«السيجارة» خطفت دور البطولة في حريق والـ5 الأخرى ظلت بلا أسباب معلومة!

جامعة الشدادية... تاريخ من الحرائق و«البطل» مجهول

تصغير
تكبير
المدينة شهدت حريقها الثاني في 9 يونيو 2013 بعد أسبوع من الحريق الأول

حريق سرداب «العلوم الاجتماعية» تسبب في أضرار مادية كبيرة

رغم تشكيل لجان للوقوف على أسباب كل حريق لم تصدر نتيجة مقبولة
من المستفيد من حريق جامعة الشدادية؟... سؤال حير أهل الكويت ولم يجدوا له جواباً منذ الأول من يونيو 2013 تاريخ اندلاع أول حريق في جامعة الشدادية، واستتباعه بخمسة حرائق أخرى آخرها حريق أول من أمس.

ورغم تشكيل لجان تبعتها لجان للوقوف على أسباب كل حريق من الحرائق الستة لم تصدر نتيجة مرضية يقبلها العقل، إذ كان «المجهول» هو البطل الأوحد في 5 حرائق منها فيما تنازل عن دور البطولة في حريق واحد لمصلحة «السيجارة».


وفي وقت لم يتم تحديد سبب حريق أول من امس، الذي ربما لن يكون الأخير في ظل عدم قدرة الجهات المسؤولة تحديد الأسباب، يبين تقصي طريقة تعامل المسؤولين مع الحرائق السابقة أنهم لم يوجهوا أي اتهام لأي جهة، فهم يرجعون السبب إلى القدر تارة والجن تارة أخرى وعندما أرادوا تغييرا قالوا إن سيجارة أشعلت الحريق في وقت لم يكن فيه أي عمال في الموقع. وفي تصريح سابق، ألمح النائب عودة الرويعي عضو اللجنة التعليمية في مجلس الأمة إلى وجود مستفيد من تلك الحرائق، قائلا «ان مشروع الشدادية لن يرى النور قريباً لوجود اطراف مستفيدة من الوضع القائم»، مبينا «ان كل المؤشرات توضح ان ما يتم من سلسلة حرائق خلفها ايادٍ خفية تعبث في مشروع الشدادية لتعطيل إنجازه الذي سيسحب البساط من تحت الكثير من المستفيدين ويتيح لجامعة الكويت استيعاب الكثير من الطلبة».

وأبدى الرويعي رغبته في «تشكيل لجنة من أعضاء مجلس الامة للوقوف على الاجراءات الحكومية في تحديد المتسبب في سلسلة الحرائق في الشدادية لكشف النقاب عن العبث الحاصل في هذا المشروع».

وباستعراض تاريخ الحرائق التي تمت في مشروع جامعة الشدادية يتضح أن النتيجة التي توصلت إليها هي «لا شيء»، ففي الاول من يونيو 2013 شهدت مدينة صباح السالم الجامعية اول حريق نشب في مبنى كلية التربية قسم الطالبات قيد الإنشاء في تمام الساعة 12 مساء، وساعدت العوامل الجوية غير المستقرة في انتشاره الى عدد من المباني المجاورة ومنها كلية الآداب حيث وضح رجال الاطفاء ان الحريق شمل 7 آلاف متر مربع دون وقوع إصابات بعد ان كافحته 6 مراكز إطفاء في اقل من ساعتين فيما لا تزال اسباب اندلاعه مجهولة.

وشهدت مدينة صباح السالم الجامعية الحريق الثاني لمبانيها تحت الانشاء بعد اسبوع من الحريق الاول وتحديدا في 9 يونيو 2013 حيث فوجئ فريق البرنامج الانشائي للجامعة وخلال اجتماعه مع مسؤوليين من الادارة العامة للاطفاء لمناقشة اسباب الحريق الاول في تمام الساعة 3 عصرا بتصاعد الأدخنة من مبنى كلية الهندسة والبترول بنات قيد الانشاء حيث استمرت فرق الاطفاء بالتعامل مع الحريق حتى الساعة 10 مساء لإخماد النيران حيث تعامل مع الحريق 7 مراكز اطفاء وامتدت نيرانه على مساحة 4 آلاف متر مربع.

والغريب في الأمر ان هذا الحريق تم خلال فترة منع العمل التي طبقتها ادارة الجامعة والتي تمنع العمل من الساعة 11 صباحا حتى 4 مساء وكذلك لا تزال اسباب الحريق مجهولة.

أما الحريق الثالث فكان في 27 مايو 2014، ونشب في أحد الأنفاق داخل احد مباني الجامعة قيد الانشاء وقد تعامل معه رجال الاطفاء بشكل سريع ما جعلهم يسيطرون عليه قبل ان يتمدد ولا تزال اسباب الحريق مجهولة.

وكان الحريق الرابع محدودا في 20 نوفمبر 2015 حيث تم تلقي البلاغ في تمام الساعة 11:30 صباحا بنشوب حريق محدود في بعض المواد العازلة في سرداب احد المباني في جامعة الشدادية حيث تمت السيطرة عليه من قبل العاملين في المشروع باستخدام مضخات الاطفاء اليدوية وحمل البرنامج الانشائي المقاول تبعات الحريق فيما لم تتبين اسبابه حتى الان.

وفي 20 أبريل 2016 نشب الحريق الخامس في كلية العلوم الاجتماعية بنات في السرداب وعلى مساحة 8 آلاف متر مربع في تمام الساعة الثانية مساء وتعامل معه 6 مراكز إطفاء واستطاعوا أن يسيطرون على الحريق في غضون ساعتين.

وتسبب الحريق في أضرار مادية كبيرة ولم تسجل اي اصابات خطيرة في أثناء إخماده فيما يتكرر المشهد في عدم معرفة اسباب الحريق الاساسية، ولكن ربما لرفع الحرج، أعلنت الادارة العامة للاطفاء ان الاسباب الاولية لهذا الحريق هي سيجارة مشتعلة ولكن لم يتم التعرف على صاحب هذه السيجارة وعليه لا يزال الفاعل مجهولا.

وختمت، حتى الآن، سلسلة حرائق جامعة الشدادية في 3 سبتمبر 2016 في حريق هو السادس في تاريخها في شاليهات مشروع الشدادية والذي تعاملت معه الادارة العامة للاطفاء وجارٍ التحقيق في اسباب نشوبه.

وهنا يبرز سؤال قديم جديد، متى تتوقف الحرائق في جامعة الشدادية؟ ما المتسبب فيها؟ ومن المستفيد منها؟ ومتى سترى النور هذه الجامعة التي ستكون صرحا اكاديميا متميزا في الشرق الاوسط ؟
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي