لبنان: «التيار الوطني الحرّ» ... أزمة تنظيمية أم «حصْر إرث»؟

تصغير
تكبير
نعيم عون :

هناك ما يُسمى بالديموقراطية المزيّفة كما في الأنظمة التوتاليتارية

عون أدى قسطه للعلى وهو اليوم في وضع يعجز فيه عن اتخاذ قرار معيّن

باسيل يورّط عون في مواضيع كثيرة وبالتالي فإن الجنرال يعاني مشكلة مع نفسه وليس معي

انطوان نصرالله :

هناك مَن يضع عون في أجواء غير صحيحة

الإشكالية مع باسيل هي هل نريد التيار حزباً كاملاً متكاملاً أم ماكينة انتخابية نستخدمها عند

الانتخابات ونرميها لاحقاً؟

نحن معتدى علينا والتسوية ليست معنا
... محاولة انقلابية، «انتفاضة»، «رفْع للصوت» لتصحيح مسار تنظيمي داخلي ورفْض «حكم الشخص»... هذا غيض من فيض المصطلحات التي رافقت خروج الخلافات داخل «التيار الوطني الحر» (يقوده العماد ميشال عون) التي تعتمل منذ فترة، بين رئيسه الوزير جبران باسيل (صهر عون) وبين المعترضين على أدائه، من «خلف الجدران» لتصبح في واجهة المسرح السياسي بمغازيها الحزبية ومعانيها وتداعياتها على واحد من أكثر الأحزاب تمثيلاً عند المسيحيين والذي يقود «مرشده الروحي» العماد عون «آخر الأمتار» في السباق الى رئاسة الجمهورية.

إزاء ما وصفوه بتعطّل الآليات الديموقراطية داخل الحزب، انتفض ناشطون في التيار «البرتقالي» على قيادته. فخرجوا عن صمتهم ليضعوا «الاصبع على الجرح» في ما اعتبروه مكامن الخلل على مستوى «المبدأ والممارسة واستعمال النفوذ»، ليأتي حكم المحكمة الحزبية التي أُحيلوا عليها ليفصل كلاً من نعيم عون (ابن شقيق الجنرال عون)، زياد عبس، أنطوان نصر الله وبول ابي حيدر من «التيار الحر» سنداً لأحكام المادة 2 من النظام الداخلي «لثبوت ارتكابهم بشكل علني وفاضح مخالفات متكررة ومتمادية تتناقض مع أبسط قواعد الانضباط الحزبي».

الأزمة «غير المستجدة» في صفوف التيار مع ناشطيه «التاريخيين» الذين ينسحب بعضهم أو يُفصل «في أفواج» بين مرحلة وأخرى، والتي أفرزت «تياريْن» في الانتخابات البلدية في بيروت خصوصاً، كرّست هذا الفرز في الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشحين عن الدوائر الانتخابية النيابية، ما طرح علامات استفهام حول أفق الحركة الاعتراضية وما إذا كان «الفصل» هو الحلّ للحفاظ على وحدة التيار «العوني».

وفي ذكرى أحداث السابع من اغسطس 2001 ابان الوصاية السورية على لبنان، جاء كلام كل من الجنرال عون الذي قال «بين مَن فصلوا عن التيار ابن أخي، وأقول اهلاً وسهلاً به في بيتي ولكن في الحزب يجب ان يكون منضبطاً»، ورئيس التيار جبران باسيل الذي شدد على أنه «لن يقبل» بأن يكون هناك معارضة في «التيار الحر»، ليزيد من التساؤلات التي حملت «الراي» بعضها إلى كل من الناشطيْن المفصوليْن من التيار نعيم عون وأنطوان نصرالله.

نعيم عون: باسيل ذكّرني بالصحّاف و«الجنرال» يتحمّل معه المسؤولية مناصفةً

شدد الناشط المفصول من «التيار الوطني الحر» نعيم عون على أنه «لا وجود للديموقراطية بمفهومها الحديث في التيار اليوم»، مشيراً إلى أن «السلطة كلها في يد شخص واحد هو شخص رئيس الحزب». وعلّق على ما جاء على لسان رئيس «التيار» جبران باسيل بالقول: «لقد ذكرني بـ (وزير الإعلام العراقي السابق محمد سعيد) الصحاف»، لافتاً إلى أن «50 في المئة مما يحدث (في التيار الحر ) يتحمل مسؤوليته الجنرال (ميشل عون) و50 في المئة من المسؤولية يتحملها جبران (باسيل)».

• كيف قرأتم كلام العماد عون والذي تناولك انت تحديداً؟

ـ الجنرال أكد في كلامه ما أقوله لجهة توصيف المشكلة وسببها. فالمشكلة تتمحور حول مفهوم الديموقراطية، التي لها قواعدها، فيما يقول العماد عون أن ديموقراطيتنا تتمثل في وجود شخص واحد يتخذ القرارات وتتم محاسبته لاحقاً. ففي حين أن لمفاهيم الديموقراطية في العالم معايير لها علاقة بتوازن السلطات، فإن هذا الأمر مفقود في حكم الشخص وهو ما أكده الجنرال.

وحين يتحدث باسيل عن عدم وجود معارضة ورأي ثان داخل التيار، فإن الديموقراطية تقوم دائماً على وجود رأي آخر وقوة الديموقراطية في أنها ملزمة بالاستماع إلى الرأي الآخر. فأين حقوق الأقلية في هذا الحزب؟ وهذه ثاني قاعدة يتم كسْرها فيه.

ثالثاً، أين هو الخطاب الحرّ والاجتماعات الحرة والانتخابات الحرة. الحقوق الفردية مفقودة أيضاً داخل التيار.

• ما رأيك بما قاله الوزير جبران باسيل؟

ـ لقد ذكّرني بالصحاف.

• هل ما حصل داخل التيار هو نتيجة عطل في آليات العمل الديموقراطي أم نتيجة سلوك القيادة والخيارات السياسية للتيار؟

ـ لا وجود اليوم للديموقراطية بمفهومها الحديث في التيار، فالسلطة كلها في يد شخص واحد هو شخص رئيس الحزب. ولا يمكن اليوم في العمل الديموقراطي القول إن «ما من شيء اسمه معارضة ولا رأي آخر». هناك ما يُسمى بالديموقراطية المزيّفة كما في الأنظمة التوتاليتارية أكان في العالم العربي أم في أفريقيا، حيث يتمّ انتخاب شخص واحد يقوم بكل شيء، بعد أن يتم الركون إلى حكم العدد.

• لمح النائب آلان عون إلى أنا ما حصل في التيار هو نتيجة خطأ المحكمة الحزبية وأوحى أنه بصدد القيام بمحاولة للمّ الشمل واحتواء الأزمة. هل حصل أي نوع من الحراك تجاهكم؟

ـ أعلم أن الكل مأزومون، وأنا أضيء اليوم على مواضيع لم يكن أحد يريد الكلام عنها، فهناك ممارسات شاذة بات عمرها فترة طويلة. ويسألون لماذا (الحديث في) الإعلام؟. الإعلام هو نتيجة وليس سبباً، فحين يكون النقاش الداخلي ممنوعاً يتم الحديث في الإعلام.

يقول باسيل إن النقاشات يجب أن تبقى في الغرف؛ أين هو هذا النقاش ومع مَن يتم؟ ليس النقاش بأن أسمح لك بالكلام، بل حقكِ في أن يكون لديك مكان تناقشين فيه. ولنفترض أننا سنخوض السنة المقبلة انتخابات في التيار، أين بإمكاننا الاستعداد للانتخابات المقبلة؟ أين حق المعارضة بالاستعداد؟ باختصار؛ ما قيل بالأمس منحني الحق في تقييمي للمشكلة. وأتحدى أن يكون هناك وجود لحزب في أي دولة ديموقراطية يعتبر أن الديموقراطية تعني فقط الاقتراع لشخص ثم «النوم» لمدة أربع سنوات.

• من الواضح أن هناك حرصاً على تحييد الجنرال عون عن الموضوع وعدم تحميله مسؤولية ما يحدث؟

ـ قلتُ في أكثر من مرة إن 50 في المئة مما يحدث يتحمل مسؤوليته الجنرال و50 في المئة من المسؤولية يتحمّلها جبران.

• هل من الممكن أن يؤدي هذا الصراع داخل التيار إلى وجود أكثر من تيار؟

ـ ما زلنا نحاول إنقاذ الوضع من الداخل. ونحن في مجتمع يشهد محاولات لاستنفاذ كل الجهد والطاقات من أجل شرح وجهة النظر والإشارة إلى أين تكمن المشكلة.

• هل من الممكن أن تؤسسوا حركة اعتراضية أو حزباً آخر يحمل أفكارا ومبادئ التيار؟

ـ نحن الأكثرية في التيار. وهذا الأخير لن يقوم على هذا الأسلوب الحالي، فكل الأنظمة الديكتاتورية انتهت في العالم. والتحدي أمام التيار اليوم هو أن يتمكن من التعبير عن نفسه. وما أقوم به هو أنني أساعدهم في إيجاد الغطاء الكبير لفضْح ما يحصل في الداخل وتشجيع الناس على التعبير عن آرائهم. وهذه ليست مسألة «عضلات»، بل أزمة معقّدة وإدارتها معقّدة والمرء بحاجة إلى نضوج ليتمكن من حلّها، وهو يعطي فرصاً كثيرة للموضوع لأن الأمور في أحيان كثيرة لا تعود إلى الوراء.

• طبيعة الأزمة مع باسيل هل هي على صعيد الآليات التنظيمية أم أمور أخرى كأحقيته في تسلُّم قيادة التيار؟

ـ ما من أمر اسمه أحقية أو عدم أحقية. المشكلة تكمن في أن النظام وُضع بطريقة خاطئة وقد تم تغييره من أجل حكم الشخص. وفي الممارسة، فإن ثغرات هذا النظام تسمح لهم في ما خص الأمور التي لا تناسبهم بأن يصدروا تعميماً يعدّل النص وفق إرادتهم.

هناك إذاً مشكلة في المبدأ والممارسة واستعمال النفوذ وفي الترغيب والأساليب المتبعة وفق منطق حكم الشخص، وهذه الأمور تتراكم بشكل أو بآخر والناس لا يرونها، وأنا أخذتُ على عاتقي إخراج هذا الوضع إلى العلن. هم لا يريدون إخراجه كي تتم كل الأمور «على السكت».

• يؤخذ عليكم أنكم رفعتم الصوت في لحظةٍ بالغة الحساسية يقف فيها العماد عون على بُعد خطوات من رئاسة الجمهورية... هل هذا صحيح؟

ـ لا، غير صحيح. فمَن الذي اعتدى في هذا التوقيت، ومن بيده السلطة؟ هل نحن من افترى عليهم؟

إجابتي على هذا الموضوع هي التالية: أولاً أنا غير مقتنع بأن قرار رئاسة الجمهورية موجود في لبنان. وثانياً، لنفترض أن هذا القرار لبناني، مَن اتّخذ تلك القرارات في هذا الوقت الحساس؟ نحن أم هم. مَن اتخذ القرارات مرتاحٌ فهو لا يعتبر أنها تؤثر على الوضع السياسي العام. والكل يقول إن الجنرال قارئ جيّد للمعطيات، وفي رأيي أنهم لو كانوا منزعجين من هذا الوضع ولو كانوا يرون ان له تأثيراً على الموضوع الرئاسي ما كانوا ليتخذوا هذه القرارات.

• ثمة مَن يتحدث عن مظاهر مرَضية داخل التيار كالعائلية وظاهرة رجال الأعمال والبزنس وما شابه، هل أصبحت مثل هذه الظواهر خارج السيطرة؟

ـ لا أعلم. ولكن هذا هو التحدي الذي نواجهه.

• هل هذا يعني أن هذه الظاهرة موجودة فعلاً؟

ـ عندما يكون هناك قرار في يد شخص، لا تسأليني عن الباقي. هل يمكنك أن تفسري لي لماذا سليم جريصاتي هو الناطق الرسمي باسم تكتل «التغيير والإصلاح»؟ هل هو طاقة فريدة من نوعها وشخص استثنائي له ميزة استثنائية، وهل أن أخلاقيته العظيمة وتاريخه المشرّف يسمحان له بأن يكون واجهة الإصلاح والتغيير؟

فادي عبود عُيّن وزيراً لمرتين، فما انجازاته؟ آخر شخص في التيار بإمكانه القيام بما يقوم به عبود.

وإذا كان عليّ أن أختار بين اثنين فاشلين، سأختار على الأقلّ مَن هو في التيار فهو منضوٍ فيه لما يزيد على 20 سنة ودفع فاتورة غالية. لكن عندما يتم استقدام خبرات من خارج التيار لا بد أن تكون فعلاً استثنائية. والأمر نفسه بالنسبة إلى الوزراء والنواب الحاليين والقيادات في التيار.

• هل كنتم تراهنون على دور للعماد عون في لمّ الشمل وكسره بالأمس كلامه؟

ـ بالنسبة لي ما من شيء يفاجئني. فبالنسبة لي الجنرال أدى قسطه للعلى وهو اليوم في وضع يعجز فيه عن اتخاذ قرار معيّن. ففي مكانٍ جبران باسيل يورّطه في مواضيع كثيرة. وبالتالي فإن الجنرال بالنسبة لي يعاني مشكلة مع نفسه وليس معي. مشكلة بين ما نادى به والواقع. حتى أن ما قاله بالأمس أنا أتبناه كله، لكن المشكلة هي في المفاهيم. هل تعلمين مثلاً ان كوريا الشمالية يقترن اسمها الرسمي بالديموقراطية؟ فهل هي دولة ديموقراطية؟

انطوان نصرالله: قرار فصلنا سخيف وصادر عن محكمة غير شرعية

الناشط المفصول من «التيار الوطني الحر» أنطوان نصرالله أكد لـ «الراي» أن «هناك تعطّلاً في الآليات الديموقراطية داخل التيار»، واصفاً القرار الذي صدر بحقه وبحق زملائه بأنه «قرار سخيف صادر عن محكمة سخيفة وغير شرعية».

• هل ما حصل أخيراً في التيار هو نتيجة عطل في آليات العمل الديموقراطي داخل التيار أم أنه نتيجة سلوك قيادة أو خيارات أم ماذا؟

ـ هناك بالتأكيد تعطّل في الآليات الديموقراطية داخل التيار. فكما هو معروف فإن الديموقراطية ليست انتخابات وإعلان نتائجها فحسب، بل هي مسار طويل وطريقة عيش وتعاطٍ مع الناس وطريقة حق المعرفة وحق الوصول إلى المركز وعدم وضع قوانين وأنظمة لمصلحة شخص ضد آخر وعدم تشويه سمعة أحد. كل هذه الأمور أخذت الموضوع في ذاك الاتجاه.

• النائب آلان عون وفي إطلالته مع الزميل مارسيل غانم لمح إلى أن ما حصل في التيار الحر كان نتيجة خطأ المحكمة الحزبية، وأوحى أنه بصدد القيام بمحاولة للمّ الشمل واحتواء الأزمة. ما رأيكم بهذه المقاربة وهل من الممكن أن توصل إلى تسوية ما؟

ـ التسوية ليست معنا، فنحن لم نخالف. التسوية لا بد أن تتم مع القيادة الحزبية. بمعنى آخر نحن المعتدى علينا، لذا أولاً فإن الإحالة إلى المحكمة كانت سخيفة ولأسباب سخيفة. ثانياً إن الحكم الذي أصدرته ظالم ولم يراعِ أبسط الأصول وأبسط القوانين، ولا سيما أننا قدمنا مذكّرة أمامها ولم تتم مناقشتها. فالحكم جاء مطبوعاً ونهائياً، ولذا فإذا كان هناك فعلاً مسعى، وأنا لا علم لي به، فإنه لا يتوجه إلينا بل إلى القيادة.

• ألا يتحمل العماد عون المسؤولية بما آلت إليه الأوضاع داخل التيار الوطني؟

ـ العماد عون سلّم الأمانة، وهو يعتبر أنه سلّم الأمانة وعلى مَن تسلّمها أن يحافظ عليها. هذا فضلاً عن أن وضع العماد عون في أجواء غير صحيحة يتحمل مسؤوليته مَن يضعه في هذه الأجواء ولا سيما عبر القول إن هناك محاولة انقلابية ومحاولة تشويه سمعة، وكأننا نملك جيشاً جراراً ونريد القيام بانقلاب. وبالتالي مَن لديه الأمانة بين يديه هو مَن يتحمل المسؤولية كاملة.

• هل هناك صراع تيارات داخل التيار الوطني الحر، وهل هذا الصراع يمكن أن يؤدي إلى وجود أكثر من تيار؟

ـ أبداً. فكل هدفنا هو أن يكون هناك تيار واحد، وخصوصاً أننا لم نختلف مع أحد حول الخيارات السياسية للتيار. بل الخلاف هو حول إدارة التيار وحول طموحنا بأن يكبر هذا التيار ولا يصغر، وحول بحث الأمور في العمق وليس بالصورة، وحول كيف يكون عندنا ديموقراطية وطاولة ومؤسسات. من هنا فإن الخلاف ليس على الخيارات السياسية وربما يكون هناك خلاف حول أداء سياسي.

• اي ان الإشكالية مع الوزير باسيل تنظيمية بحت ولا تصل إلى الخيارات السياسية؟

ـ الإشكالية معه هي حول رؤية كيفية عمل التيار. هل نريد التيار حزباً كاملاً متكاملاً أم ماكينة انتخابية نستخدمها عند الانتخابات ونرميها لاحقاً؟ وهل يجب أن تكون للتيار مؤسسات فاعلة أم أننا نريد التيار للصورة فقط وأن يكون الشباب «للتصفيق»؟ هل نريد التيار ثابتاً مبنياً على صخر أم مبنياً على رمال حتى يُقفز من شبابيكه عند أول عاصفة؟

• هل أنتم في صدد تشكيل حركة اعتراضية قائمة في ذاتها؟

ـ في البدء لم يكن لدينا أي قرار، إلا أنه عندما تم الاعتداء علينا ما كان بإمكاننا أن نسكت لأن التاريخ لن يرحمنا.

وفي موضوع المستقبل، فإننا نفكر في كل يوم ماذا سنفعل. لدينا أفكار كثيرة وأشياء قد نقوم بها وسنقوم بها، وهي تتطلب بعض الوقت كي تتبلور.

• بعد الانتخابات التمهيدية لاختيار المرشحين المفترضين للنيابة، أطلّ الوزير باسيل واعتبر أن المعارضة داخل التيار هامشية ولا تتجاوز 1 في المئة، داعياً مَن لا يعجبهم أداء التيار إلى الخروج منه. ما رأيكم بهذه المقاربة؟

ـ عندما يهدد رئيس الحزب أو رئيس المجموعة بالمحكمة يكون لديه إشكالية. وإن كنا لا نعد أكثر من 1 في المئة لماذا يتحدث عنا إذاً؟ وإذا استعرضتِ نتائج الانتخابات ترين أن هذا الكلام غير صحيح وهو أيضاً غير مقبول.

• نتائج الانتخابات التي جرت داخل التيار الحر، اعتبرها البعض وكأنها انتصار للتيار وخسارة للوزير باسيل. هل أنتم مع مثل هذه المقاربة؟

ـ 100 في المئة، هذا صحيح. لا أريد قول خسارة الوزير باسيل شخصياً، بل خسارة النهج الذي يتبعه والذي لا يتحمل الوزير باسيل وحده مسؤوليته. فهو على رأس الهرم ولكن إلى جانبه أناس كثر من «كثيري الحكي» و«ناقلي الكلام غير الدقيق» و«أولئك الذين لا يتقنون إلا إيذاء رفاقهم ولعب دور الضحية».

• ثمة مَن يتحدث عن عملية «حصر إرث» تجري في التيار عبر مظاهر لأجنحة، وسط حديث عن الوزير باسيل والعميد روكز وعن حالات اعتراضية. ماذا يجري حقيقة؟

ـ نحن نعتبر أن هذا التيار تيارنا ونريده قوياً وموحداً لا موزَّعاً بحصْر إرث. ولكن يبدو أن هناك مَن يخافون منا ومن قدرتنا ومن قدرة الشباب على التغيير.

• يؤخذ عليكم أنكم رفعتم الصوت في وجه قيادة التيار الوطني الحر في لحظة بالغة الحساسية بالنسبة للعماد عون مما أضعف موقعه في السباق الرئاسي؟

ـ نحن اعتُدي علينا. كنا نشارك من الداخل، ولم تكن المرة الأولى التي يتم فيها الاعتداء علينا، وسكتنا. ولكن لو لم نرفع الصوت، كنا سنُتّهَم بالخيانة.

• أي أنه كان من البدهي أن تخرجوا وتعلوا الصوت لتوضحوا الصورة؟

ـ 100 في المئة. ونحن مع وصول العماد عون إلى رئاسة الجمهورية، وكل ما نقوم به من أداء هو من أجل أن يصبح العماد عون رئيساً. فإذا ما أزلتِ العامل الخارجي، وبالنظر إلى العامل الداخلي اسألي لماذا لا يريد الأقطاب الآخرون العماد عون رئيساً؟ حينها تعلمين أن لا علاقة لنا بالموضوع. وإذا كنا 1 في المئة بالفعل فهل نؤثر إلى هذه الدرجة؟

• ثمة من يتحدث عن مظاهر مرَضية داخل التيار كالعائلية وظاهرة رجال الأعمال والبزنس وما شابه، هل أصبحت مثل هذه الظواهر خارج السيطرة؟

ـ هؤلاء أهلاً وسهلاً بهم إذا التزموا بروحية وميثاق التيار. فنحن غير متقوقعين، بل نريد أناساً من مختلف الأعمار والفئات والأقضية والمذاهب والأديان. ولكن لا هم ولا نحن مَن يقرر في التيار، بل روحية التيار.

أنا لا مشكلة لديّ مع مَن لديهم مال ومَن ليس لديهم المال. لكن المشكلة هي في أن مَن يملك المال تتم دعوته إلى احتفال السابع من اغسطس، فيما مَن كان يصنع التاريخ ويقدّم تضحيات في سبيل استقلال لبنان وسيادته وقراره الحر وإعلاءً للكرامة الوطنية في 7 اغسطس 2001 يُمنعون من المشاركة بحجة قرار سخيف صادر عن محكمة سخيفة وغير شرعية.

• هل تراهنون على دور ما قد يلعبه العماد عون لإعادة لم الشمل داخل التيار؟

ـ نحن نتكل دائماً على حكمة العماد عون.

• هل تخشون أن تكون الأمور ذاهبة باتجاه مرحلة أكثر تأزماً؟

ـ نحن عشنا تحت الظلم والضرب، ولم نبدّل يوماً في موقفنا.

• بالتالي أنتم ما زلتم ملتزمون بمواقفكم؟

ـ 100 في المئة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي