هناك العديد من الأمور التي نحاول قدر الإمكان الابتعاد عن الخوض فيها لأسباب يصعب شرحها، ولكن إلى متى ونحن نحاول الابتعاد؟
من هذه الأمور الحرب القائمة في اليمن الآن، لنتحدث بصراحة، فإذا تكلمت أو كتبت داعماً للتحالف، فإن الفريق الآخر سيصنفك من الضد وستُصنف متشدداً، سواء كنت سنياً أو شيعياً...!
وإن كتبت وتكلمت داعماً للحل السياسي البحت ومراعاة حق كل الأطراف بالالتزام بالشرعية والدخول في تسوية فإنك ستُصنف داعماً لإيران!
إذاً الجميع يسعى ليحجر على فكرك ورأيك... وأمثالك كثيرون.
نعم كثيرون هم من تم الحجر على آرائهم إما برضاهم أو غصباً عنهم، وغصباً عنهم هذه تنقسم لأقسام عدة، أقلها تصنيفك في كل الأحوال على أنك متشدد.
لذلك تجد أن عدداً كبيراً من الكتاب المحايدين امتنع عن الخوض في موضوع الحرب في اليمن.
لكن لنطبق هذا السيناريو على حرب اليمن. لنفترض أن التحالف قد انتصر على أعدائه الحوثيين، لكن لنتذكر أن الحوثيين ليس اسمهم الحوثيين فنحن من أطلق عليهم هذا الاسم، انما هم حزب وله اسم، وهم ليسوا وحدهم بل يدعمهم رئيس مخلوع ومعه جزء من الجيش.
لكن لنكمل السيناريو... انتصر التحالف على الحوثيين ورضح الحوثيون للهزيمة وتحول حزبهم إلى حركة سياسية... حركة تشارك في الحياة السياسية لليمن ورضخ الجميع لها.
وانتصرت الشرعية باليمن... وتم تشكيل حكومة... حكومة... بالطبع الحكومة يجب أن تضم المعتدلين من الحوثيين، وقامت دول التحالف بالتمويل وضخ الأموال لبناء ما دمرته الحرب... أموال شعوب دول التحالف في أشد الحاجة إليها.
وبعد أربع سنوات أو أكثر قليلاً من انتصار التحالف وعن طريق صناديق الانتخاب الحر... فاز الحوثيون بالانتخابات في جزء مهم من اليمن هم وحلفاء الرئيس المخلوع، مع العلم انهم يتحملون سابقاً وحالياً مسؤولية الجنوح إلى السلاح ومنطق القوة وكان بإمكانهم توفير الكثير من الدم والدمار لو التزموا قرارات الشرعية الدولية والمبادرة الخليجية ولم يحتلوا عدن والمدن المجاورة.
لن أكمل السيناريو وأترك لك عزيزي القارئ أن تتخيل الباقي أو الأفضل، بالمنطق بسبب اختلاف القوى.
انتصر التحالف باليمن وعادت الشرعية للحكم.
الآن امسك ورقة وقلماً واكتب أنت عزيزي القارئ ما تعتقد ما سيحصل بعد ذلك.
في الحياة أهم الدروس التي نتعلمها ليست من الأمور التي أنجزناها بطريقة صحيحة، لكن من الأمور التي أخطأنا في تنفيذها!