حوار / «تجربتي الإنتاجية لم تحقق النجاح المأمول... لكنني استفدتُ منها كثيراً»!

أحمد إيراج لـ «الراي»: أدرس الإعلام في مصر... وربما أعمل مذيعاً!

تصغير
تكبير
أمرُّ بمرحلة عمرية تفرض عليَّ التدقيق في اختيار أدواري حتى أنتقي ما يناسبني

أغيب اضطرارياً عن المهرجانات المسرحية نتيجة انشغالي بتصوير أعمال خارج البلد

أعشق مسرح الطفل أكثر من مسرح الكبار... فالتعامل مع الأطفال متعة لا تُضاهَى

عادةً لا ألتفت إلى الإشاعات ومتسامح جداً... لكن هناك أموراً لا يجوز السكوت عنها

أسعى وراء الدراما البدوية لأزيد شعبيتي... فهي لا تزال تحتفظ بجاذبيتها الخاصة
«أدرس الإعلام في مصر، وأوشك على نَيل البكالوريوس... ومَن يعلم؟ لربما أعمل مذيعاً في فترة مقبلة»!

هكذا أماط الفنان أحمد إيراج الغطاء عن جانب مهم من حياته قد لا يعرفه إلا قلة من محبيه، مضيفاً: «لجأت إلى هذه الدراسة أملاً في توسعة آفاقي المهنية والفنية، وبحثاً عن بوابة أخرى يمكنني الدخول منها إلى مجال جديد، وامتلاك رؤية مغايرة لشخصيتي والواقع من حولي»!


«الراي» تحاورت مع أحمد إيراج، الذي تحدث عن تجربته الإنتاجية، معتبراً «أنها لم تحقق النجاح المرجو»، ومستدركاً: «لكنني حققتُ من خلالها فوائد كثيرةً أيضاً»، ومتابعاً في نقطة أخرى: «كثيراً ما أتغيَّب - دون إرادتي - عن المهرجانات المسرحية التي تقام على أرض الكويت، حيث يجبرني تصوير أعمالي خارج البلاد على البقاء بعيداً».

إيراج رفض المقارنة بين صناعة السينما في الكويت ونظيرتها في كل من مصر وهوليوود، معترفاً: «برغم النشاط السينمائي الواعد في الكويت، فإن هذه الصناعة لا تزال تحبو قياساً إلى الدول المتطورة سينمائياً»، ومشيداً في المقابل بالكويت مسرحياً، معبراً عن «أنها تقدم (بوفيه) مسرحياً عامراً بمختلف الأصناف والأشكال، فيما لا تقدم بلدان أخرى سوى (وجبات) محدودة»!

ولفت إيراج، الذي يتأهب لزيارة استجمامية وسط الطبيعة الخلابة في ربوع أذربيجان، إلى أنه شخص متسامح للغاية، ولا يحبذ الدخول في صراع مع أحد، مضيفاً: «لذلك لا ألتفت إلى الإشاعات، ولا أنزعج منها كثيراً، وإن كانت هناك إشاعات مغرضة تلاحق الفنان، وتتعلق بخصوصياته أو قد تؤثر جوهرياً في حياته، وعندما تصل الأمور إلى هذا الحد لا يجوز السكوت»!

إيراج تنقل، خلال حديثه مع «الراي» في زوايا عدة، عرَّج خلالها على المرحلة العمرية التي يمر بها حالياً، موضحاً أنها تُملي عليه أن يختار بعنايةٍ وحرص الأدوار التي يقدمها للجمهور، ولافتاً إلى مشاركتيه في مسلسلي «المحتالة» و«أحلام من ورق»، فضلاً عن مسرحية «البيدار» التي جمعته أخيراً بالفنان القدير سعد الفرج... أما تفاصيل هذه الزوايا وغيرِها فتأتي في هذه السطور:

• في البداية، نود أن نتعرف على وجهتك السياحية هذا الصيف؟

- أنا دائم السفر والترحال بحكم تنقلاتي الفنية، إلى جانب دراستي للإعلام في القاهرة، لكن هذا لا يمنع من تخصيص «سفرة» للراحة والاستجمام برفقة الأهل والأبناء، لذلك اخترت جمهورية أذربيجان أن تكون محطتي المقبلة، لكونها مختلفة عن كثير مما زرتُه من البلدان، فهي تشتهر بطبيعتها الخلابة ومروجها الخضراء، الأمر الذي دفعني بقوة إلى أن أحجز التذاكر وأُعد الحقائب للذهاب إليها منتصف أغسطس الجاري.

• كم أصبح لديك من الأولاد؟

- لدّي سليمان ودلال.

• هل لديك مانع من دخولهما الوسط الفني، في حال قرر أحدهما ذلك؟

- ليس لدّي اعتراض إذا كانت لدى أحدهما الرغبة في احتراف الفن أو التمثيل، ولكنني أتمنى أن يتسع طموحهما في مجالات أخرى مثل الهندسة، الطيران، الطب، وغيرها من المجالات التي تضمن لهما المستقبل، على عكس الفن لأنه مجال صعب ومتعب جداً.

• هل لك أن تحدثنا عن دراستك للإعلام؟

- حالياً أستكمل دراستي في جامعة «بنها» في مصر، وأنا الآن في السنة الرابعة (البكالوريوس)، أما التخصص فهو «الإذاعة والتلفزيون».

• أنتَ فنان، ففيمَ تفيدك دراستك للإعلام؟

- أنا كأي إنسان لدي طموحات كثيرة، ولعل دراسة الإعلام هي أحد هذه الطموحات، فالدراسة أفادتني على المستوى الشخصي في تطوير الذات، ومن خلال الدراسة أصبحت لدي دراية كافية وإلمام جيد بمجال الإخراج التلفزيوني والإذاعي، فضلاً عن المكساج والدوبلاج، كما أن الدراسة تساعد الفنان في تطوير أدواته، وتنقله من فنان هاوٍ إلى آخر أكاديمي، وعلى المستوى الشخصي تضيف إليّ زاويةً مغايرة للرؤية، وتفتح أمامي بوابة لمجال جديد في العمل.

• هل من الممكن أن تتجه إلى العمل الإعلامي بعد التخرج؟

- من يعلم؟! كل شيء جائز، فلربما أتجه إلى الإذاعة أو التلفزيون وأصبح مذيعاً أو ما شابه ذلك، ولربما أتجه إلى مهنة التدريس في الكليات والجامعات.

• غبتَ عن الساحة الفنية فترة غير قصيرة، قبل أن تعود هذا العام، فما سبب الغياب؟

- هو لم يكن غياباً، بل يمكن القول إنها مسألة ترتيب أوراق ومحاولة لانتقاء أفضل الأدوار المعروضة، خصوصاً أن الفترة العمرية التي أمر بها حالياً تتطلب نوعية معينة من الأدوار تناسب عمري، فليس كل ما يعرض عليّ يمكنني قبوله، لاسيما في ظل الغزارة الإنتاجية للأعمال التي تتطلب المزيد من العمق في اختيار الخطوات والشخصيات، فأكثر النصوص الخليجية تتضمن في طياتها أدواراً شبابية أو لكبار السن، بينما الأدوار التي تناسب الفئة العمرية (30 إلى 40) سنة عادة ما تكون محدودة.

• كيف تتلمس ردود فعل المشاهدين حول أدوارك الفنية؟

- هناك طرق عديدة يمكن أن أتلمس من خلالها محبة الناس وإعجابهم، على سبيل المثال لا الحصر المواقع الإعلامية (السوشيال ميديا)، حيث أجد ردود أفعال طيبة ومشجعة، وهذا الأمر يسعدني حقاً، ويجعلني في حالة تأنٍّ في الاختيار لكيلا أقدم عملاً أندم عليه في ما بعد.

• هل لخوضك غمار الإنتاج علاقة بغيابك، خصوصاً أنك لم تعد تتلقى عروضاً من قبل المنتجين؟

- لا، على الإطلاق، ولكن مشروع الإنتاج في حاجة إلى تفرغ تام، وأنا لا أملك الوقت الكافي بحكم انشغالي أحياناً في التصوير خارج البلاد.

• ولماذا توقفتَ عن الإنتاج؟

- «ما ضبطت معاي»... فقد حاولتُ مواصلة العمل في مجال الإنتاج لكنني لم أوفق، إذ لم أحقق النجاح المرجو، لكنها كانت تجربة مفيدة بحلوها ومرها، فمن خلالها أنتجتُ ثلاثة أعمال مسرحية، وأكثر من مشروع فني درامي، قبل أن أقرر إغلاق الشركة.

• هل نعزو ذلك إلى قلة الخبرة لديك في هذا المجال؟

- لا أظن ذلك، فأنا لدّي اطلاع جيد على مهمة الإنتاج، بحكم إشرافي سابقاً على مسلسل «نقش الحنة»، إلى جانب أعمال أخرى عديدة.

• وجود عدد كبير من النجوم الكبار في مسرحية «البيدار»، يتصدرهم الفنان سعد الفرج، هل قلّل من فرص ظهور نجوم آخرين في المسرحية؟

- على العكس، بل أنا أرى أن وجود النجم الكبير الفنان سعد الفرج زادنا توهجاً وسطوعاً على خشبة المسرح.

• ما نوعية المسارح التي تعجبك؟

- أميل أكثر إلى مسرح الطفل، بل إني أعشقه أكثر من مسرح الكبار، لأن التعامل مع الطفل متعة لا تُضاهَى.

• نلاحظ غزارة في الإنتاج المسرحي، لكن تبقى قليلةً تلك الأعمال المسرحية الهادفة التي تعتمد على القيمة والمضمون والرسالة، فبمَ تفسر ذلك؟

- إنها حالة صحية، ونحن أفضل من غيرنا، ففي بعض البلدان تقدم الأعمال المسرحية كوجبات صغيرة ومحدودة للغاية، في حين أننا في الكويت نقدم «بوفيه» مسرحياً متكاملاً، حيث لدينا مسرح رعب ومسرح غنائي وآخر كوميدي ورابع فانتازي، وغيرها من الألوان المسرحية الأخرى.

• هل ترى أن أسعار التذاكر في بعض المسارح مرتفعة بشكل مُبالغ فيه؟

- أعتبرها ظاهرة صحية، في ظل حالة الغلاء وارتفاع الأسعار التي تشهدها جميع الأسواق الكويتية والعالمية، وسوق المسرح لا يختلف عن غيره من الأسواق التي ترتفع أحيانا وتنخفض في أحيان أخرى.

• ما سبب غيابك عن المهرجانات المسرحية التي تقام على مدار العام؟

- الغياب أمر قهري مفروض علي، نتيجةً لظروف التصوير خارج البلاد، فأنا أتمنى المشاركة في المهرجانات المسرحية المختلفة، خصوصاً أن هذه النوعية من المهرجانات تختصر المسافات بين الفنانين الخليجيين والعرب، ولكنني لم أجد لغاية الآن الفرصة المناسبة التي أشارك من خلالها في عمل مسرحي مهم.

• لم يلق مسلسل «المحتالة» - الذي كنتَ أحد أبطاله - نجاحاً لافتاً، فما السبب في رأيك؟

- رغم أن العمل كان يغرد خارج السرب، إلى جانب أنه يحمل مضامين عميقة جداً، فإن الحظ لم يحالفه كثيراً في رمضان الفائت لغزارة الأعمال المعروضة وقتذاك، لكنني ما زلت أراهن على أن يحقق مردوداً إيجابياً عند العرض الثاني.

• قدمتَ العديد من الأدوار المركبة، ولكن ما الأدوار التي تشعر بأنك لم تقدمها بعد؟

- أتمنى تقديم بعض الأدوار المهمة في الدراما التاريخية والبدوية، فهذه النوعية من الأعمال لم أشارك فيها من قبل.

• هل لا تزال الأعمال البدوية تلقى نسبة مشاهدة مرتفعة، كما كانت عليه الحال في السابق؟

- بكل تأكيد، ولا يمكن أن نتجاهل الجمهور الكبير الذي يعشق هذه النوعية من الأعمال التي تتميز بجاذبيتها الخاصة، وأنا أسعى وراء المشاركة في الدراما التاريخية والبدوية، بهدف التنويع في الأداء، إضافة إلى توسيع جماهيريتي.

• أنتَ أبدعت في المسلسل التراثي «المنقسي» قبل سنوات مع الفنان أحمد جوهر، لكنك لم تعاود التجربة في مثل هذه النوعية من الأعمال؟

- لأن الأعمال التراثية قليلة إلى حد ما مقارنة بالدراما العصرية، ولو عُرض علي دور في عمل تراثي لوافقت على الفور بشرط أن أكون مقتنعا به.

• متى سيبصر مسلسل «أحلام من ورق» النور؟

- من المفترض أن يعرض العمل قريباً على تلفزيون الكويت، لكن ليس لديّ معلومة دقيقة عن موعد عرضه بالتحديد.

• هل تقبل برحابة الصدر تعليمات وتوجيهات المخرج؟

- بالطبع أقبل، وأحترم رؤية المخرج، لكونه قائد العمل، وأنا من الفنانين الذين يؤمنون بدور المخرج وحرصه على ظهور العمل في أبهى صورة، وبالمناسبة أود أن أشكر مخرج مسلسل «أحلام من ورق» عامر فهد الذي تشرفتُ بالتعاون معه للمرة الثانية بعدما التقينا في مسلسل «سدرة البيت».

• حسناً، كم عدد الأعمال السينمائية في رصيدك؟

- لدّي قرابة السبعة أو الثمانية أعمال منها «شباب كول»، «منتصف الليل»، «فرصة أخرى»، «المدينة الضائعة»، وآخرها فيلم «مع الخطر».

• في رأيك ما الذي ينقص السينما الكويتية لتقدم أعمالاً توازي في جودتها إنتاج مصر وهوليوود؟

- ينقصها العمل الدؤوب من المخرجين والفنانين والكتاب، فنحن نريد أفكاراً جديدة لنخلق لوناً سينمائياً جديداً، وفي الوقت نفسه يغاير السينما في مصر وهوليوود، لكنني في الوقت ذاته، أرى ظلماً في المقارنة بين هوليوود والكويت، أو بين مصر والكويت، فأنا من وجهة نظري أرى أن السينما الكويتية يجب مقارنتها بذاتها، وليس مع نظيراتها في الدول الأخرى، لاسيما أننا لا نزال نحبو في هذا المجال، مع العلم أن الفيلم الكويتي «مع الخطر» حقق نجاحاً كبيراً، وتصدر شباك التذاكر لأربعة أسابيع متتالية، وهذا فأل خير على السينما الكويتية.

• كثيرة هي الإشاعات التي راجت عنك، فما أكثرها تأثيراً فيك؟

- لم أتاثر بالإشاعات على الإطلاق، بل لا ألتفت إليها، ولا أنشغل بها، وغالباً ما أدير ظهري إليها، لأنها غير حقيقية، فهي تتكون في خيالات أشخاص لا يحبونني، وفي حال اضطررت إلى الرد عليها فسأنشر ذلك عبر بيان رسمي على حسابي الخاص في المواقع الإعلامية.

• هل أفادت السوشيال ميديا الفنان، أم أنها أساءت له؟

- أرى أنها ساعدت الفنان في التواصل مع جمهوره، بالرغم من وجود بعض المتطفلين.

• ومتى تستشعر الرغبة في الرد على إشاعة ما؟

- عندما أُفاجأ بأن هذه الإشاعة تعرضت لخصوصياتي، أو يمكن أن تعرضني للإيذاء، وساعتها أرد بقوةٍ عن طريق القضاء.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي