تغريدتان للدكتور نايف العجمي وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السابق حول العفو الأميري، التقطهما البعض وصنفهما وحللهما وفق هوى نفسه وعرضهما ولا حول ولا قوة إلا بالله.
العجمي والنائب السابق مسلم البراك، لا تربطني بهما علاقة شخصية، وأعرفهما وأقدرهما وأحترمهما وإن اختلف توجهي عن منظورهما حول بعض القضايا... يبقى الأمر في المحيط الشخصي، ولا أسمح لنفسي بعرضه للعامة تجنباً لسوء الفهم الذي بات «ماركة مسجلة» لبعض أحبتنا هداهم الله إلى سواء السبيل.
أعجبني ما جاء في رد العجمي لمن تعرض له بالظلم، حيث استشهد بالآية الكريمة «ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل * إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم»... رد جميل وواف.
الشاهد من هذه الواقعة? أننا في الآونة الأخيرة لاحظنا الكثير من الظلم وبالأخص في مواقع التواصل التي باتت وسيلة لهدم أواصر المحبة والمعرفة كذلك... فالظلم الذي نتعرض له وأنا ممن تعرضوا له، أفرغ بعض العقول من المعلومة الحقيقية وصارت المعرفة مشوهة أخلاقياً. لذلك? فإن اجتناب الظلم منهج رباني يستوجب على الجميع اتباعه، ونستشهد هنا بقوله تعالى في الحديث القدسي «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما»، ففيه عبرة وقانون سلوكي لا يجب بأي حال من الأحوال وتحت أي ضغط أو مصلحة تجاهله... إنه حرام!
تستطيع التعليق وتوجيه الانتقاد المباح، أما التهكم والازدراء والسب والقذف وخلافه من السلوكيات الدخيلة، إنما هي من أوجه الظلم الذي حرمه الله على عباده.
وأذكر هنا قول مريض يعالج في برشلونة شفاه الله وعافاه، «يا بو عبدالله، تصور إنني أسير ومريض أعاني من مشاكل في الركبة ومرض الكرونز. وتم إيقاف مخصصاتي منذ أشهر رغم أن التقارير موجودة في وزارة الصحة، لكن... الحمد لله على كل حال».
نعم الحمد لله على كل حال. هذا المريض الذي أسر أثناء الغزو العراقي الغاشم لم يشتك ولم يظلم ولم يبالغ في عرضه واختتمه بقول «الحمد لله على كل حال».
كثير منا يتعرض للظلم ولا يجد قناة اتصال تمنحه الفرصة لعرض الحقيقة. والبعض يتعرض للظلم وهو لا يعلم من غيبة وإفك وبهتان تحاك له بالخفاء... وهو حسب المنهج الرباني منتصر وإن زاد أثر الظلم الواقع عليه فاحتساب الأجر من الله أفضل بكثير ممن يتصور البعض.
فكيف نجتنب الظلم؟
أعتقد أن الفساد الإداري? الاجتماعي? السياسي، من أوجه الظلم، وكي نتجنبه تستدعي الضرورة استغلال أفضل السبل الأخلاقية، مثل: الحوكمة? تطبيق القانون على كل مسيء? التحقق من ما يقال عن أفراد بمواجهتهم كي لا نظلم الأبرياء.
إنها منظومة ثلاثية تستوجب التطبيق كي ننعم بحياة أفضل، فيها العمل المؤسسي محكوم بحوكمة? والقانون يطبق على الجميع من دون أي استثناء، مما يضمن تطبيق الوحدة الوطنية ويعيد أواصر المحبة المفقودة? والتحقق من ما يقال يثري معرفتنا وانطباعاتنا الشخصية.
ومسألة التطبيق من عدمه أمر لا سلطة لنا عليه، فنحن هنا فقط أصحاب رأي نحاول قدر المستطاع أن نبسطه بقالب أخلاقي لأصحاب القرار ومن يهمه أمر صلاح الأمة لعله يأتي اليوم الذي نراه مطبقا... والله المستعان.
[email protected]Twitter: @Terki_ALazmi