بلسم روح الحياة
الشباب... قوة المجتمعات
تهاني المطيري
من منا لم يسمع عن القارة العجوز، ولماذا أُعطيت القارة الأوروبية هذا اللقب. إن السبب ببساطة لهذه التسمية هو حاجتها وافتقارها إلى العنصر الشبابي، ولكي ما تضمن شعوب هذه القارة استمرارها وتطورها فهي تحتاج إلى مزيد من العناصر الشبابية.
نعم، إن الشباب في أي أمة هم صمام أمانها وثروتها ومصدر قوتها والدرع الذي يحميها، ولهذا السبب أيضاً فإن مقياس تقدم الشعوب والأمم يعتمد على وعي شبابها وعلى فاعليته واسهاماته في بناء حضارتها.
فماذا نقصد بالشباب؟ إن الشباب ومن المنظور العمري لحياة الإنسان تعني من تجاوز سن البلوغ من الجنسين الذكور والإناث دون الدخول في متاهات هذا التعريف من الناحية البيولوجية والنفسية والاجتماعية، وهم يمثلون حجر أساس مجتمعاتهم وبُناته الحقيقيين، هذا إذا ما أحسنا استغلال طاقاتهم وقدراتهم ووجهناها إلى ما هو خير لهم ولمجتمعاتهم. وإلا تحولت هذه الطاقات إلى تيار جارف يدمر كل من يعترضه.
إن من أهم صفات وخصائص الشباب هو كونه اجتماعيا بطبعه، يندمج ويتآلف مع محيطه، بالإضافة لامتلاكه طاقة قابلة للتغيير والتشكيل. فهو يمتلك الحماسة والجرأة وحب الاستطلاع، ويطمح إلى الاستقلالية، ويتمسك بالمثاليات والقيم، ولديه الميول للتضحية ويرفض القهر ويتبنى الجديد ويدافع عنه.
ومن هنا صُنف الشباب إلى ثلاثة مجموعات: فئة الشباب القيادي، ويتميز بأنه متعلم ومثقف وذو خبرة، وفئة الشباب الواعي الذي يمتلك بعض الخبرات لكنه يبدو خاملاً، نظراً لأن نشاطه لا يتوازى مع إمكانياته، والصنف الثالث هم الشباب التابعون، ويتصفون بتدني الوعي والتعليم وينتظرون من يقودهم.
ولكي ما يقوم الشباب بما هو منوط بهم تجاه أنفسهم أولاً ومن ثم مجتمعاتهم وجب أن يعرفوا ما لهم وما عليهم من حقوق وواجبات، وهذا لا يتحقق بالمحاضرات والمواعظ والخطب بل يجب أن يكون عن قناعة وإدراك. وهنا يأتي دور المؤسسات التعليمية التي تعطي الشباب الفرصة ليتوصلوا من خلال تعويدهم على التفكير المنطقي العلمي إلى واجباتهم وحقوقهم، دون تغليب الواجبات على الحقوق أو العكس.
إن أخطر ما يتجاذب الشباب تياران متطرفان ومتناقضان في الأفكار والأهداف. الأول يدعو إلى التحرر من القيم والعادات والتقاليد باعتبارها قيم بالية ومتخلفة، تحارب التطور والحداثة والانخراط في التقدم، وتدعو الشباب إلى نبذ كل ما هو قديم ومتوارث، فترى الشباب يسعون إلى تقليد الغرب بكل مظاهره وأفكاره . أما التيار الثاني فهو على النقيض تماماً من الأول ولا يقل خطورة عنه ويدعو الشباب إلى التمسك بالتقاليد بشكل أعمى ولاوعي، وتدعو إلى التعصب الديني أو المذهبي أو القبلي أو العرقي ويرفض كل ما هو جديد باعتباره بدعة وضلالة، وتجعل الشباب ينقادون إلى رفض كل من يخالفهم.
إن الشباب بحاجة ماسة إلى التقبل من المجتمع وتحقيق الذات والرعاية الصحية والنفسية وتفريغ طاقاته عن طريق ممارسة الهوايات التي يحبها، ولا ننسى الحاجة إلى التعليم والشعور بالأمان والاستقرار، كذلك تلبية حاجاتهم الاقتصادية والترفيهية والثقافية، والتوعية السياسية لتعزيز روح المواطنة والتواصل الثقافي والحضاري بين الأجيال، وتوجيه طاقاتهم نحو الأهداف والأولويات الوطنية والاجتماعية والسياسية أيضاً لرفع حس المسؤولية والانضباط تجاه النظام والقانون، وتعزيز التسامح والتعاضد بين أفراد المجتمع، وكبح جماح التمرد العفوي واللامسؤول لدى الشباب.
وعندما نوفر للشباب حاجاتهم سنراهم يسارعون إلى القيام بواجباتهم تلقائياً من خلال تعلم حس المسؤولية تجاه أنفسهم ومجتمعاتهم.
إن حماية الشباب وقيامهم بدورهم يحتاج إلى تعاون كل فئات المجتمع ومؤسساته التعليمية والثقافية، ونخص هنا دور الأسرة المسؤول الأول عن تربية وإعداد الشباب، وتقديم القدوة الصالحة، وتوجيه طاقاتهم لما ينفعهم وينفع مجتمعاتهم، وإلا تحولت هذه الطاقات الكامنة إلى طاقة مدمرة بدلاً من أن تكون طاقات بناءة ومفيدة.
* مدرب الحياة والتفكير الإيجابي
Twitter : t_almutairi
Instagram: t_almutairii
[email protected]
نعم، إن الشباب في أي أمة هم صمام أمانها وثروتها ومصدر قوتها والدرع الذي يحميها، ولهذا السبب أيضاً فإن مقياس تقدم الشعوب والأمم يعتمد على وعي شبابها وعلى فاعليته واسهاماته في بناء حضارتها.
فماذا نقصد بالشباب؟ إن الشباب ومن المنظور العمري لحياة الإنسان تعني من تجاوز سن البلوغ من الجنسين الذكور والإناث دون الدخول في متاهات هذا التعريف من الناحية البيولوجية والنفسية والاجتماعية، وهم يمثلون حجر أساس مجتمعاتهم وبُناته الحقيقيين، هذا إذا ما أحسنا استغلال طاقاتهم وقدراتهم ووجهناها إلى ما هو خير لهم ولمجتمعاتهم. وإلا تحولت هذه الطاقات إلى تيار جارف يدمر كل من يعترضه.
إن من أهم صفات وخصائص الشباب هو كونه اجتماعيا بطبعه، يندمج ويتآلف مع محيطه، بالإضافة لامتلاكه طاقة قابلة للتغيير والتشكيل. فهو يمتلك الحماسة والجرأة وحب الاستطلاع، ويطمح إلى الاستقلالية، ويتمسك بالمثاليات والقيم، ولديه الميول للتضحية ويرفض القهر ويتبنى الجديد ويدافع عنه.
ومن هنا صُنف الشباب إلى ثلاثة مجموعات: فئة الشباب القيادي، ويتميز بأنه متعلم ومثقف وذو خبرة، وفئة الشباب الواعي الذي يمتلك بعض الخبرات لكنه يبدو خاملاً، نظراً لأن نشاطه لا يتوازى مع إمكانياته، والصنف الثالث هم الشباب التابعون، ويتصفون بتدني الوعي والتعليم وينتظرون من يقودهم.
ولكي ما يقوم الشباب بما هو منوط بهم تجاه أنفسهم أولاً ومن ثم مجتمعاتهم وجب أن يعرفوا ما لهم وما عليهم من حقوق وواجبات، وهذا لا يتحقق بالمحاضرات والمواعظ والخطب بل يجب أن يكون عن قناعة وإدراك. وهنا يأتي دور المؤسسات التعليمية التي تعطي الشباب الفرصة ليتوصلوا من خلال تعويدهم على التفكير المنطقي العلمي إلى واجباتهم وحقوقهم، دون تغليب الواجبات على الحقوق أو العكس.
إن أخطر ما يتجاذب الشباب تياران متطرفان ومتناقضان في الأفكار والأهداف. الأول يدعو إلى التحرر من القيم والعادات والتقاليد باعتبارها قيم بالية ومتخلفة، تحارب التطور والحداثة والانخراط في التقدم، وتدعو الشباب إلى نبذ كل ما هو قديم ومتوارث، فترى الشباب يسعون إلى تقليد الغرب بكل مظاهره وأفكاره . أما التيار الثاني فهو على النقيض تماماً من الأول ولا يقل خطورة عنه ويدعو الشباب إلى التمسك بالتقاليد بشكل أعمى ولاوعي، وتدعو إلى التعصب الديني أو المذهبي أو القبلي أو العرقي ويرفض كل ما هو جديد باعتباره بدعة وضلالة، وتجعل الشباب ينقادون إلى رفض كل من يخالفهم.
إن الشباب بحاجة ماسة إلى التقبل من المجتمع وتحقيق الذات والرعاية الصحية والنفسية وتفريغ طاقاته عن طريق ممارسة الهوايات التي يحبها، ولا ننسى الحاجة إلى التعليم والشعور بالأمان والاستقرار، كذلك تلبية حاجاتهم الاقتصادية والترفيهية والثقافية، والتوعية السياسية لتعزيز روح المواطنة والتواصل الثقافي والحضاري بين الأجيال، وتوجيه طاقاتهم نحو الأهداف والأولويات الوطنية والاجتماعية والسياسية أيضاً لرفع حس المسؤولية والانضباط تجاه النظام والقانون، وتعزيز التسامح والتعاضد بين أفراد المجتمع، وكبح جماح التمرد العفوي واللامسؤول لدى الشباب.
وعندما نوفر للشباب حاجاتهم سنراهم يسارعون إلى القيام بواجباتهم تلقائياً من خلال تعلم حس المسؤولية تجاه أنفسهم ومجتمعاتهم.
إن حماية الشباب وقيامهم بدورهم يحتاج إلى تعاون كل فئات المجتمع ومؤسساته التعليمية والثقافية، ونخص هنا دور الأسرة المسؤول الأول عن تربية وإعداد الشباب، وتقديم القدوة الصالحة، وتوجيه طاقاتهم لما ينفعهم وينفع مجتمعاتهم، وإلا تحولت هذه الطاقات الكامنة إلى طاقة مدمرة بدلاً من أن تكون طاقات بناءة ومفيدة.
* مدرب الحياة والتفكير الإيجابي
Twitter : t_almutairi
Instagram: t_almutairii
[email protected]