إذا ساد حُفظت الحقوق ونصر المظلوم وولت الهموم وأدبرت الغموم
العدل... يكون في الأعمال والأموال وفي الأقوال أدق وأشق
حينما يتجافى الناس عن العدل ويقعون في حمأة الظلم ينبت فيهم الحقد والقطيعة والفرقة وذهاب الريح
العبد اذا رزق العدل وحب القسط علم الحق ورحم الخلق واجتنب مسالك الزيغ والبدع
من تجافى عن العدل دخل دائرة الظلم يأخذ ولا يعطي ويطلب ولا يبذل يأخذ الذي يستحق ويمتنع عما يحق
ان الامة لا تصل الى السمو ونصب ميزان العدل إلا حينما تكون قائمة بالقسط لله خالصة مخلصة قد تلبست بلباس التقوى
من تجافى عن العدل دخل دائرة الظلم يأخذ ولا يعطي ويطلب ولا يبذل يأخذ الذي يستحق ويمتنع عما يحق
ان الامة لا تصل الى السمو ونصب ميزان العدل إلا حينما تكون قائمة بالقسط لله خالصة مخلصة قد تلبست بلباس التقوى
جاء في الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم: «ان الله مع القاضي ما لم يجر فإذا جار تخلى الله عنه ولزمه الشيطان» ، وفي رواية الحاكم: «فإذا جار تبرأ الله منه» .
عدل في كل ميدان وقسط يكفل الحق للناس كل الناس ولو كان من غير المسلمين والاعداء المناوئين: (يا أيها الذين ءامنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) (المائدة: 8).
هذا هو العدل العالمي الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، منذ اكثر من اربعة عشر قرنا، عدل يتم فيه ضبط النفس والتحكم في المشاعر. انه القمة العليا والمرتقى الصعب الذي لا يبلغه إلا من رضي بالله ربا، وبالاسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم، نبيا ورسولا، وبدينه دستورا وحكما. انه عدل محمد صلى الله عليه وسلم، مكيال واحد وميزان واحد.
ولقد انتظر بنا الزمان وطالت بنا الحياة حتى رأيتم أمما آتاها الله بسطة في القوة والسيطرة فما اقامت عدلا، ولا حفظت حقا، ويل لهم وما يطففون، اذا اكتالوا لأنفسهم يستوفون، واذا كالوا لغيرهم او وزنوهم يخسرون. ولكن هدي محمد صلى الله عليه وسلم، يأبى إلا الحق: (وقل ءامنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم) (الشورى: 15).
ان الامة لا تصل الى هذا القدر من السمو ونصب ميزان العدل إلا حينما تكون قائمة بالقسط لله خالصة مخلصة، قد تلبست بلباس التقوى: (اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون) (المائدة: 8).
والفئة الباغية اذا فاءت الى أمر الله ودخلت في الطاعة فإن حقها في العدل محفوظ: (فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا ان الله يحب المقسطين) (الحجرات: 9).
والعدل كما يكون في الاعمال والأموال فهو مطلوب في الاقوال والالفاظ: (واذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى) (الأنعام: 152). ولعل العدل في الاقوال أدق وأشق. وصاحب اللسان العدل يعلم ان الله يحب الكلام بعلم وعدل، ويكره الكلام بجهل وظلم: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطنا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) (الأعراف: 33).
تأملوا هذا الانصاف النبوي في القول حينما اعلن النبي صلى الله عليه وسلم، حكمه على كلمة قالها شاعر حال كفره حين قال عليه الصلاة والسلام: «أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل». ثم ها هو صاحبه عثمان بن مظعون رضي الله عنه يسمع البيت كاملا، يترسم النهج في نفسه في التقويم والعدل فيحق الحق ويقول القسط، فقال في شطره الاول صدقت، ولما قال الشطر الثاني: (وكل نعيم لا محالة زائل) قال: كذبت، نعيم الجنة ليس بزائل.
لم يكن كذب الشاعر في الشطر الثاني بمانع عثمان رضي الله عنه من ان يقر له بالصدق والحق في شطره الاول.
وهذا علي رضي الله عنه يقاتل من خرج عليه فلما سئل عنهم: أمشركون هم؟ قال: هم من الشرك فروا. قيل: أفمنافقون هم؟ قال: ان المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا. قيل: فما هم يا أمير المؤمنين؟ قال: هم اخواننا بغوا علينا فقاتلناهم ببغيهم.
ومن لغير هذا العدل من القول غير أبي الحسن رضي الله عنه وعن ذريته الطيبين الطاهرين؟! وهل بعد هذا الانصاف من انصاف؟!
والنووي رحمه الله يقول: وينبغي ذكر فضل اهل الفضل ولا يمنع منه شنآن او عداوة. والعبد اذا رزق العدل وحب القسط علم الحق، ورحم الخلق، واتبع الرسول، واجتنب مسالك الزيغ والبدع، هكذا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله.
فإذا ساد العدل حُفظت الحقوق ونصر المظلوم وولت الهموم وأدبرت الغموم.
اما حينما يتجافى الناس عن العدل ويقعون في حمأة الظلم ينبت فيهم الحقد والقطيعة والفرقة وذهاب الريح.
من تجافى عن العدل دخل دائرة الظلم، يأخذ ولا يعطي، ويطلب ولا يبذل، يأخذ الذي يستحق، ويمتنع عما يحق، تغلبه مسالك المنافقين: (قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجهلية) (آل عمران: 154)، (وإذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم اذا فريق منهم معرضون * وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين) (النور: 48، 49).
إن الحيف وسلب الحقوق وإهدار الكرامات مبعث الشقاء ومثار الفتن. إن قوما يفشو فيهم الظلم والتظالم وينحسر عنهم الحق والعدل إما ان ينقرضوا بفساد وإما ان يتسلط عليهم جبروت الأمم يسومونهم خسفا، ويستبدون بهم عسفا، فيذوقون من مرارة العبودية والاستذلال ما هو أشد من مرارة الانقراض والزوال. ان الظلم خراب العمران، وخراب العمران خراب الأمم والدول.
عدل في كل ميدان وقسط يكفل الحق للناس كل الناس ولو كان من غير المسلمين والاعداء المناوئين: (يا أيها الذين ءامنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) (المائدة: 8).
هذا هو العدل العالمي الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، منذ اكثر من اربعة عشر قرنا، عدل يتم فيه ضبط النفس والتحكم في المشاعر. انه القمة العليا والمرتقى الصعب الذي لا يبلغه إلا من رضي بالله ربا، وبالاسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم، نبيا ورسولا، وبدينه دستورا وحكما. انه عدل محمد صلى الله عليه وسلم، مكيال واحد وميزان واحد.
ولقد انتظر بنا الزمان وطالت بنا الحياة حتى رأيتم أمما آتاها الله بسطة في القوة والسيطرة فما اقامت عدلا، ولا حفظت حقا، ويل لهم وما يطففون، اذا اكتالوا لأنفسهم يستوفون، واذا كالوا لغيرهم او وزنوهم يخسرون. ولكن هدي محمد صلى الله عليه وسلم، يأبى إلا الحق: (وقل ءامنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم) (الشورى: 15).
ان الامة لا تصل الى هذا القدر من السمو ونصب ميزان العدل إلا حينما تكون قائمة بالقسط لله خالصة مخلصة، قد تلبست بلباس التقوى: (اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون) (المائدة: 8).
والفئة الباغية اذا فاءت الى أمر الله ودخلت في الطاعة فإن حقها في العدل محفوظ: (فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا ان الله يحب المقسطين) (الحجرات: 9).
والعدل كما يكون في الاعمال والأموال فهو مطلوب في الاقوال والالفاظ: (واذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى) (الأنعام: 152). ولعل العدل في الاقوال أدق وأشق. وصاحب اللسان العدل يعلم ان الله يحب الكلام بعلم وعدل، ويكره الكلام بجهل وظلم: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطنا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) (الأعراف: 33).
تأملوا هذا الانصاف النبوي في القول حينما اعلن النبي صلى الله عليه وسلم، حكمه على كلمة قالها شاعر حال كفره حين قال عليه الصلاة والسلام: «أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل». ثم ها هو صاحبه عثمان بن مظعون رضي الله عنه يسمع البيت كاملا، يترسم النهج في نفسه في التقويم والعدل فيحق الحق ويقول القسط، فقال في شطره الاول صدقت، ولما قال الشطر الثاني: (وكل نعيم لا محالة زائل) قال: كذبت، نعيم الجنة ليس بزائل.
لم يكن كذب الشاعر في الشطر الثاني بمانع عثمان رضي الله عنه من ان يقر له بالصدق والحق في شطره الاول.
وهذا علي رضي الله عنه يقاتل من خرج عليه فلما سئل عنهم: أمشركون هم؟ قال: هم من الشرك فروا. قيل: أفمنافقون هم؟ قال: ان المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا. قيل: فما هم يا أمير المؤمنين؟ قال: هم اخواننا بغوا علينا فقاتلناهم ببغيهم.
ومن لغير هذا العدل من القول غير أبي الحسن رضي الله عنه وعن ذريته الطيبين الطاهرين؟! وهل بعد هذا الانصاف من انصاف؟!
والنووي رحمه الله يقول: وينبغي ذكر فضل اهل الفضل ولا يمنع منه شنآن او عداوة. والعبد اذا رزق العدل وحب القسط علم الحق، ورحم الخلق، واتبع الرسول، واجتنب مسالك الزيغ والبدع، هكذا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله.
فإذا ساد العدل حُفظت الحقوق ونصر المظلوم وولت الهموم وأدبرت الغموم.
اما حينما يتجافى الناس عن العدل ويقعون في حمأة الظلم ينبت فيهم الحقد والقطيعة والفرقة وذهاب الريح.
من تجافى عن العدل دخل دائرة الظلم، يأخذ ولا يعطي، ويطلب ولا يبذل، يأخذ الذي يستحق، ويمتنع عما يحق، تغلبه مسالك المنافقين: (قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجهلية) (آل عمران: 154)، (وإذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم اذا فريق منهم معرضون * وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين) (النور: 48، 49).
إن الحيف وسلب الحقوق وإهدار الكرامات مبعث الشقاء ومثار الفتن. إن قوما يفشو فيهم الظلم والتظالم وينحسر عنهم الحق والعدل إما ان ينقرضوا بفساد وإما ان يتسلط عليهم جبروت الأمم يسومونهم خسفا، ويستبدون بهم عسفا، فيذوقون من مرارة العبودية والاستذلال ما هو أشد من مرارة الانقراض والزوال. ان الظلم خراب العمران، وخراب العمران خراب الأمم والدول.