استقال اعتراضاً على مشروع القانون بتنظيم العمل بالمهن الفنية والإعلامية

سوّاها... بوعدنان!

تصغير
تكبير
عبدالرضا:

بعض المواد في القانون لا تخدم الفن والفنانين وتُعيق تقدم الحركة الفنية

الفيلكاوي:

الاستقالة خسارة كبيرة... ونحن مع التعديلات التي اقترحها «بوعدنان»

العلي:

«لا تعليق»... وموقف مجلس النقابة يعبّر عنه «الرئيس»

بدر:

«بوعدنان» اتخذ قراره بعد اجتماعات مع الفرق الأهلية وشباب الفنانين

الشطي:

أشكر «بوعدنان»... وسيبقى كبيرنا ونقيب الفنانين

الهاجري:

معهد الفنون المسرحية لا شأن له بالقانون
قضية واحدة من الوزن الثقيل شغلت الوسط الفني في الكويت أمس، وهي استقالة نقيب الفنانين!

«سواها بوعدنان»!


ترددت هذه العبارة الموجزة والمحمَّلة بشحنة كبيرة من الدلائل والمعاني، على لسان الكثير من الفنانين أمس.

فعلى طريقته الشهيرة في الاعتراض في أعماله الفنية، فجّر نقيب الفنانين الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا قنبلة من العيار الثقيل، ليملأ الدنيا ويشغل الناس باستقالته التي تقدم بها أمس اعتراضاً على مشروع الاقتراح بقانون في شأن تنظيم العمل بالمهن الفنية والإعلامية.

وبالاستقالة التي جاءت شبه مسببة، ووجه بها بوصلته نحو إخلاصه الفني والمصلحة العامة لزملائه الفنانين، الذين اختار أن يكون ضميراً لهم ومعبراً عنهم، فجَّر «بوعدنان» الأوضاع داخل نقابة الفنانين ووضعها على فوهة بركان.

وأبدى الفنان الكبير، في نص الاستقالة التي اختار لها أن تكون إعلامية علنية، وأن يقدمها عبر بيان تم توزيعه على وسائل الإعلام، اعتراضه السافر على مواد في مشروع القانون المزمع، معتبراً أنها لا تخدم الفن والفنانين، وتعيق تقدم الحركة الفنية بصفة عامة، مطالباً بإعادة النظر فيها.

وقال الفنان الكبير في نص الاستقالة، تعليقاً على مشروع القانون الذي كان تقدم به النواب عودة الرويعي وخليل أبل وأحمد القضيبي وعبدالله الطريجي ويوسف الزلزلة، وتمت إحالته في 27 يونيو الفائت إلى لجنة الشؤون التشريعية والقانونية مع إعطائه صفة الاستعجال: «حيث إنني أحد الفنانين الذين اهتموا بصدور هذا القانون، وبعد اطلاعي على بنوده ومذكرته الإيضاحية بعد نشره على موقع مجلس الأمة تمهيداً لمناقشته وإقراره، ونتيجة لردود أفعال الإخوة الفنانين وما عبروا عنه من آراء لها كل الاحترام والتقدير، فقد وجدتُ أن هناك العديد من مواد القانون لا تخدم الفن والفنانين، وتعيق تقدم الحركة الفنية بصفة عامة، وعليه ينبغي النظر في تعديل بعضها وإلغاء البعض الآخر، حتى نتأكد أن مواد القانون تخدم الفنان وتحفزه على الإبداع في مناخ يشعر فيه بالأمان والحرية»، مستطرداً: «وعليه ينبغي عرض مواد القانون على كافة الإخوة الفنانين والإعلاميين في حوار ديموقراطي شفاف جُبلنا عليه في كويتنا الحبيبة».

واختتم بوعدنان نص بيان الاستقالة التي وجهها إلى رئيس وأعضاء مجلس الإدارة المؤقت لنقابة الفنانين والإعلاميين، قائلاً: «نظراً لأنني مرشح من قبلكم لأكون نقيباً للفنانين، وهي ثقة أعتز بها، فإنني أعتذر في هذه الفترة عن هذا المنصب لانشغالي الشديد، وإنني سأظل دائماً على استعداد للعطاء وداعماً لكل فنان وللحركة الفنية الكويتية عموماً في مناخ من الألفة ووحدة الكلمة، مع تقديري الكبير لسعيكم وما تبذلونه من جهد في هذا المجال».

الاستقالة التي شكلت مفاجأة للوسط الفني الكويتي، كما لمجلس نقابة الفنانين، حيث أعرب رئيس مجلس إدارة النقابة الدكتور نبيل الفيلكاوي، الذي علم بالاستقالة عن طريق «الراي»، عن صدمته، فيما استقبلها نائب الرئيس الفنان طارق العلي بالقول: «لا تعليق»، مكتفياً بالتعبير عن أن موقف النقابة الرسمي هو ما يعبّر عنه رئيس مجلس الإدارة نبيل الفيلكاوي، الذي قال بدوره لـ «الراي»: «إن الاستقالة تمثل خسارة كبيرة لنا كأعضاء وكنقابة، ونحن مع التعديلات التي طالب بها عبدالرضا، وسنسعى جاهدين مع النواب لتدارك أي قانون ليس في مصلحة الفنان، وسنأخذ بعين الاعتبار كل ما قاله (بو عدنان)»، مؤكداً «أن الفنان الكبير سيظل نقيباً للفنانين ولو استقال».

وكشف الفيلكاوي عن «أن جوهر الخلافات حول القانون المزمع تتمركز حول ما ورد فيه من اقتراحات خاصة بشركات الإنتاج الخارجية، والتي تطالب بفرض دفع نسبة 20 في المئة عليها نظير خدمات تقدمها النقابة في صورة تسهيلات خاصة برخص التصوير والتسويق»، معتبراً «أن هناك من فهم الاقتراح بالخطأ، وأن الفنان هو المقصود فيه وهذا عارٍ عن الصحة».

الفيلكاوي استطرد قائلاً: «كنا كنقابة ننتظر عودة الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا من سفره، لعقد مؤتمر صحافي نبين فيه كل هذه التفاصيل، غير أن خبر استقالته فاجأنا وأربك الترتيبات، وسوف نتواصل مع (بو عدنان) لتوضيح كل الأمور، لأن النقابة تعمل دائماً وأبداً لمصلحة الفنان وليس ضده»، وموضحاً: «كما أودّ التأكيد أن كل ما يجري تداوله لا يخرج عن كونه مجرد اقتراحات، ولم تترجم إلى قوانين بعد، والموضوع يحتاج إلى فترة طويلة تتناسب مع توجهاتنا كنقابة، وما يتلاءم مع طقوس الديموقراطية التي حبانا إياها رب العالمين تحت راية سمو أمير البلاد».

من زاويته، أماط رئيس مجلس الإدارة في فرقة مسرح الخليج العربي ميثم بدر اللثام عن جانب من الصورة، كاشفاً عن أن «بوعدنان ما كان ليتخذ مثل هذا القرار الحاسم، إلا بعد اجتماعات متكررة عقدها مع الفرق الأهلية، عطفاً على نقاشات مطولة مع جموع الشباب حول عدد من المثالب في قانون النقابة الجديد، والتي يرى البعض أنها تشكل حجر عثرة بالنسبة إلى الكثيرين، ولا تخدم الفنان الكويتي على الإطلاق».

ومثمناً إياها، وضع بدر خطوة «بوعدنان» في سياق قرارات مصيرية كثيرة اتخذها عمالقة الفن وأعمدته لحسم الأمور الفنية الشائكة منذ عقود خلت، وفي مقدمهم الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا نفسه، إلى جانب الفنان القدير سعد الفرج، والفنانتان حياة الفهد وسعاد عبدالله، معبراً في الوقت ذاته عن ثقته الكبيرة بالخبرة الكبيرة والرؤية الثاقبة للفنان عبدالحسين عبدالرضا، الذي دأب على رفعة الفن الكويتي بكل أفرعه ومجالاته، مردفاً: «نحن في (مسرح الخليج) ننحاز دوماً إلى المصلحة العامة، ونؤيد كل الآراء المثمرة والناضجة»، متمنياً «أن تعود الأمور إلى نصابها الطبيعي، للمضي قدماً بالنهضة الفنية في الكويت في الاتجاه الصحيح».

في السياق ذاته، قال رئيس فرقة المسرح العربي المخرج أحمد فؤاد الشطي:«نحن الفنانين الشباب نعوّل كثيراً على الفنان عبدالحسين عبدالرضا، مع كبار فناني الجيل السابق كلهم، لصناعة مستقبل الفن الكويتي، وفعلاً أحيي (بوعدنان) على القرار الذي اتخذه، لأنه وقف ضد مشروع قانون لا يخدم الفن والحركة الثقافية في الكويت»، مردفاً:«أتمنى من كبار الفنانين أن يكونوا عوناً لنا في الحفاظ على الفن الكويتي والنهوض به عالياً كما عهدناه، لا الرجوع إلى الوراء جرّاء قرارات من شأنها إعدامه».

وتابع الشطي: «باسمي وباسم فرقة المسرح العربي، أشكر (بوعدنان) على رفضه اقتراحاً بقانون من شأنه أن يحدّ من الإبداع والفن في الكويت، خصوصاً أنه قبل إقدامه على تلك الخطوة جلس معنا واستمع إلينا، وبناء على هذا اتخذ موقفه، وفي النهاية سيبقى (بوعدنان) كبيرنا ونقيب الفنانين سواء من خلال منصب أو غيره».

بدوره اعتبر عميد المعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور فهد الهاجري «أن المعهد لا شأن له بهذا الأمر، وأن المعني به هم الفنانون والإعلاميون»، مشدداً على هوية المعهد بوصفه «مؤسسة أكاديمية حكومية تعليمية تُعنى بالشأن الطلابي»، ومشيراً إلى أن «بوعدنان عملاق من عمالقة الفن الكويتي، وداعم كبير للمعهد»، ومعبراً عن تقديره لما يقوم به من جهود داعمة للفنان الكويتي.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي