الاجتماع الثامن لمجموعة كبار المانحين ناقش المستجدات وتفعيل المساعدات

سورية تئنّ ... والكويت تُضَمّد

تصغير
تكبير
عبدالله المعتوق: اجتماع كبار المانحين التاسع يعقد في الكويت يناير المقبل

جمال الغانم: مليار و600 مليون دولار من الكويت لسورية خلال المؤتمرات الدولية

رشيد خاليكوف: خروقات عديدة للقانون الدولي بسورية

رشيد درباس: الكويت تقدم للبنان ما لم تقدمه أي دولة أخرى
حذّر الإجتماع الثامن لمجموعة كبار المانحين من كارثية الأوضاع في سورية، ووجه مطالبات الى المجتمع الدولي الدولي بعدم الاكتفاء بإبداء القلق، والبدء في تقديم يد العون للمنكوبين، وضرورة تأكيد من الدول المضيفة على ضرورة تأهيل أماكن في سورية بعيدة عن النزاع لإعادة اللاجئين السوريين إليها وتخفيف العبء عن تلك الدول. وعقد الاجتماع الثامن لمجموعة كبار المانحين أمس برئاسة رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية المستشار بالديوان الأميري ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الدكتور عبدالله المعتوق.

وكشف المعتوق ان اجتماع كبار المانحين التاسع «سيعقد في الكويت في شهر يناير المقبل»، مشيراً إلى ان «الدول المانحة ستفي بتعهداتها المالية قبل نهاية هذا العام على ان تتبقى المنح المخصصة للمشاريع ذات الاهمية والتي ستنفذ خلال السنوات الثلاث المقبلة».


وقال ان منحة الكويت في مؤتمر لندن للمانحين الذي عقد بلندن في فبراير الماضي والمقدرة بـ 300 مليون دولار سيخصص ثلثها للتعليم.

المعتوق، أكد في كلمة له ان «هذا الاجتماع تستضيفه الكويت للعام الثامن على التوالي بهدف مواصلة بحث الأوضاع والمستجدات الانسانية في سورية، والعمل على تفعيل خطط الاستجابة وتعبئة الموارد وحشد الطاقات خلال المؤتمر الدولي الرابع الذي عقد في بريطانيا في فبراير الماضي حيث بلغ إجمالي التعهدات أكثر من 10 مليارات دولار».

وقال: «ينعقد هذا الاجتماع وسط إصرار فاضح وتحدٍ سافر على قصف العديد من الأحياء السكنية في سورية وخاصة حلب وقتل المدنيين الأبرياء وتدمير المرافق المدنية والمنشآت الطبية بما يتنافى مع أبسط مبادئ الإنسانية وقواعد القانون الدولي الذي ينظر إلى هذه الأعمال الوحشية على أنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية».

وزاد «ما يجري في سورية وما نشاهده يومياً من هجمات بربرية ووحشية تفتقر إلى أدنى المبادئ الإنسانية والأخلاقية، في ظل صمت عالمي ونداءات أممية خجولة بإقرار هدنة إنسانية، تجسد مشهداً كارثياً ومأسوياً، فهناك أكثر من مليوني شخص يعيشون في حلب في حالة ذعر شديد بسبب الحصار والقتال الضاري والموقف يزداد سوءا يوميا، وهناك ما يقرب من 300 ألف شخص محاصرون في حلب الشرقية منذ يوليو الماضي».

وأضاف: «11.5 مليون شخص بحاجة الى مساعدة صحية حيث ان نصف المستشفيات العامة والعيادات الطبية لا تدار بكامل طاقتها، الأمر الذي أدى الى تفاقم الأمراض المعدية كالتيفود والتهاب المبد الوبائي منذ اندلاع الصراع، وقد وثقت المنظمات الصحية والحقوقية أكثر من 360 هجوما على 250 مرفقا طبيا ومقتل أكثر من 730 فردا يعمل بالمجال الطبي».

وقال «هناك نحو 5 ملايين شخص سوري يعيشون بمناطق يصعب الوصول اليها من بينهم نحو 40 في المئة يعيشون بمناطق تحت سيطرة ما يسمى بتنظيم داعش الإرهابي في ظل وجود منافذ ومداخل محدودة جدا».

إلى ذلك، قال نائب وزير الخارجية بالانابة الدكتور جمال الغانم ان «الكارثة الإنسانية في سورية تمضي بظروف دقيقة وبتطورات معقدة ومتسارعة شهدت تصعيدا عسكريا متواصلا وارتفاعا غير مسبوق لاعداد الضحايا، في وقت أمسى فيه الدمار عنوانا لكافة مناطق سورية واحيائها دون تمييز».

وأضاف «على اثر استمرار الصراع الدامي في سورية تشير احصائيات منظمة الامم المتحدة الى وصول أعداد اللاجئين إلى ما يقارب 4.8 مليون لاجئ وعدد النازحين 6.6 مليون نازح، وبلوغ أعداد الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة لتوفير المساعدات الانسانية إلى 13.5 مليون شخص فضلا عن ضياع سنوات من انعدام التعليم لمئات الآلاف من الاطفال السوريين تلك العوامل التي ضاعفت من الاحتياجات الى 12 ضعفا عما كانت عليه منذ بدايتها».

وقال «منذ الأيام الأولى للأزمة لم تغفل الكويت عن تقديم الاحتياجات الانسانية للمتضررين من ابناء الشعب السوري حيث حرصت على المشاركة في كافة الجهود الرامية للتوصل الى حل سياسي للصراع القائم وانطلاقا من ادراكها بحجم المسؤولية التاريخية التي تشعر بها تجاه اشقائها في سورية وبأهمية دعم المسار الانساني استجابت الكويت منذ عام 2013 لاستضافة ثلاثة مؤتمرات دولية للمانحين بلغت التبرعات المعلنة خلالها ما يفوق 7 مليارات دولار أميركي اسهمت بوضع اسس بعيدة المدى للدعم الدولي الانساني لهذه الازمة ممهدة الطريق نحو انعقاد مؤتمر سورية والاقليم المجاور في العاصمة البريطانية خلال شهر فبراير الماضي والذي قامت به الكويت بالمشاركة في ترؤسه وتنظيمه، وكان مجموع مساهمات الكويت في المؤتمرات الأربعة مليار و 600 مليون دولار أميركي».

من جانبه، ذكر الأمين العام المساعد بالأمم المتحدة للشراكات الإنسانية في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى رشيد خليكوف ان «ثمة العديد من الخروقات للقانون الدولي في سورية».

وزاد «سورية تحتاج إلى مساعدات مستمرة وتقديم الدعم المالي والخدمات والبنى التحتية»، متوجهاً بالشكر الى «الكويت لدعمها المستمر وكرمها واستضافتها ثلاثة مؤتمرات دولية للمانحين وترؤسها مؤتمرا رابعا في لندن في فبراير الماضي».

ومن جهته، استعرض وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني رشيد درباس الوضع اللاجئين السوريين في بلاده مؤكدا عدم استعداد بلاده لتوطينهم.

وطالب الوزير اللبناني بتوفير مدارس للأطفال بعمر خمس سنوات وأقل من ذلك لتمكينهم من الدراسة، مشيرا الى ان هذه الفئة مهمشة.

وذكر في تصريح للصحافيين على هامش الاجتماع ان «الكويت تقدم للبنان ما لم تقدمه أي دولة أخرى»، كاشفا النقاب عن «منحة إضافية من الكويت للبنان تقدر بـ 30 مليون دولار بتوجيهات من سمو الأمير».

وأكد ان «الأهم من تقديم المساعدات للاجئين هو اعادتهم الى المناطق السورية التي لا توجد بها حروب لأن التغاضي عن هذا الامر يعني تشجيع اعادة التوزيع الديموغرافي للسوريين وهذا الامر لا يقبل به المجتمعان العربي والدولي».

واختتم بالقول ان «استضافة لبنان للاجئين السوريين تسببت في خفض النمو الاقتصادي من 9 في المئة في العام 2011 الى 0 في المئة العام الجاري في ظل فقدان لبنان لحدوده البرية».

الشامسي: ما يقوم به الأمير شرف لنا جميعاً

قال مساعد وزير الخارجية الإماراتي للتنمية الدولية سلطان الشامسي ان ما يقوم به سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد من أعمال إنسانية هو شرف لنا جميعا كخليجيين وعرب بشكل عام وللكويتيين بشكل خاص، مشيرا إلى ان «هذا ليس غريبا على الكويت وأميرها وشعبها».

وأضاف أن «لقب أمير الإنسانية أقل شيء يمكن تقديمه لسمو الأمير لجهوده الكبيرة سواء في الوضع السوري أوغيره من تحديات تواجه المنطقة».

ولفت الشامسي إلى جهود سموه في قضايا العرب الأخرى كاليمن أو العراق حتى دول أخرى خارج الإقليم العربي، فجهود الوالد جهود مشرفة.

وحول أهم ما ناقشه الاجتماع الثامن لكبار المانحين قال إنه تم استعراض حجم الكارثة السورية وأهمية التنسيق بين الدول، آملا أن يتم الوصول للحل السياسي قريبا.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي