تتبوأ المراكز الأولى في المساعدات مقارنة بمستوى دخلها القومي»

الأمير: استضفنا 130 ألف سوري في الكويت للم شملهم بأقاربهم البالغ عددهم 153 ألفاً

تصغير
تكبير
سنواصل الوفاء بالتزاماتنا الإنسانية للتخفيف عن البشرية آلام الصراعات المدمرة

الكارثة الإنسانية التي يعيشها عالمنا تتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي لإنهاء الصراعات ومظاهر القتل والدمار

الكويت شرعت في تمويل البرامج التعليمية والصحية لأبناء اللاجئين والنازحين في الدول المضيفة

الوزير كيري ثمّن جهود سمو الأمير الإنسانية وموقف الكويت الرائد في احتضان مشاورات السلام اليمنية
كونا- أكد صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد، مواصلة دولة الكويت الوفاء بالتزاماتها الإنسانية ودعمها لمؤازرة المجتمع الدولي بالتخفيف عن البشرية من آلام الصراعات المدمرة.

جاء ذلك في كلمة سمو الأمير خلال ترؤسه قمة القادة لمناقشة أوضاع اللاجئين، في مقر الامم المتحدة بمدينة نيويورك الليلة قبل الماضية، تلبية لدعوة الرئيس الاميركي باراك اوباما.


ورافق سموه وفد رسمي ضم كلا من نائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الاحمد، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، والنائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، وكبار المسؤولين في الديوان الاميري ووزارة الخارجية. وفيما يلي نص الكلمة:

«بسم الله الرحمن الرحيم

فخامة الرئيس باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأميركية الصديقة،

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

معالي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون،

أصحاب المعالي والسعادة،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يسرني بداية أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لفخامة الصديق باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأميركية، وإلى الدول الراعية، على دعوتهم لعقد هذا الاجتماع المهم، مشيدا بالجهود الكبيرة التي بذلت للاعداد له.

يأتي انعقاد هذا الاجتماع المهم في بادرة كريمة تعكس اهتماما دوليا عاليا في التخفيف من معاناة اللاجئين والنازحين في العالم، بعد أن بلغ عددهم خمسة وستين مليون لاجئ، حسب إحصائيات الأمم المتحدة. لا بد لنا هنا من الإشادة بالدول المضيفة للاجئين، لاستضافتها أعدادا كبيرة منهم، وتحملها لصعوبات اقتصادية متزايدة، ومن جانب آخر فإن عدم استمرار هذه الالتزامات من شأنه أن يضعف قدراتنا على الوفاء بدورنا الإنساني والتنموي.

إننا ندرك ان الكارثة الإنسانية التي يعيشها عالمنا اليوم تتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي لمواجهتها بالعمل على إنهاء الصراعات ومظاهر القتل والدمار التي أصبحت ماثلة وعلى الدوام أمام أعيننا جميعا.

لقد أدركت بلادي الكويت واجبها الإنساني في محيطها الإقليمي والدولي، وسعت إلى تقديم المساعدات ثنائيا ودوليا، للتخفيف من آثار الكوارث الطبيعية والأزمات، سواء مباشرة إلى الدول المتضررة أو عبر الوكالات الدولية المتخصصة أو عن طريق تنظيم واستضافة عدة مؤتمرات للمانحين، حيث تجاوز إجمالي ما قدمته دولة الكويت خلال السنوات الخمس الماضية ملياري دولار لمجتمع اللاجئين والنازحين، بما في ذلك ما تعهدت به أخيراً في مؤتمر لندن والبالغ ثلاثمئة مليون دولار دعما لأوضاع اللاجئين، حيث شرعت في تمويل البرامج التعليمية والصحية لأبناء اللاجئين والنازحين في الدول المستضيفة لهم للسنة الأولى، وقد قررت تخصيص خمسة ملايين دولار من المبلغ المشار إليه لبرامج الأونروا التعليمية، إضافة إلى ذلك تعهدت دولة الكويت أخيراً بمبلغ مئة وستة وسبعين مليون دولار لدعم أوضاع اللاجئين والنازحين العراقيين، حيث باشرت في تمويل المشاريع الصحية والتعليمية والإغاثية عبر منظمات الأمم المتحدة المعنية بالعمل الإنساني والجمعيات الخيرية الكويتية.

لم تقف مساهمات بلادي الكويت في التخفيف من آثار الكارثة الإنسانية للأشقاء في سورية عند حد تقديم المساعدات المادية فقط، وإنما تجاوزتها إلى استضافة ما يزيد على مئة وثلاثين ألف مواطن سوري منذ اندلاع الأزمة أي ما يمثل عشرة في المئة من إجمالي تعداد المواطنين الكويتيين البالغ عددهم مليونا وثلاثمائة ألف مواطن، لتحقق لهم لم الشمل بأقاربهم المقيمين على أرض الكويت، والبالغ عددهم مئة وثلاثة وخمسين ألف مواطن سوري، ولن تتخلى دولة الكويت عن هذا النهج وستواصل سعيها للتخفيف من معاناة الشعب السوري الشقيق.

كما ضاعفت بلادي من مساهماتها الطوعية السنوية الثابتة لعدد من الوكالات والهيئات الدولية المعنية بأوضاع اللاجئين، لتتبوأ المراكز الأولى عند مقارنة حجم المساعدات التي تقدمها بمستوى الدخل القومي.

ومن هذا المنبر فإنني أود أن أؤكد أن بلادي ستواصل الوفاء بالتزاماتها الإنسانية ودعمها لمؤازرة المجتمع الدولي بالتخفيف عن البشرية من آلام الصراعات المدمرة.

وفي الختام أكرر الشكر لكم جميعا متمنيا لأعمال اجتماعنا كل التوفيق والسداد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

وكان صاحب السمو الأمير استقبل ظهر أمس الأول، وبحضور الشيخ مشعل الاحمد، والشيخ جابر المبارك، وزير الخارجية الأميركي جون كيري والوفد المرافق، في مقر الكويت لدى الأمم المتحدة.

وتم خلال اللقاء بحث اخر المستجدات والعلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الصديقين، وبحث تطورات الاوضاع في سورية والعراق واليمن والقضايا الانسانية التي تخص اللاجئين والشعب السوري.

كما أعرب الوزير كيري عن خالص شكره وتقديره لجهود سموه الانسانية ومساعيه الخيرة، وموقف الكويت الرائد في احتضان مشاورات السلام اليمنية، للوصول إلى الاستقرار والسلام وانهاء النزاع في البلد الشقيق.

حضر المقابلة الشيخ صباح الخالد وأعضاء الوفد الرسمي المرافق لسمو الأمير.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي