مستشار التنمية البشرية حذر من مغبة تعاطي المخدرات

عبدالكريم: الابتلاء حكمة إلهية ليصمد المؤمن أمام المصائب

u0639u0628u062f u0627u0644u0643u0631u064au0645 u0645u062au062du062fu062bu0627u064b u0641u064a u0627u0644u0645u062du0627u0636u0631u0629
عبد الكريم متحدثاً في المحاضرة
تصغير
تكبير
قال مستشار التنمية البشرية والتطوير الإداري الدكتور خالد عبد الكريم إن «الإنسان حينما تواجهه المصائب أو المشكلات يهرب منها أحياناً بطرق عدة منها، الانتحار أو اتجاهه إلى إدمان المخدرات».

واعتبر عبد الكريم خلال محاضرة بعنوان «الابتلاء» أمام عشرات التائبين بجمعية بشائر الخير أول من أمس بحضور رئيس الجمعية الشيخ عبد الحميد البلالي أن هناك بعض ضعاف النفوس ومن لم يتقوا بقوة الإيمان، ولم يعدوا أنفسهم على تحمل المشكلات ولم يجدوا بيئة تحميهم من هذه المخاطر، هؤلاء عرضة للهلاك وقد خسروا الدنيا والآخرة.


وشدد على ضرورة عدم استسلام الإنسان إلى أمر أوقع هو نفسه فيه، بل عليه أن يجاهد ليتخلص من هذا المأزق، وعلى المجتمع أن يمد له يد العون ليتخلص من هذا الإدمان القاتل للمخدرات،مشيراً إلى ان المخدرات مشكلة وابتلاء ومرض يصيب الإنسانية.

وأضاف ان الإنسان خلال رحلة الحياة يتعرض إلى مجموعة من التقلبات والمشكلات،وأن الله سبحانه وتعالى عندما خلقنا أبلغنا أن نهيئ أنفسنا ونعرف أن هذه الدنيا محفوفة بالمخاطر، وبها الخير والشر، والصحة والمرض قال تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ وَالأنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) فعندما نرى مشاكل الحياة لابد أن نعرف كيف نهيئ أنفسنا لمواجهتها وعدم الاستسلام لتلك المشكلات.

وأوضح أن الله سبحانه وتعالى أراد من هذه الابتلاءات أن يمتحن العبد ويفرق ما بين المؤمن وغيره، لأن المؤمن إذا أصابه خير شكر وإن أصابته ضراء صبر، مبيناً أن الظلم للنفس قتل وتفريط في الأمانة، وهو ما يفعله قليل الإيمان الذي لا يصبر على الابتلاء، وأن الصبر على الابتلاء هو أكثر ما يرفع درجات الإنسان عند ربه.

وبين كذلك أن الحكمة من الابتلاء هي إعداد المؤمن ليكون صامداً قوياً قادراً صابراً على المصائب والتقلبات والمشكلات التي تمر به كذلك فإن الابتلاء أيضاً له حكم عظيمة أرادها الله في خلقة منها تحقيق العبودية لله رب العالمين حيث إن كثيراً من الناس عبدٌ لهواه وليس عبداً لله، يعلن أنه عبد لله، ولكن إذا ابتلي نكص على عقبيه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين، قال تعالى: ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ 1).

وتابع«الابتلاء إعداد للمؤمنين للتمكين في الأرض، قيل للإمام الشافعي رحمه الله: أَيّها أَفضل الصَّبر أو المِحنة أو التَّمكين ؟ فقال: التَّمكين درجة الأنبياء، ولا يكون التَّمكين إلا بعد المحنة، فإذا امتحن صبر، وإذا صبر مكن».

وفي ختام المحاضرة حض عبد الكريم الجميع على التعامل مع مشكلة المخدرات من خلال معالجة الشخص المدمن، وهذا أمر مجتمعي وعلى المسؤول عن هذا الأمر أن يعمل وبكل قوة على معالجة هؤلاء وأن يحميهم من أولئك الذين يسعون إلى تدمير البشر.

وشدد على ضرورة الحزم والحسم ضد لكل من تسول له نفسه أن يتاجر بأرواح البشر وحاجاتهم مستغلاً ضعفهم ومشكلاتهم للتخلص من أرقهم، فوجب علينا أن نحزم وبكل قوة لحماية هؤلاء وتوعيتهم من الوقوع في هذا المستنقع الآسن.

ودار حوار بين التائبين والمحاضر الذي أجاب عن جميع أسئلتهم مبدياً إعجابه بالتفاعل مع المحاضرة معبراً عن سعادته بهذا التواجد الكبير للتائبين ومشاركتهم الإيجابية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي