... «أسطورة الرياضة الكويتية»

تصغير
تكبير
الرامي فهيد الديحاني... «أسطورة» الرياضة الكويتية والخليجية من دون منازع. الذهبية التي حصل عليها أول من أمس فى مسابقة دبل تراب ضمن أولمبياد ريو توجت مسيرة هذا البطل بالذهب، وكتبت قصة رياضي حصد ذهبية في 2016 وبرونزيتين في سيدني 2000، ولندن 2012.

اذا كان من حق الولايات المتحدة الاميركية أن تفتخر بأسطورتها السباح مايكل فيلبس صاحب الـ 21 ذهبية والفضيتين والبرونزيتين، من حقنا أن نشاركهم الفخر نفسه بأسطورتنا الرامي فهيد الديحاني الذي أهدى بلاده ثلاث ميداليات أولمبية بمفرده.

الديحاني أسطورة حقيقية وليست خيالية، ما قام به أول من أمس كان عنوان الإبهار والتألق والتحدي وشخصية البطل الذي لا يموت في الوقت الذي ظن فيه الكثيرون أن «فهيد» مات وانتهى وهم يشاهدون مركزه في التصفيات يتراوح ما بين العاشر والتاسع والثامن. استسلموا للنتيجة وتناسوا أن «فهيد» بطل لا يموت.

نهض كما هو شأن الابطال في الجولة الخامسة الحاسمة. الأمر كان شبه مستحيل في حجز مقعد مع الستة الاوائل قبل الانتقال الى التصفيات النهائية لا سيما وأنه احتاج الى تسجيل نسبة عالية من الاطباق، والى تعثر منافسيه الذين كانوا يتقدمون عليه.

كانت معجزة حقيقية لهذا البطل الذي يملك إرادة وبرودة أعصاب يحسد عليهما، نجح في تسجيل أفضل رقم بين الرماة كافة في الجولة الاخيرة (29 من 30) وسط دهشة واستغراب وحيرة الجميع.

تعادل مع الراميين الصيني والاميركي على المركز السادس ولكل 135 طبقا، وكان لا بد من جولة فاصلة بينهم، ليتأهل رام واحد فقط الى التصفيات النهائية.

كالعادة كان الديحاني قدها وقدود وتأهل بجدارة واستحقاق بعد أن اصطاد 12 طبقا من اصل 12 متقدما على الاميركي (11 من 12) والصيني (7 من 12).

وكان الرماة الخمسة الذين سبقوه يقولون في داخلهم: إلا فهيد.

لم يكونوا يريدونه ان يستمر حتى التصفيات النهائية خصوصاً بعد الجولة الخامسة التي كان فيها الافضل بين الجميع، وزاد عليها العلامة الكاملة في الجولة الفاصلة مع الراميين الصيني والاميركي.

فهيد لم يخيب الظن، تقدم الجميع في التصفيات النهائية بكل برودة أعصاب، صاد 28 من 30 طبقا واحتل المركز الاول تاركاً المركز الثاني للايطالي (27 من 30) وبدأت لعبة الموت على الذهبية والفضية بينهما فيما تنازعت بريطانيا على البرونزية في منافسة بين رماتها.

جولة الذهب جعلت هاشتاق فهيد الديحاني في «تويتر» يتصدر التغريدات في العالم، مساندة لم يشهدها أي لاعب من قبل، الاعصاب كادت ان تنفلت والقلوب ان تتوقف، الايادي ترتجف لدى كل متابعي وعشاق البطل الذي كان على عكس الجميع تماماً بأعصابه الباردة والقلب الميت والأيادي الواثقة.

لحظات عصيبة جداً عاشها الشعب الكويتي الذي التف حول التلفاز والمواقع الاجتماعية لمتابعة اللحظات الحاسمة، واقتراب الحلم الذهبي.

بدأ الديحاني الجولة وكأن الامر عادي جداً، لا نعلم من أين جاء بكل هذا الهدوء العجيب.

وعلى العكس، ظهر على الايطالي الارتباك والخوف، وهو لا يلام كونه شاهد «فهيد» يصيب 29 من أصل 30 طبقاً فى الجولة الخامسة، و12من ‏12 في الجولة الفاصلة.

الذهب «ذهب» الى الذهب الاسطوري فهيد الديحاني الذي سئل بعد التتويج: هل تألمت وأنت تشاهد العلم الاولمبي يرفرف بدلاً من علم الكويت؟، فقال: الجميع يعرف أن فهيد رامٍ كويتي أصيل.

اذا كان لدى الحكومة مشروع بقيمة 102 مليون دينار كويتي لتلميع صورة الكويت خارجياً... فإن «فهيد» على حسابه الشخصي اضاء اسم بلاده بـ«رمية» لا تتعدى مئات من الدنانير.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي