مقتل مساعد «أبو مالك التلي»

الجيش اللبناني يقصف مراكز للمجموعات المسلّحة في جرود عرسال

تصغير
تكبير
شكّلت الغارات التي نفّذها الجيش اللبناني بالطيران المروحي ضدّ مراكز للمجموعات المسلّحة من «جبهة النصرة» (فتح الشام) و«داعش» في جرود بلدة عرسال البقاعية الحدودية مع سورية مترافقةً مع قصف مدفعي لمراكز المسلّحين في هذه البقعة الحساسة وامتدادها في محلة رأس بعلبك، مؤشراً متقدّماً الى انتقال المؤسسة العسكرية الى مرحلة جديدة في «حربها» مع المجموعات المتمركزة داخل الأراضي اللبنانية المقابِلة لمنطقة القلمون السورية التي تُعدّ المقلب الآخر لسلسلة جبال لبنان الشرقية.

وجاء استهداف الجيش، ليل اول من امس، لأحد مراكز «فتح الشام» في أطراف عرسال ومقتل أحد مساعدي أميرها في القلمون السوري «ابو مالك التلي»، ليوجّه رسالة قوية بأن ثمة قراراً بالتعاطي في شكل مختلف مع ملف جرود هذه البلدة التي كانت شهدت في 2 اغسطس 2014 مواجهات دامية بين الجيش وكل من «النصرة» و«داعش» تخللها أسْر التنظيميْن عشرات العسكريين وعناصر الأمن الذين ما زال تسعة منهم قيد الاحتجاز لدى «الدولة الاسلامية».


وحسب أوساط متابعة فإن الجيش الذي كان يكتفي لفترة سابقة بعمليات دفاعية الطابع من نوع منع تسلل المسلحين الى داخل بلدة عرسال او القرى المحيطة، انتقل الى مرحلة من الهجوم ولو النوعي و«الموْضعي» الذي يلحق خسائر موجعة بالمجموعات المسلّحة من دون ان يورّط المؤسسة العسكرية بمعركة شاملة في الجرود لها حساباتها وأكلافها ومقوّماتها المتداخلة.

وغداة استهداف مركز «فتح الشام» (بالغارة المروحية) بثلاثة صواريخ دمّرته بالكامل، أفادت «الوكالة الوطنية للاعلام» الرسمية ان مروحيات الجيش «استهدفت قبل ظهر امس تحرّكات الارهابيين في جرود عرسال بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي»، قبل ان تشير الى ان نقاط المسلّحين في جرود راس بعلبك «تشهد قصفاً مدفعياً متقطعاً ورشاشات ثقيلة تستهدف نقاط وتحركات المسلحين».

وفي موازاة ذلك، تمكنت دورية من مخابرات الجيش اللبناني من توقيف 10 أشخاص سوريين كانوا دخلوا الاراضي اللبنانية خلسة خلال توجههم الى بلدة عرسال بعدما مكثوا في بلدة غزة- البقاع الغربي أياماً عدة. وذكرت تقارير إعلامية انه عثر في حوزة البعض منهم على بطاقات صحية وتلقيح تحمل شعار تنظيم «داعش» من منطقة الرقة.

وجاءت هذه التطورات بعد أيام قليلة من الإنجاز الأمني النوعي الذي حقّقه الجيش وسدّد معه أقوى الضربات لتنظيم «داعش» من خلال القبض على واحد من كبار «رؤوسه» المحليين طارق الفليطي عند أطراف بلدة عرسال ومقتل «الرأس الثاني» سامح البريدي وذلك بعد عملية خاطفة نوعية دهم معها منزلاً كانا بداخله في محلة عين عطا ومعهما سوريان من التنظيم جرى ايضاً توقيفهما.

وتأتي مجمل هذه الوقائع الميدانية في غمرة إعراب سياسيين لبنانيين عن الارتياح لاستمرار الدعم الاميركي للجيش الذي تسلّم قبل 3 ايام مساعدات اميركية بقيمة 50 مليون دولار ضمّت 50 آلية هامفي مدرعة مجهزة بقاذفات رمانات، و40 مدفعاً عيار 155 ملم، وكميات من الصواريخ والذخائر الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، اضافة الى أعتدة عسكرية مختلفة.

واعتبر رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط في تغريدة على حسابه عبر موقع «تويتر» ان «المساعدات الاميركية للجيش اللبناني قيّمة جداً، وتأتي في محلها في حماية الوطن ومحاربة الارهاب، لانها تأتي في ادق الظروف واصعبها اقليميا ودوليا، وتعزز المؤسسة العسكرية كما ونوعاً».

واضاف: «في هذا المجال نثني على الجهود المشتركة للجيش وقوى الامن والامن العام، في تثبيت الاستقرار ومحاربة الارهاب».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي